أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الإستنارة الإنتقائية !!














المزيد.....

الإستنارة الإنتقائية !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في خضم الأحداث الجسيمة التي تعصف بمنطقتنا، تبرز أحياناً أحداث محلية فرعية تستدعي التوقف والتفكير بعمق، ربما أكثر مما تتطلبه المآسي والكوارث الكبرى المحيطة،

فبينما تتوالى الأخبار عن عمليات قتل وإبادة واعتداءات فاشية إضافية ضد سكان ومساكن ومساجد غزة والضفة وجنوب لبنان، بالإضافة إلى التهديدات المحمومة بقصف إيران مجددا ، والحملات والمؤامرات المستمرة ضد صنعاء، والانقسامات والتشرذم فى السودان وليبيا ، وإنفجار بركان سد النهضة، وجدت نفسي متوقفاً أمام قرار محلي لا يقل أهمية عن تلك الأحداث الكبرى.

الخبر يتعلق بقرار إداري يستهدف شريحة متفردة من رجال الدين، حيث يُلزم بعض الدعاة الحاصلين على شهادات عليا بالالتحاق ببرامج تأهيلية إضافية.
والهدف المعلن من هذا الإجراء هو "تحقيق الاستنارة" و"إعداد علماء يواجهون الفكر المتطرف".
ورغم نبل ذلك الهدف المعلن، إلا أن محتوى هذا القرار يثير تساؤلاً جوهرياً حول مبدأ المساواة في دولة تعلن دوما إنها تسعى لترسيخ أسسها المدنية.

فإذا كان الهدف هو رفع مستوى الوعي ومحاربة الأفكار المغلوطة، فلماذا يتم تطبيق هذا الإجراء على فئة دينية بعينها دون غيرها؟
أليس من المنطقي، في إطار الدولة ( المدنية) التي يتساوى فيها المواطنون،أن تشمل جهود التطوير والتوعية جميع المؤسسات الدينية على اختلافها تحقيقا لمبدأ المساواة، وترسيخا لقيم المواطنة، وحماية للدولة من التشرذم والانقسام ؟

إن تركيز جهود "الاستنارة" الإلزامية على مؤسسة دينية واحدة قد يرسل رسالة ضمنية مفادها أن التحديات الفكرية محصورة في هذه الفئة فقط، بينما وصلت المؤسسات الأخرى إلى درجة الكمال التي لا تحتاج معها إلى مراجعة أو تطوير. ولكن الأحداث حولنا علمتنا أن التطرف لادين له، وأن أعدائنا يعملون بدأب وخبث على أستقطاب فئات متعددة بالوطن العربى،
لذا فهذا النهج التوجيهى الانتقائي قد يثير تساؤلات محيرةحول ما إذا كانت هذه الإجراءات الأحاديةالمستحدثة، تستهدف فعلاً تحقيق استنارة ووعيا شاملا ،أم أنها تعكس رؤية محددة تجاه مؤسسة أو فئة بعينها !؟

إن بناء مجتمع مستنير بحق يتطلب معايير موحدة، ومنهجاً شاملاً يطبق على الجميع دون تمييز. فالمعايير المزدوجة لا تبني دولة مدنية حديثة، بل قد تساهم في خلق شعور بالتمييز وتزيد من تعقيد المشهد بدلاً من حله. والاستنارة الحقيقية لا تكون انتقائية، بل هي مشروع مجتمعي متكامل يشارك فيه الجميع، كما يقولون !!



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول الذى يثير الحزن !؟
- التصنيف وفقا للرغبة أو الطلب،،
- إنتهاك براءة الطفولة( مأساة جان جينيه)
- كيف نجت بعض الملفات من المحاسبة عقب ثورة 25 يناير 2011
- شر البلية !!
- بوصلة الأهلى والزمالك !!
- تصريحات إستهلاكية !!
- الدعم المؤلم المرير،،
- للقذارة لون واحد !
- تصويت الجزائر !!
- خطاب إدانة ،،،
- الأهلى ومستقبل وطن، المسرحية واحدة
- رمز تنويرى مصرى
- ممدانى بين الفخر، والتقريع !!
- الإنفصام العجيب !!
- الزمالك من الوطنية والكرامة، الى الهوان والتطبيع !
- الصفع فى الحرم !!
- عالم الآثار المغضوب عليه !!
- ذكرى الإحتفال الذى أغرق البلاد،،
- ذكرى الإحتفال الذى أغرق مصر،،


المزيد.....




- بودابست: اللجنة الرئاسية تشارك في ندوة حول واقع المسيحيين في ...
- بابا الفاتيكان في تركيا : ما أبعاد الزيارة التاريخية ؟
- الفاتيكان يستقبل شجرة تنوب نرويجية بطول 27 مترا في ساحة القد ...
- مستعمرون يحرقون مسجدا ويخطّون شعارات عنصرية غرب سلفيت
- بابا الفاتيكان يزور تركيا ويحذر من -طغيان اللون الواحد-
- بابا الفاتيكان يفتح ملف السلام خلال أول رحلة خارجية
- إسرائيل: الخدمة العسكرية الإلزامية لليهود المتشددين -الحريدي ...
- الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستقبل بابا الفاتيكان ليون الر ...
- إيران تدين قرار أستراليا غيرالقانوني حول حرس الثورة الاسلامي ...
- فيديو.. كتيبة البراء الإخوانية تؤكد ارتباطها بالجيش السوداني ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الإستنارة الإنتقائية !!