أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدبولى - فاطمة نعمت راشد، والحزب النسائى المصرى














المزيد.....

فاطمة نعمت راشد، والحزب النسائى المصرى


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 10:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فى وقت كانت الحركة النسائية المصرية، ما تزال تُختبر بين العمل الاجتماعى، والنشاط الأهلى، خرجت السيدة فاطمة نعمت راشد، من الصفوف الخلفية للاتحاد النسائى المصرى، الذى رافقت فيه هدى شعراوى، لتصنع لنفسها مسارًا أكثر جرأة، وأشد وضوحًا، فهذه المرأة التى غابت عن كتب التاريخ، رغم ريادتها، آثرت ألا تكتفى بدور “الرفيقة” داخل مؤسسة نسوية إصلاحية، فذهبت عام 1942 إلى ما لم تجرؤ عليه معظم نساء عصرها، والعصور التالية، وأسست أول حزب نسائى فى مصر تحت اسم “الحزب النسائى المصرى” وهو حزب سياسى حقيقى له برنامج وأهداف وقيادة، وليس جمعية خيرية ولا لجنة مطلبية ،

وقد وضع ذلك الحزب منذ اللحظة الأولى تصوّرًا لا لبس فيه عن المساواة (التامة) بين الرجال والنساء، فى التعليم ،والعمل، والحقوق السياسية،
داعيًا لمنح المرأة حق الانتخاب، والترشح، وتقلد المناصب العامة، قبل أن يتحقق ذلك فعليًا بأكثر من عقد كامل، ومطالبًا بمراجعة قوانين الأحوال الشخصية، بما يتسق مع الكرامة الإنسانية، لا الأعراف الجامدة، ومؤكدًا أن مشاركة المرأة فى العمل العام، ليست زينة للمشهد، بل شرط من شروط التطور الاجتماعى والسياسى الوطنى، وتحقيق التحرر والإستقلال،

وبالتوازى مع نشاطها الحزبى، تولت فاطمة رئاسة تحرير مجلة “المصرية” التى تحولت إلى اللسان الجرىء للحراك النسوى السياسى آنذاك ، فكانت صفحاتها مساحة لانتقاد القوانين التمييزية، وللدفاع عن حق المرأة فى الوجود العام، ولإبراز نماذج مصرية تاريخية ملهمة، وللرد على كل محاولات تهميش صوت النساء فى الشأن العام،
كما كانت المجلة تكشف بوضوح أن المشروع النسائى ليس مشروع تحسينات اجتماعية، بل هو مشروع مواطنة كاملة، وان دور المرأة فى ثورة 1919 لاينكر ،

ولم تكن علاقة فاطمة بهدى شعراوى علاقة انفصال ونفور، بقدر ما كانت اختلافًا فى المنهج، فهدى اختارت طريق الإصلاح الهادئ فى الاتحاد النسائى، بينما فضّلت فاطمة المواجهة السياسية المباشرة، عبر تأسيس حزب مستقل لا يخضع لوصاية ذكورية، ولا لحدود مرسومة، وربما كان هذا التمرّد هو السبب فى اختفاء اسمها من الذاكرة التاريخية، لصالح أسماء باتت أكثر شهرة، وأقرب إلى مزاج المؤرخين والكتاب ، رغم أن تجربتها أكثر تقدمًا، ورؤيتها أشد راديكالية، من معظم ما كُتب عن الحركة النسوية المصرية، التى تزخر بأسماء متعددة كتب عنها الكثير من الصفحات ،
ولكن تبقى فاطمة نعمت راشد واحدة من رائدات الزمن المنسى، امرأة سبقت عصرها بعقود، ورأت ما لم يره كثيرون، وأكدت على قاعدة نضالية عامة،وهى أن الحقوق لا تُمنح بالمناشدة الرقيقة، بل تُنتزع بتنظيم سياسى واضح، وأن المرأة ينبغى ألا تنتظر اعترافًا بوجودها،بل ينبغى أن تؤسِّس له،
ولله فى ذاكرتنا وتاريخنا شئون،
ملحوظة : اسم الوالد ، والصورة وردتا هكذا فى مستندات رسمية،،

#حسن_مدبولى



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأم المصرية ، وولدها
- إبراهيم يسرى ، القابض على جمر الوطن
- أزمة الإسطورة محمد صلاح وقميص عثمان !!
- أبطال نسيهم التاريخ
- المخرج، وسيدة القرن !
- ست البلاد ، الدكتورة نعمات أحمد فؤاد
- أربعة مبدعين ،،،
- أربعة شعراء،انحنوا جميعا،إلا واحد!؟
- دولة التلاوة، وضياع الهوية !؟
- من الديانات الإبراهيمية ،،،
- المقاومة والزمالك ،،
- إزدواجية معايير الدعم الإنسانى !!
- المدارس متعددة، والمعزوفة واحدة!!
- إنتخبوا الرجل الشيك !؟
- الإستنارة الإنتقائية !!
- التحول الذى يثير الحزن !؟
- التصنيف وفقا للرغبة أو الطلب،،
- إنتهاك براءة الطفولة( مأساة جان جينيه)
- كيف نجت بعض الملفات من المحاسبة عقب ثورة 25 يناير 2011
- شر البلية !!


المزيد.....




- أين انتهى المطاف بسليلي الأسرة العثمانية، وكيف يٌنظر إليهم ف ...
- تقرير دولي: التكنولوجيا توسّع دائرة العنف ضد النساء عالميًا ...
- ليبيا: قرار أمني يقيّد التصوير الدعائي للنساء بذريعة “الآداب ...
- اليمن: تزويج الطفلات باسم الفقر والحرب
- الفاشر: مؤشرات لمقابر جماعيّة وطمسٌ منظّم للأدلة
- بسبب إهانة مديرة المدرسة لها انتحار طالبة في ثانوية النجف لل ...
- الإمارات: تعديل مشروط لقانون حضانة الأطفال مجهولات/ي النسب
- علامات العقم عند النساء..ما الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة ...
- شهادة صادمة لصحفي محرر.. تعذيب واغتصاب داخل سجون الاحتلال
- اختطاف إمرأة وطفلتها الرضيعة في بلدة حناويه اللبنانية


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسن مدبولى - فاطمة نعمت راشد، والحزب النسائى المصرى