أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدبولى - شر البلية !!














المزيد.....

شر البلية !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 19:18
المحور: كتابات ساخرة
    


يبدو أن الدور التاريخى الذى قررت بعض الأندية الكروية الاضطلاع به – بمحض إرادتها طبعًا – هو إعادة تشكيل بوصلة الوجدان المصرى، وتحويلها من متابعة ما يجرى على حدودنا من اعتداءات وانتهاكات صريحة وعمليات قتل وابادة، إلى متابعة ما يجرى على حدود منطقة الجزاء فقط،
فبدلًا من أن يغضب الناس أو يحزنوا أو حتى يشعروا بوخز بسيط تجاه ما حدث فى ملحمة الانتخابات النيابية ، إذا بالجماهير تتحول فجأة إلى كتائب إلكترونية تعبّر عن ثورة حقيقية، لكن على "تصريح فكاهى ساخر "!

وفى اللحظة نفسها التى كان البعض فيها يلوّح بـ"أيام سودا" وبمعيشة ضنكة مستمرة، اندلعت هوجة كبرى داخل المدار الأحمر، هوجة استخدمت فيها كل أدوات المعركة: منطق، ولا منطق، هاشتاجات، وعبارات فائضة عن الحماسة، ودفاع مستميت عن "قيم" لا يعرف أحد هل هى قيم رياضية أم قيم فولكلورية، لكنها قيم على أى حال.
وتحوّل تصريح عابر لمسئول مصرفى – قاله ساخرًا إلى قضية رأى عام، لا تهدأ إلا بعد أن يُوضع الرجل فى قائمة المطلوبين كرويًا، متهمًابالإساءة لمشاعر الأمة الرياضية،و الترويج لإشاعات كاذبة،والانضمام الى جماعة محظورة ( الزمالك)

أما المفارقة الكبرى، فهى أن بعض قادة تلك "الثورة الحمراء" – التى لا علاقة لها بالحرية الحمراء طبعًا – كانوا قد اختاروا سابقًا شعارًا حكيما وهو "الصمت لغة العظماء "، وذلك حين صدرت تصريحات من شخصية عربية رفيعة بخصوص النادى وإدارته،وهى تصريحات يعرفها الجميع جيدًا، ولا نعيدها هنا حفاظًا على حقوق الملكية الفكرية،،

من جانب آخر و على الضفة البيضاء، يبدو أن المعارك الهلامية لا تتوقف أيضا ، فبعد موقعة اللاعب الذى لم يصافح ، والذى دعمه مسئولى ناديه زيادة فى الاستفزاز للإيقاع ببيض العقول لكى تشتعل معارك عبثية،
ثم إرتفعت حالة التأهب القصوى بين الزمالكاوية لخوض معركة أخرى تعتبر "هرمجدون" الكروية، وذلك دفاعًا عن كرامة لاعب مصرى محترف قيل إن مدربه وُصفه بربع محترف، أى بناقص محترف إلا ربع،وهو اختلاف بسيط فى الكسور العشرية لا يغير من جوهر المعركة الهزلية،
فامتشق جنود وثوار البحر الأبيض سيوفهم الافتراضية، واجتازوا العوائق الرقمية، وانطلقت صيحات الدفاع المقدس عن "الشرف الكروى الرفيع" الذى تأذّى بما يعادل مافعلته مقولة "أنا جامد" الشهيرة المنسوبة لأحد رواد الجهاد الكروى الساخر، حفظ الله وجهه، وسيد خطاه،

وهكذا ،وبدلاً من توجيه غضب حقيقى نحو قضايا تمس أمننا ولقمتنا ومستقبلنا، يجرى بأسلوب بالغ المهارة تحويل انتباه ملايين المصريين إلى أحداث لا وزن لها ولا قيمة، لكنها تشغل حيز الوجدان وتضيع الزمن والجهد،
نعم إن شرّ البلية ما يضحك، لكن البلية نفسها تضحك علينا هذه المرة.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوصلة الأهلى والزمالك !!
- تصريحات إستهلاكية !!
- الدعم المؤلم المرير،،
- للقذارة لون واحد !
- تصويت الجزائر !!
- خطاب إدانة ،،،
- الأهلى ومستقبل وطن، المسرحية واحدة
- رمز تنويرى مصرى
- ممدانى بين الفخر، والتقريع !!
- الإنفصام العجيب !!
- الزمالك من الوطنية والكرامة، الى الهوان والتطبيع !
- الصفع فى الحرم !!
- عالم الآثار المغضوب عليه !!
- ذكرى الإحتفال الذى أغرق البلاد،،
- ذكرى الإحتفال الذى أغرق مصر،،
- من التاريخ المصرى ،،
- التاريخ والاستثناء
- روسيا والصين، قطبان بلا روح
- التطرف بمحافظة المنيا ،،
- كرامة المصريين فى الخليج !!


المزيد.....




- المخرج طارق صالح - حبّ مصر الذي تحوّل إلى سينما بثمن باهظ
- -إنّما يُجنى الهدى من صُحبة الخِلّ الأمين-.. الصداقة الافترا ...
- مؤسس -هاغينغ فيس-: نحن في فقاعة النماذج اللغوية لا الذكاء ال ...
- مسرحية -عيشة ومش عيشة-: قراءة أنثروبولوجية في اليومي الاجتما ...
- محمد إقبال: الشاعر والمفكر الهندي الذي غنت له أم كلثوم
- مصر: رصد حالات مصابة بالحمى القلاعية بين الماشية.. و-الزراعة ...
- موسم الدرعية يطلق برنامج -هَل القصور- في حيّ الطريف
- المدينة والضوء الداخلي: تأملات في شعر مروان ياسين الدليمي
- مكان لا يشبهنا كثيراً
- لقطات تكشف عن مشاهد القتال في فيلم -خالد بن الوليد- المرتقب ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن مدبولى - شر البلية !!