أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حسن مدبولى - أزمة الإسطورة محمد صلاح وقميص عثمان !!














المزيد.....

أزمة الإسطورة محمد صلاح وقميص عثمان !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 00:18
المحور: عالم الرياضة
    


تحولت أزمة محمد صلاح مع مدربه الانجليزى العنصرى، إلى معيار مصرى عربى مختل ، تُوزن عليه الوطنية والهوية والانتماء ، وكأننا أمام امتحان جديد ليس للاعب كرة، بل لطبيعة علاقتنا بالناجحين منا.

الحقيقة أن صلاح لم يرتكب خطيئة كبرى، بل فقط وقع في انفعال بشرى مفهوم، انفعال يحدث داخل كل مباراة كبرى وفي كل نادٍ كبير،
لكن لأن الأضواء لا ترحم، ولأننا شعوب وقبائل نتوقف أمام اللمعة أكثر مما تتوقف عند الجهد المتراكم، سارعنا بتضخيم المشهد أكبر مما هو عليه،
فاللاعب الذى حفر اسمه بسنوات من الانضباط والاحتراف والإنجاز، وجد نفسه محشورًا في لقطة واحدة، بينما كان الأولى أن يحفظ تلك اللحظة داخل غرفة الملابس، وألا ينساق إلى غضب يمنح المتربصين به مادة لا تنفد.
ومع ذلك، ينبغى القول بأن ذلك الانفعال حق طبيعي للاعب يعيش ضغطًا هائلًا، وأن الخطأ – إن وُجد – كان في الشكل لا في الجوهر،و في إدارة اللحظة، لا في السلوك العميق لسنوات.

إلا أن ما لفت النظر لم يكن الموقف نفسه، بل ما انفتح من تحته من شقوق جاهلية ، وما انطلق فوقه من شهوة الشماتة لدى بعض المصريين، وبعض العرب الخليجيين،
فالغالبية العظمى من جماهير أحد الأندية المصرية، وجدوا في الأزمة فرصة لا تعوض لدفن التاريخ المجيد للرجل، تحت ركام من المكايدة الغبية التى تليق بتصرفات الأطفال، وحقد بعض المشجعين فى ردود افعالها بالمدرجات، بل أن هذا الموقف المتدنى قد يتجاوز الشماتة الرياضية، فهو يعبر عن ظاهرة اجتماعية معقدة، تُشبه تلك اللحظات التي تتكاثر فيها الإختلافات حول أي نجم ناجح، فيصبح موضعًا لتصفية الحسابات القديمة، ومسرحًا لإسقاطات نفسية أوسع من حدود الملاعب،
لكن الثابت أن البعض ما زال يتعامل مع صلاح باعتباره “ابن المعسكر الآخر”، لا باعتباره لاعبًا مصريًا خرج من قرية صغيرة ليصنع مسارًا أسطوريًا لم يسبقه إليه أحد، الاختلافات الكروية القديمة، والانتماءات المتوارثة، تحولت فجأة إلى عدسة يُنظر منها لكل خطوة يخطوها الرجل، وكأن ملايين المشجعين يطالبونه بالانتماء الكامل لمدرجاتهم، لا للوطن بأكمله، وإلا فإنه لا يستحق المؤازرة ،

واخفاءا للتوجه الضحل لبعض ضيقى الأفق رفعوا قميص غزة فى وجه الرجل ، فصاروا يتعاملون معه بمنطق الجرح المفتوح الذي يريد أن يرى كل من يحبهم ينزفون بنفس الطريقة، فكانوا يحاولون دفعه للاصطدام ليتحول الى ضحية لكى يرضوا عنه ،وأرادوا منه صيحة سياسية مباشرة تناسب رغباتهم هم ، بلا أية حسابات تخص اللاعب الذي يتكئ عقده على مؤسسة عالمية لا تسمح بالتصريحات الحادة، ولا تقبل بالانحياز إلى طرف في معركة خارجية،
ومع ذلك، تجاهل هؤلاء أن الرجل قد عبّر بالفعل، ودعم بالفعل، وتبرع بالفعل، لكنهم أرادوا صيغة بطولية ملائمة لخيالهم، لا للواقع. وحين لم يجدوا ما يتوقعون، رفعوا عليه حكمًا غليظًا: “لم يفعل ما يكفي”، وكأن ما يكفي هذا معيار ثابت يمكن لأي أحد أن يبلغه مهما قدم.
المؤسف أن هذه الادعاءات ترفع فى وقت أزمة اللاعب ، وفى آتون تعرضه لمايشبه المؤامرة العنصرية ، والحجة انه لم يتضامن مع غزة،
بينما عندما تأتى سيرة السير مجدى يعقوب على سبيل المثال يلتزمون الصمت ،ولا يتعاملون بذات المعيار، على الرغم من ان مجدى يعقوب أكثر رسوخا فى اوروبا كلها، وأقرب للجراح النازفة بحكم دوره كطبيب ، وهو لم يقل حتى أوقفوا الحرب فكل الأرواح مقدسة، بل صمت ، ومارس حياته بلا اكتراث لطفل او مريض او طبيب زميل تم أسره !؟

العجيب أن نرى نفس الشماتة فى بعض أروقة الخليج ، خاصة فى دولة حاولت بالامس القريب استقطاب صلاح للعب فى احد انديتها، لكنه فضل الاستمرار فى الدورى الانجليزى ، وهذا حقه الطبيعى كلاعب وكانسان، لكن بعض المنتسبين للمنظومة الرياضية بتلك الدولة هرولوا مع نظرائهم المصريين فى محاولة مستميتة لاهالة التراب على تاريخ اللاعب، معلنين رفض وجوده بالدورى السعودى، ليس لموقفه من غزة هذه المرة ، ولكن لانه رفض محاولاتهم السابقة،ويقولون ان بلادهم ليست جمعية خيرية، مع أن الرجل لم يشر من قريب أو بعيد لرغبته فى اللعب بالخليج !!

إن محمد صلاح ليس ملاكًا ولن يكون، لكنه أحد أهم ما أنتجته مصر في زمن طويل، لأنه صنع مجده بعرقٍ خالص، ولأنه حمل اسم بلده دون أن يقف على منصة سياسية، ودون أن يدخل محراب النفاق الإعلامي. مشكلته ليست أنه أخطأ لحظة، ولا فيما يراه البعض،انه تجاهل قضية قومية،
بل لإن له خصومًا يتربصون به ليمحوا سنين من الجهد المضني.
تعبيرا عن جرح جماعي أعمق، جرح يرى في نجاح أحدهم تهديدًا غير معلن، ويرى في سقوطه المحتمل نوعًا من التوازن النفسي !!



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبطال نسيهم التاريخ
- المخرج، وسيدة القرن !
- ست البلاد ، الدكتورة نعمات أحمد فؤاد
- أربعة مبدعين ،،،
- أربعة شعراء،انحنوا جميعا،إلا واحد!؟
- دولة التلاوة، وضياع الهوية !؟
- من الديانات الإبراهيمية ،،،
- المقاومة والزمالك ،،
- إزدواجية معايير الدعم الإنسانى !!
- المدارس متعددة، والمعزوفة واحدة!!
- إنتخبوا الرجل الشيك !؟
- الإستنارة الإنتقائية !!
- التحول الذى يثير الحزن !؟
- التصنيف وفقا للرغبة أو الطلب،،
- إنتهاك براءة الطفولة( مأساة جان جينيه)
- كيف نجت بعض الملفات من المحاسبة عقب ثورة 25 يناير 2011
- شر البلية !!
- بوصلة الأهلى والزمالك !!
- تصريحات إستهلاكية !!
- الدعم المؤلم المرير،،


المزيد.....




- تشامبيونزليغ: مانشستر سيتي يعمق جراح ريال مدريد.. وأرسنال يف ...
- فنلندا: مراهق يعترف بإشعال حريق دمّر مدرجًا في أحد أشهر ملاع ...
- محمد غزال للجزيرة نت: تطبيق -عنك- خدمة لذوي الإعاقة البصرية ...
- ايران تستعيد مقعدها في اللجنة الاولمبية الدولية
- هنري نجم أرسنال السابق ينتقد تصريحات صلاح ضد ليفربول
- مباشر.. مباراة ريال مدريد ضد مانشستر سيتي (1-1) في دوري أبطا ...
- جيرارد يدافع عن صلاح بعد أزمته مع ليفربول: النادي بحاجة عودت ...
- مباراة المغرب والسعودية الأن في بطولة كأس العرب 2025.. تابع ...
- عاجل.. مباراة مصر والأدرن الأن ضمن بطولة كأس العرب 2025
- الفرنسي بوغبا يستثمر في فريق لسباق الهجن في السعودية


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حسن مدبولى - أزمة الإسطورة محمد صلاح وقميص عثمان !!