محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 20:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل شيء على ما يرام. وكل شيء كما كنت اتوقع. الفائزون اليوم هم نفس الفائزين بالامس. نفس الأسماء والوجوه. ونفس الاهداف والبرامج. مصلحة الحزب اولا وآخيرا. أما العراق فما عليه سوى الوقوف على باب الله في انتظار الفرج؟
لا جديد ولا تجديد بعد إعلان نتائج الانتخابات العراقية. السوداني شياع انتصر على شياع السوداني بعدة نقاط. واقطاب العملية السياسية تقاسموا كعكة البرلمان الاتحادي كما في السابق. لاحظوا الاسماء: المالكي الحلبوسي العامري البارزاني الطلباني الحكيم الخزعلي. واخيرا كاكا علي حمه صالح. هؤلاء سيتواجدون من جديد وجها لوجه والابتسامات (ابتسامات النصر !) تعلو وجوههم. فالبعض فاز بمقعد جديد والبعض خسر مقعدا قديما لم يستطع التمسّك به بيديه واسنانه. كما جرت العادة في صراع المكونات والتحالفات التي تدير شؤون الدولة العراقية.
لا شيء سوى الملل واسأم من ماراثون اعلان نتائج الانتخابات. والتفاصيل الدقيقة والمملّة عن كل محافظة على حدة. والمؤتمر الصحفي المطوّل لمفوضية الانتخابات. والإشارة إلى عدد الذكور وعدد الإناث، الخ. وكل هذه التفاصيل لا تضيف شيئا على حياة المواطن ولا تأتي بجديد. وكان بالإمكان الاعلان عنها لاحقا.
لقد شاركت في عشرات الانتخابات في أوروبا. لم اشهد على الاطلاق ما شاهدته في مؤتمر مفوضية الانتخابات في بغداد. في أوروبا ما يهمّ المواطن هو: النسبة المئوية التي حصل عليها كل حزب أو تحالف. ثم عدد المقاعد التي سيشغلها في البرلمان. أما التفاصيل الأخرى فيتم نشرها في وسائل الإعلام بعد الحصول عليها مباشرة من وزارة الداخلية التي تقع على عاتقها مسؤولية نشر النتائج رسميا. والأمر لا يستغرق أكثر من يومين.
والأغرب من ذلك، وكل شيء غريب تجده في العراق، هو انني لم ار في انتخابات أوروبا سفراء أجانب حاضرين وممثلي منظمات ومؤسسات دولية وامم متحدة، الا في العراق. وكانّ هؤلاء شهود عيان مهمتهم الأخيرة هي منح العراق تزكية بأن الانتخابات ناجحة وجرت بشكل سلس وديمقراطي !
ومن نوادر السياسة في العراق، أن جميع الأحزاب فازت بالانتخابات. لا يوجد مهزوم ولا خاسر. وتمّ الاعلان فقط عن الفائز الاول والثاني والثالث والرابع...وحتى العاشر.
لا يوجد في هذه الإنتخابات سوى خاسر واحد، هو "سماحة" مقتدى الصدر الزعلان على الجميع. فحتى (الشيعة) من أتباعه أصيبوا بالملل واليأس من المقاطعة غير المجدية...
.
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟