أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدبولى - إنتخبوا الرجل الشيك !؟














المزيد.....

إنتخبوا الرجل الشيك !؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 09:49
المحور: المجتمع المدني
    


العملية الانتخابية فى مصر، بصورتها الحالية، لا تمتّ بصلة إلى أى مضمون ديمقراطى مفهوم. فالمشهد يبدأ من نقطة غياب حرية تكوين الأحزاب الحقيقية، ويمتد إلى منع القوى السياسية الموجودة بالفعل من الحركة، ثم يمرّ على قوانين انتخابية مصممة بعناية لتبقى الأمور فى حدود “المسموح”، وينتهى عند صناديق لا يقترب منها إلا من رُسِم له أن يقترب.

النظام نفسه اعترف بأن بعض الأفراد تدخلوا لـ“توجيه” الناخبين بالمال والنفوذ، وكأن هذا مجرد تفصيلة لا تؤثر فى المشهد. أما الحديث عن السماح بأحزاب معارضة، فهذا من باب الترف؛ إذ لا يُسمح إلا للموالين – وحتى هؤلاء حريتهم لا تتجاوز مساحة قربهم من السلطة وقدرتهم على الإنفاق. بهذا الشكل لا يمكن أن ينتج المجتمع مؤسسات سياسية لها وزن أو حيثية، بل مجرد هياكل هشة تتزيّن بلا مضمون.

وفى بعض الأحيان تطلق السلطة عددًا محدودًا من “الرموز المعارضة” ـ رموز جاهزة مسبقًا، أقرب للسلطة منها للمعارضة الحقيقية. دورهم أشبه باكسسوار سياسى ضرورى فى ديكور المشهد العام. يعلو صوت أحدهم عند تعديل الدستور، أو يصرخ آخر عند بيع جزيرتين، لكن النتيجة فى الأغلب محسومة: التمرير أولًا، ثم بقاء الضوضاء كدليل على “حيوية” المشهد. وإن خرج أحد هؤلاء عن النص، فالملحق معروف مسبقًا: يلتحق بقائمة “النواب السابقين” الذين خرجوا من اللعبة لأنهم لم يفهموا قواعدها غير المعلنة.

وبما أنّ المسرحية باتت مكررة ومكشوفة ومحرجة، فقد جرى الاستعانة بوجوه أخرى من خارج الملعب الانتخابى، محسوبين كذلك على المعارضة الاسمية، للقيام بمهمة أكثر أناقة: كتابة سرديات تحليلية مطوّلة، هدفها إقناع الناس بأن ثلاثة أو أربعة – أو حتى ثمانية – من الناجحين هم نماذج مضيئة تستحق الإشادة، وأن التجربة “تبشّر بالخير”، وأن المشاركة القادمة ستكون أفضل لو أن المعارضة فقط اهتمت بالمظهر، وربما استثمرت فى “بدل أفخم” و“رجل شيك” ووجه قادر على مقاومة الإضاءة القوية.

وهكذا تحوّل البعض إلى مروّجين لنظريات جديدة: أن الخلل ليس فى بنية العملية كلها، بل فى المعارض الذى لا يرتدى بدلة مقاس 52 بمظهر لامع، أو لا يمتلك كارزما تجعل بعض الكتّاب يروّجون له كأنه بطل نزل لتوه من مركبة فضائية إلى إحدى المحافظات الإقليمية.

ولم ينسَ هؤلاء بالطبع مدّ يد العطف على نماذج أخرى متفردة فى ابتداع برامج عميقة ، مثل صاحبة “دعاية العجلة” الشهيرة… فلكل مقام مقال، ولكل حملة أسلوب، ولله فى خلقه شؤون.



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستنارة الإنتقائية !!
- التحول الذى يثير الحزن !؟
- التصنيف وفقا للرغبة أو الطلب،،
- إنتهاك براءة الطفولة( مأساة جان جينيه)
- كيف نجت بعض الملفات من المحاسبة عقب ثورة 25 يناير 2011
- شر البلية !!
- بوصلة الأهلى والزمالك !!
- تصريحات إستهلاكية !!
- الدعم المؤلم المرير،،
- للقذارة لون واحد !
- تصويت الجزائر !!
- خطاب إدانة ،،،
- الأهلى ومستقبل وطن، المسرحية واحدة
- رمز تنويرى مصرى
- ممدانى بين الفخر، والتقريع !!
- الإنفصام العجيب !!
- الزمالك من الوطنية والكرامة، الى الهوان والتطبيع !
- الصفع فى الحرم !!
- عالم الآثار المغضوب عليه !!
- ذكرى الإحتفال الذى أغرق البلاد،،


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 21.2 مليون شخص في السودان يواجهون الجوع الشدي ...
- الأمم المتحدة: الجوع يتهدد أكثر من 21 مليون سوداني
- حماس: إعدام الاحتلال لشابين في جنين يعكس طبيعة عقليته الإجرا ...
- قتل المدونة -خنساء المجاهد- في ليبيا: مؤسّسة حقوق الإنسان تن ...
- منظمة التحرير الفلسطينية تطالب بفتح تحقيق دولي في إعدام إسرا ...
- فتوح: جريمة إعدام الشابين في جنين نهج واضح لجيش الاحتلال الق ...
- فلسطين: إعدام الشابين بجنين جريمة حرب إسرائيلية مكتملة الأرك ...
- حماس: إعدام جيش إسرائيل شابين أعزلين في جنين يكشف عقليته الإ ...
- فلسطين: إعدام الشابين بجنين جريمة حرب إسرائيلية مكتملة الأرك ...
- دائرة حقوق الإنسان في المنظمة تدين جريمة الإعدام الميداني ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن مدبولى - إنتخبوا الرجل الشيك !؟