أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدبولى - التصنيف وفقا للرغبة أو الطلب،،














المزيد.....

التصنيف وفقا للرغبة أو الطلب،،


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 18:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يعد توصيف الجماعات والمنظمات الدولية بـ"الإرهابية" يخضع لمعايير قانونية أو سجلات عنف لا لبس فيها، بل بات قرارًا محكومًا بالمصالح والرغبات السياسية أكثر مما تحكمه الوقائع، وما كان يُفترض أن يكون أداة لضبط العنف صار بطاقة تُسحب وتُمنح حسب الطلب، وتتحول معها حملات مواجهة الإرهاب إلى عمليات انتقائية تكشف تناقضات صانع القرار أكثر مما تكشف حقيقة الجماعات محل الجدل،
و هذه المفارقة تتجلى بوضوح عند مقارنة مسلسل التلويح المتكرر بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي داخل الولايات المتحدة، بعمليات تصنيف أخرى تمت ضد جماعات تختلف بنيويا وفلسفيا عن جماعة الإخوان،

فالإخوان، رغم كل ما يُؤخذ عليهم سياسيًا وفكريًا، ليسوا تنظيمًا مسلحًا يستهدف الولايات المتحدة أو يدير خلايا عنف عابرة للحدود، ولم تقدم واشنطن نفسها يومًا دليلًا جنائيًا يضع الجماعة في فئة التهديد الأمني المباشر، ومع ذلك يعود مطلب تصنيف الجماعة كجماعة ارهابية إلى السطح،كلما أرادت إدارة أميركية إرسال إشارات معينة لحلفاء إقليميين، أو تسجيل موقف انتخابي يبدو فيه الرئيس أكثر "صرامة" وأشد انتماءا وإخلاصا للمسيحية الصهيونية،
فالمسألة باتت ملفا مستهلكا يُستدعى للضغط ثم يُعاد إلى مكانه عندما تتغير الحسابات، ملفا لا يُفتح لأن الوقائع تبدلت، بل لأن المصالح الذاتية تغيرت،،

والموقف الأمريكى الحالى يكاد يكون نسخة عكسية طبق الأصل مما حدث مع جماعة فارك ، تلك الحركة الكولومبية اليسارية التي حملت السلاح لعقود، وخطفت مئات المدنيين، وابتزت الشركات، ومارست تجارة المخدرات، وشنّت هجمات واسعة النطاق، داخل كولومبيا وخارجها، حتى بدا إدراجها على قوائم الإرهاب الأميركية عام 1997 قرارًا منطقيًا ومتسقًا مع سجلها الدموي، رغم أن البعض كانوا يرونها حركة ثورية تاريخية تحررية، تمارس العنف المشروع ضد سلطات القمع والهيمنة الاقتصادية فى كولومبيا ،
لكن المفارقة أن الحركة نفسها شُطبت لاحقًا من القائمة دون أن تغير حقيقة ما ارتكبته،لكن لأن واشنطن رأت أن من مصلحتها دعم اتفاق للسلام تم توقيعه في كولومبيا عام 2016 بين الحكومة الكولومبية وتلك الجماعة التى صنفت بالإرهابية، فلم تتغير الجرائم التاريخية التى راح ضحيتها مئات الالاف ،ولا حدثت مراجعات فلسفية فكرية أو أيديولوجية،ولا تم القضاء على قادتها وجناحها العسكرى، بل لان الحاجة السياسية هى التى تغيرت، فانتقلت فارك بين ليلة وضحاها من خانة "الخطر الإرهابي الأكبر" إلى خانة "الشريك السياسي الفاعل " لمجرد عقدها لصفقة سياسية محلية،

وهو مايستدعى سؤالا لا مفر منه:
حول جدوى قوائم يُمكن أن يُسقط منها تنظيم مسلح كامل الأركان بمجرد أن تقرر الولايات المتحدة ذلك، بينما تسارع بتصنيف جماعة سياسية غير مسلحة كجماعة ارهابية، لأنها تُربك معادلات بعض الحلفاء، أو تُستخدم كورقة دعائية في سباق انتخابي ؟
فكيف يمكن الوثوق بتصنيف يتحرك صعودًا وهبوطًا وفق إيقاع المصالح، لا وفق معايير موحدة أو تحقيقات أمنية جادة؟
وكيف يمكن للعالم أن يأخذ خطاب الحرب على الإرهاب بجدية، بينما واشنطن نفسها تكيّف تعريف الإرهاب كلما احتاجت هى أو أحد حلفائها المقربين إلى ذلك؟

بل وكيف يستساغ التأييد الأمريكى اللامتناهى لمرتكبى جرائم وصفت بأنها إبادة جماعية ضد شعب أعزل ، مع ارتداء ثوب العدالة وتقمص دور المدافع عن السلم المحلى عند تصنيف جماعات سياسية أخرى ؟

إن ما يفعله ترامب اليوم فى ملفات تصنيف الارهاب ليس سوى إعادة تدوير لنفس اللعبة: طرح التصنيف ثم سحبه ثم التلويح به مجددًا، وفق الحاجة واللحظة وميزان التحالفات. فلا فارك كانت "أقل إرهابا" حين أُخرجت من القائمة، ولا الإخوان أصبحوا "أكثر عنفا " حين تم فتح ملفاتهم. فكلاهما صنف وفق آلية أميركية تتعامل مع الإرهاب كأداة سياسية، لا كمعيار قانوني أو أمني.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتهاك براءة الطفولة( مأساة جان جينيه)
- كيف نجت بعض الملفات من المحاسبة عقب ثورة 25 يناير 2011
- شر البلية !!
- بوصلة الأهلى والزمالك !!
- تصريحات إستهلاكية !!
- الدعم المؤلم المرير،،
- للقذارة لون واحد !
- تصويت الجزائر !!
- خطاب إدانة ،،،
- الأهلى ومستقبل وطن، المسرحية واحدة
- رمز تنويرى مصرى
- ممدانى بين الفخر، والتقريع !!
- الإنفصام العجيب !!
- الزمالك من الوطنية والكرامة، الى الهوان والتطبيع !
- الصفع فى الحرم !!
- عالم الآثار المغضوب عليه !!
- ذكرى الإحتفال الذى أغرق البلاد،،
- ذكرى الإحتفال الذى أغرق مصر،،
- من التاريخ المصرى ،،
- التاريخ والاستثناء


المزيد.....




- كاميرا CNN تزور قصر زعيم عصابة صيني هارب متهم بالاحتيال على ...
- علاء مبارك يعلق على اعتذار إعلاميين عما قالوه عن ثروة والده ...
- إرباكٌ في مجلس الشيوخ الأسترالي: كيف تحوّل البرقع إلى محور م ...
- إسرائيل تقيل قادة كبار على خلفية -إخفاق السابع من أكتوبر-
- -يشعرون بأنهم منسيون-... 30 ألف فلسطيني في الضفة الغربية ما ...
- أوكرانيا: زيلينسكي يشدد على ضرورة بذل -جهود أكبر بكثير- لتحق ...
- -إكس- تطرح أداة جديدة تكشف الدولة الحقيقية التي تنشط منها بع ...
- ما الذي نعرفه عن -احتفال بهجوم 7 أكتوبر- نظم في سوريا؟
- كيف نجحت إسرائيل من جديد باغتيال قيادي من حزب الله.. وهل سير ...
- احترام سيادة أوكرانيا.. واشنطن تعمل مع كييف على إطار محدث لخ ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسن مدبولى - التصنيف وفقا للرغبة أو الطلب،،