محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 22:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نشرت وسائل اعلام عبرية وشقيقتها بالرضاعة بعض وسائل الإعلام العربية (عربية بالاسم فقط) لقطات من جولة مجرم الحرب نتنياهو في الجنوب السوري. وهي كما نعرف ليست جولة سياحية أو تغيير جو او لصيد الطيور النادرة. بل تخفي ما هو أعظم واشد على سوريا ونظام الجولاني (سابقا) والشرع حاليا. فكل جنوب في سوريا ولبنان هو حديقة خلفية لدويلة اسرائيل. فلم تكتف بقتل عشرات الآلاف في غزة ولم تكتف بالدمار والخراب الذي خلفته آلتها العسكرية.ولم تكتف بان حوّّلت قطاع غزة بما فيه من بشر احياء (احياء بالصدفة) إلى جحيم لا يتحمل فضاعته حتى الاحجار الصماء. وبما أن الكيان الصهيوني ولد في حرب وترعرع على أراض الفلسطينيين التي احتلها بالقوة وبالدعم الأمريكي المطلق، فإنه سوف يستمر في احتلال المزيد من الأراضي في سوريا وفي لبنان. ومن يقف في وجهه؟ خصوصا بعد أن ذهب ( الرئيس) السوري احمد الشرع الى واشنطن ليسلّم مفاتيح سوريا (خيرات وثروات و سيادة) إلى دكتاتور أمريكا دونالد ترامب. الذي أرسل الى تل اييب الطائرة رقم ١٠٠٠ وهي تحمل معدات عسكرية إلى دويلة اسرائيل. فلا عجب اليوم أن نرى مجرم الحرب نتنياهو يتجوّل (وربما يتبوّل) في الجنوب السوري. بل لا عجب أن رأيناه في يوم ما يتجوّل في سوق الحميدية في دمشق برفقة (أحمد الشرع) وهو يبحث عن تحفيات "يهودية" ليقدمها هدية إلى زعماء اللوبي الصهيوني الذي يحكم أمريكا بقوة المال ونفوذ وسائل الاعلام الكبرى واصوات الناخبين المخدوعين.
والغريب، ولا شيء غربب في سياسة النظام العربي، هو ان بعض "القيادات " من امثال احمد الشرع، تقاتل ضد الانظمة الحاكمة لعشرات السنين. وعندما تصل إلى السلطة تعرض الوطن وثرواته في اقرب مزاد علني. وبابخس الاثمان . وتضع نفسها بطيبة خاطر في خدمة الأجنبي. فسرعان ما ينكسف امرها ويصبح نضالها السابق مجرد خدمة مجانية او بثمن زهيد، لجهات خارجية تسعى للاستحواذ على خيرات ومقدرات الوطن.
فها هي الشركات الأمريكية الكبرى وقد بدأت تضرب طوقا حول مصادر الطاقة في سوريا. ومعلوم ان نصف مردود كل هذه الخيرات، وهي بمليارات الدولارات، سوف يدخل في خزينة دويلة اسىرائيل. وبالتالي ان جولة المجرم نتنياهو في جنوب سوريا اليوم لها ابعاد خطيرة. اولها تفكيك الدولة السورية وجعلها كيانات متناحرة ووضع شعبها في حالة صراع مستمر. ولنا في ليبيا والسودان اسوة سيئة. بل سيئة جدا !
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟