أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - المقاومة والزمالك ،،














المزيد.....

المقاومة والزمالك ،،


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك كيانات لا تُحارب لأنها ضعيفة… بل لأنها تُذكّر الآخرين بضعفهم.
الزمالك واحد منها.
وحزب الله كذلك.
وغزة أيضًا.

المفارقة أن الكيانات الثلاثة — رغم إختلاف ساحاتها — تتعرّض لنفس نوعية العداء ونفس أساليب الحصار، وكأن هناك قاعدة ذهبية غير مكتوبة في هذا الشرق الأوسط اللعين ، تقضى بأن كل من يمتلك كرامة مستقلّة يجب كسره وإذلاله،

الزمالك لم يُطارد لأنه نادٍ رياضي؛ بل لأنه فكرة.
فكرة أن هناك جمهورًا لا يُشترى، وكيانًا لا يخضع، وتاريخًا لا يسمح بأن يتحول إلى تابع لأحد،
لايغريه المال، ولا يقتله البغي والتآمر الرخيص ،
ولهذا تحديدًا تهاجمه دولة رسمية تفضّل "المضمون المربوط، على المستقل الجامح "
ويتربص به إعلام يمارس دور الجوقة التابعة لعاهرة ، و يترصده منافس جمع ملياراته التى لاتحصى نتاج قبوله بدور المروج لدعايات القتلة والمجرمين ،

والشيء ذاته حدث مع حزب الله:
فحين وجدت إسرائيل والغرب وبعض الأنظمة العربية أن هناك قوة عربية كسرَت السردية، ورفعت رأسها، واكتسبت شعبية في الجنوب،بل فى الوطن بأكمله،
بدأ الحصار الإعلامي والسياسي والمالي بل والتجريم الدينى ،
الأغرب أن بعض أبناء لبنان شاركوا في الهجمة، تمامًا كما يشارك بعض أبناء الزمالك اليوم في ضرب ناديهم من الداخل،

وأما غزة فهي النموذج الأكثر فجاجة.
مقاومة محاصرة من الأرض والبحر والجو، ومع ذلك ترفض الانكسار.
وبدل أن تُمنح حق الدفاع عن نفسها ، يطلبون منها تنفيذ شروط الاستسلام بالكامل ، والقبول بالتركيع فى صمت،
وبدلا من أن يُحاصر المعتدي ويتم ردعه ، تطعن الضحية، وتنزع عنها مصادر قوتها وصمودها،،،

السؤال المنطقي هنا:
لماذا يجتمع هذا الكم من الحقد ضد ثلاثة كيانات مختلفة تمامًا؟

الجواب البسيط:
لأنها كيانات لا تخضع.
لأن وجودها نفسه فضيحة للذين باعوا كل شيء.
لأنها — بدون خطاب ولا مرافعات — تُفجّر تناقضات منظومة كاملة قائمة على النفوذ والمال والصفقات القذرة،

حتى الحب الذي تحصده هذه الكيانات الفريدة، التى تختلف عن القطيع المهجن، له دلالة:
فليس طبيعيًا أن تجد في جنوب لبنان قرى كاملة تشجع الزمالك، وأن تجد في غزة شبابًا يحملون العلم الأبيض بجوار العلم الفلسطيني.
هذا ليس تشجيعًا كرويًا، هذا انحياز وجداني لفكرة:
فكرة أن “العِند” الوطني لا يُهزَم، وأن الكرامة — سواء كانت في ملعب أو على جبهة — تستلب قلوب الناس، لأنهم يفتقدونها في حياتهم اليومية.

والمشجع الذي يكره الزمالك بلا منطق ،ستجد فى العادة انه هو ذاته الذي يشتم حزب الله، ويشمَت في غزة، مع وجود استثناءات بالطبع،
لكن لماذا؟
لأن الثلاثة يذكّرونه بشيء لا يطيقه، وهو أن هناك من يدفع ثمن مواقفه صابرا صامدا يمتلك الأمل والوفاء ، بينما هو يعيش على هامش الآخرين، يصفق للقوي الفاجر، يهلل ويرقص لنفوذ كاذب مزيف ألبسوه إياه ليغطى وجهه القبيح وظهره المنبطح الخانع ،

الأكثر إرباكًا له هو المنطق العجيب:
فإذا كنت تعتبر المقاومة في الجنوب "ميليشيا"… فلماذا تخشاها قوى لاشاغل لها سوى إذلالك ؟
وإذا كنت ترى فى مقاومة غزة "طيشًا وخرابا "… فلماذا تحاصرها دول بأكملها !؟
وإذا كنت تعتبر الزمالك "ضعيفًا"… فلماذا يرتجّ الإعلام كلما تنفّس؟ ولماذا تتفنن الدولة فى ابتداع الاساليب لقمعه، وتسمح باستخدام الاعلام لترويج العكس بين المغيبين !؟

الضعيف لا يُحاصَر.
الضعيف لا يُهاجَم ليلًا ونهارًا.
الضعيف لا تُجنَّد ضده لجان إلكترونية.
الضعيف يُترك ليذبل، لا يُستهدف.

المعادلة واضحة:
الكيانات الثلاثة ليست مشكلة،بل هي مرآة.
ولأن النفوس التي تعوّدت على الانحناء لا تحتمل رؤية من يقف، تصبح الحرب عليه ضرورة وجودية بالنسبة لهم.

والخلاصة التي تربك الخصوم أكثر من أي شيء:
هذه الكيانات لن تنكسر إلا إذا أراد جمهورها ذلك — وجمهورها لم يفعل يومًا.
لا الجنوب تخلى، ولا غزة انحنت، ولا الزمالك مات.
وجمهورها — رغم الجروح والنزف — ما زال مستعدًا أن يحملها على كتفه كلما سقطت.

هذا ما لا يعرفون الرد عليه.
وهذا بالضبط ما يقهرهم.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزدواجية معايير الدعم الإنسانى !!
- المدارس متعددة، والمعزوفة واحدة!!
- إنتخبوا الرجل الشيك !؟
- الإستنارة الإنتقائية !!
- التحول الذى يثير الحزن !؟
- التصنيف وفقا للرغبة أو الطلب،،
- إنتهاك براءة الطفولة( مأساة جان جينيه)
- كيف نجت بعض الملفات من المحاسبة عقب ثورة 25 يناير 2011
- شر البلية !!
- بوصلة الأهلى والزمالك !!
- تصريحات إستهلاكية !!
- الدعم المؤلم المرير،،
- للقذارة لون واحد !
- تصويت الجزائر !!
- خطاب إدانة ،،،
- الأهلى ومستقبل وطن، المسرحية واحدة
- رمز تنويرى مصرى
- ممدانى بين الفخر، والتقريع !!
- الإنفصام العجيب !!
- الزمالك من الوطنية والكرامة، الى الهوان والتطبيع !


المزيد.....




- -بصمات أمريكية واضحة-.. طهران تُحمّل واشنطن فاتورة احتجاجات ...
- إسرائيل تتسلّم رفات أحد الرهينتين المتبقيتين في غزة وقطر تأم ...
- مراسلة الجزيرة: قوات الاحتلال تفجر مبنى داخل مخيم جنين شمال ...
- فنزويلا تتهم الجنائية الدولية بالتملص من مسؤولياتها لإقفال م ...
- لقاء روسي أميركي بموسكو وزيلينسكي يعلن -تنقيح- إطار عمل لاتف ...
- الموت المختبئ تحت التراب.. الألغام تمزق أجساد وقلوب السوريين ...
- إسرائيل تتسلم من حركة حماس عينات لرفات أسرى
- هل يتحول حظر تطبيقات -في بي إن- إلى توجه عالمي جديد؟
- قبيل اجتماع بوتين – ويتكوف.. الكرملين: أي اتفاق بشأن أوكراني ...
- لأول مرة منذ عامين.. شاهد كيف عاد طلاب غزة إلى مدارسهم المدم ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - المقاومة والزمالك ،،