محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 20:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تظنوا أنني نسيت السروال الفضفاض. لا لا ابدا. فالسروال هو الجزء الثابت في ملامح العملية السياسية في العراق مهما تبدلت الحكومات أو تغيرت التحالفات او تعقدت التفاهمات. ولحد الأن لم اعثر على صورة تجمع بعض الفائزين يرتدون السروال ويتبادلون الابتسامات الصفراء التي تخفي مشاعر سوداء. كما حصل بين قيس الخزعلي صاحب عصائب (اهل الحق) وفالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي.
على كل حال، صورتان منشورتان على المواقع الاخبارية العراقية. إحداهما تجمع محمد الحلبوسي (تقدم) مع احمد الجبوري "ابو مازن" من حزب (الجماهير الوطنية) وكلاهما بالدشداشة. وصورة اخرى تجمع "ابو مازن" ايضا مع محمد تميم من حزب "تقدم" وكلاهما بدشداشة (صبغ النيل گومي بطرگها) وهما على ما يبدو في وضع المرتاح والمستريح من هموم ومتاعب الانتخابات. واللقاء بالدشداشة لدى بسطاء الناس هو دليل على "الميانة"والتقارب والالفة العائلية. ولهذا فسّر البعض هذا الظهور العلني بالدشاديش على أنه (مناسبة) للتقارب بين حزب "تقدم" لصاحبه محمد الحلبوسي وحزب "الجماهير الوطنية" لصاحبه احمد الجبوري "ابو مازن". ولا تخلو المفارقات العراقية من وجود صورة ثالثة تجمع الفائز الاول، محمد شياع السوداني مع (ديناصور سياسي شبه منقرض) اسمه اياد علاوي. وهو رجل يجسّد التشاؤم بشكل حقيقي. ويرى (مخاطر جسيمة او عواقب وخيمة) في كل شيء. وكلاهما ببدلة أنيقة وربطة عنق. وما ينقصنى حتى هذه اللحظه، لاكتمال عنوان مقالي هذا، هو صورة تجمع بعض الفائزين بالانتخابات وهم يرتدون "الزبون" الأنيق والعقال الرفيع.
ولانني مؤمن بنظرية المؤامرة، فيما يخص العراق فقط، اعتبر هذه اللقاءات الثنائية جزءا من (مؤامرة) تحاك في الخفاء. ودليلي على ذلك هو أن جميع الأطراف التي خاضت الانتخابات وحصلت على بعض المقاعد، دخلت في مرحلة التخندق الطائفي. وبدأت بعض الأصوات تتحدث بلا خجل عن حق المكون الاكبر (والمقصود المكون الشيعي) في الحصول على رئاسة الحكومة.
فالعراق لن يتقدم ابدا لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في غيره، طالما بقي نظام المحاصصة المقيت هو المحرك الاساسي للعملية السياسية. وما يرافقها من مناصب ومكاسب وامتيازات مختلفة. يسيل لها لعاب دعاة الوطنية وحب العراق وخدمة العراقيين جميعا !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟