محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 21:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنهت المحكمة الاتحادية في بغداد يوم امس/ الاثنين عمل البرلمان وحددت عمل الحكومة بتصريف الاعمال فقط. فيما أكدت على استمرار رئيس الجمهورية في مهامّه "كالاكل والشرب والنوم المريح !" بتفسير المادة ٥٦ من الدستور (استجابة لطلب من رئيس الجمهورية نفسه) وهذا يعني أن فخامة الرئيس لا يريد ترك كرسي الرئاسة. ويفضّل أن يستلم راتبه لشهر نوفمبر كاملا بلا نقصان. قبل أن يغادر قصر السلام بعدد كبير من الحقائب التي لا يعلم ما بداخلها سوى جدران القصر ورب السماوات والأرض.
ومنذ امس بدأت عملية تصريف الأعمال ببطء شديد كما جرت العادة، ترافقها عملية (سرية للغاية) لتوزيع الأموال على فلان وفلان باسرع ما يمكن، وقبل فوات الاوان. فخير البرّ عاجله. وبالتالي سيدخل الساسة العراقيون إلى (ساحة الوغى) مسلحين بكل شيء مخالف للديمقراطية والنزاهة والسلوك السياسي السليم ، من أجل الفوز بكرسي السلطة الذي لا يوجد كرسي في العالم اجمل منه. وصدقوني، أن كرسي السلطة هو الوحيد الذي تتقاتل من أجله الناس ويُراق على جوانبه الدمُ !
لقد أكد الكثير من الخبراء والمتابعين للشأن العراقي بأن الحكومة الجديدة سوف ترى النور (باذن الله وبموافقة المبعوث الأمريكي في بغداد) خلال ستة أو ثمانية أشهر. وبطبيعة الحال ستكون ثمانية أشهر عجاف في حياة الشعب العراقي. ونتمنى أن ما عاشه العراق في السنوات الماضية لا يتكرر بسبب عناد البعض وإنانية البعض الآخر وغطرسة طرف ثالث.
فما زال العراق، ابو العجايب والغرايب، يتحفنا كل يوم بافضل "إبداعات" السياسيين العراقيين. فقد طالبت بعض الجهات المتنفذة بأن يكون منصب رئيس الجمهورية (منصب وظيفي) لا سياسي. وقبل ذلك كانوا يقولون لنا أن المنصب "تشريفي" لا اكثر ولا اقل. وانا اقترح عليهم بأن يكون منصب رئيس الجمهورية منصب (ترفيهي) فقط. ولكن بشروط معينة وفي حدود المعقول. أما المشاريع والقوانين التي تحتاج إلى توقيع (الرئيس) فيمكن الاستعانة بالمبعوث الامريكي في بغداد مارك سافايا. فقد قيل قديما (في الشدائد تُعرف الاصدقاء) دون الإشارة إلى اسمه، تنفيذا لطلب أمريكي سابق بعدم الزج باسم دولة العم سام في الشؤون الداخلية للبلدان التي ترعى المصالح الأمريكية (بطيبة خاطر ودون مقابل) سوى حماية تلك الأنظمة من غضب وتمرّد الشعوب عندما يبلغ السيل الزبى...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟