محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 22:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مقال نادر في جرأته وعميق في تحليله وصادق وصادم في تشخيصه لما عاشه ويعيشه الكيان الصهيوني، جيشا ومجتمعا وطبقة سياسية، بعد زلزال طوفان الأقصى الذي ضربهم في الصميم. فقد نشرت صحيفة "اسرائيل هيوم" العبرية مقالا كشفت فيه الحقيقة "الحقيقية" لضعف وهشاشة وغرور المجتمع الاسرائيلي والتباهي بقوة جيشه وقواه الأمنية الأخرى في مواجهة الظروف الصعبة. وتبيّن أن اسرائيل من الداخل هي عبارة عن نمر من ورق. ومع ذلك فإن النظام العربي الحالي، كما معروف عنه منذ زمن، يُصاب بالرعب حتى من رؤية خروف من ورق !
لم تجرا اية صحيفة عربية مهما كان ثقلها الإعلامي وحضورها الجماهيري. ان تنشر مقالا كالذي نشرته صحيفة "اسرائيل هيوم" والذي يبدأ هكذا: (أن المجتمع الاسرائيلي فقد بوصلته الأخلاقية وتحوّل إلى قطيع متوحّش)
وتضيف الصحيفة في فقرة أخرى: (لقد فقدنا الخجل. فقدنا الاخلاق. فقدنا المعايير وتحوّلنا إلى قطيع محموم ينقض بأسنان مكشوفة على كل من يراه عدوا للأمّة)
وبعد أن تأتي على سلسلة من العيوب والاخفاقات المتتالية داخل المؤسسات العسكرية والمدنية. تواصل صحيفة "اسرائيل هيوم" اماطة اللثام عن ما يحاول الكيان الصهيوني إخفائه عن العالم، فتقول: (أن طوفان الأقصى لم يشق المجتمع فقط بل حطّم الثقة بالقيادة الاسرائيلية. كما قال الكاتب الاسرائيلي ناحوم برنياع في مقال سابق (أن طوفان الأقصى هو اليوم الذي تحطّمت فيه أسطورة الجيش الذي لا يقهر) وتحاول صحيفة "اسرائيل هيوم" تنبيه المجتمع الاسرائيلي من (مخاطر المرحلة الجديدة التي تتمثّل بانهيار الثقة في الجيش والقيادة وتفكّك الوحدة الداخلية. وارتفاع العنف والانتحار والأزمات النفسية وتآكل أسطورة القوة. وصراع هوية داخل الدولة)
وتنتهي الصحيفة العبرية إلى القول بصوت مرتفع يكاد يشبه التوسل:
(اين كابينت العقل؟ من يعلن حالة طواريء لغوية وأخلاقية لاسرائيل؟)
بطبيعة الحال ان صحيفة "اسرائيل هيوم" في مقالها هذا سلطت الضوء وبشكل مباشر على (عمق) الكيان الصهيوني الذي يعاني من أمراض وأزمات لا يمكن لحكومة المجرم نتنياهو اخفائها لاسباب أمنية وما شاكل ذلك. ان بداية تآكل هذا الكيان المسخ بدأت تظهر للجميع. وان تراكم الأمراض والعلل في جسد دويلة اسرائيل يبشر بالخير لمن ينتظر بفارغ الصبر زوال النظام النازي المتطرف. نظام الفصل العنصري والإبادة الجماعية الذي تطبّقه حكومة تل ابيب...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟