أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منصور رفاعي اوغلو - الأشعرية والسلفية في سوريا: من سينتصر؟ وما هي تكلفة الصراع بينهما؟














المزيد.....

الأشعرية والسلفية في سوريا: من سينتصر؟ وما هي تكلفة الصراع بينهما؟


منصور رفاعي اوغلو

الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 06:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تُعدّ الساحة الدينية في سوريا إحدى أكثر الساحات تعقيدًا في العالم العربي، ليس فقط بسبب تنوعها المذهبي، بل أيضًا بسبب تداخل الدين بالسياسة، وبالهوية، وبالذاكرة التاريخية للصراع. وفي قلب هذا التعقيد يبرز سؤال حساس: هل هناك صراع حتمي بين الأشعرية والسلفية في سوريا؟ ومن سينتصر إن حدث؟ وما هي تكلفة هذا الصراع على الدولة والمجتمع؟


أولًا: الأشعرية والسلفية – تعريف مختصر غير صراعي

الأشعرية

الأشعرية مدرسة سنية عقدية تاريخية، نشأت للدفاع عن العقيدة الإسلامية باستخدام العقل المنضبط بالنقل، وانتشرت تقليديًا في بلاد الشام عبر:

المؤسسات الدينية الرسمية

الفقه الشافعي والمالكي

التعليم الديني التقليدي


وقد شكّلت الأشعرية، لعقود طويلة، العمود الفقري لما يُعرف بـ«الإسلام الشامي الوسطي».

السلفية

السلفية تيار سني يسعى للعودة إلى فهم السلف الصالح للنصوص، ويركز على:

النص الحرفي

رفض علم الكلام

محاربة البدع (وفق تعريفه)


وهي ليست تيارًا واحدًا، بل تضم:

سلفية دعوية

سلفية علمية

سلفية حركية (سياسية)

سلفية جهادية (وهي الأكثر إشكالًا وخطورة)



---

ثانيًا: هل الصراع بين الأشعرية والسلفية حتمي في سوريا؟

الجواب المختصر: لا، الصراع ليس حتميًا، لكنه ممكن إذا جرى تسييسه وتسليحه.

تاريخيًا، عاش الأشاعرة والسلفيون في سوريا دون حروب مفتوحة، رغم الخلاف العقدي. ما غيّر المعادلة هو:

انهيار الدولة

عسكرة الدين

تدخل قوى إقليمية تدعم كل تيار لأسباب سياسية

تحويل الخلاف الفكري إلى صراع هوية وسلطة


بعبارة أخرى، المشكلة ليست في العقيدة، بل في تحويلها إلى أداة صراع سياسي.


---

ثالثًا: من سينتصر إن حصل صراع؟

هذا السؤال يفترض منطق الغلبة، لكنه من أكثر الأسئلة خطورة.
في أي صراع داخلي ديني، لا يوجد منتصر حقيقي.

لكن من حيث الواقع الاجتماعي:

الأشعرية تمتلك:

عمقًا تاريخيًا

قبولًا اجتماعيًا واسعًا

ارتباطًا بالمؤسسات الدينية والتعليمية

قابلية أكبر للتعايش مع الدولة المدنية


السلفية تمتلك:

حشدًا أيديولوجيًا قويًا

خطابًا بسيطًا وجاذبًا في أوقات الأزمات

دعمًا خارجيًا في مراحل معينة

قدرة على التعبئة السريعة، لا الاستقرار الطويل



النتيجة المرجّحة ليست «انتصار تيار»، بل:

إنهاك المجتمع

تفكك النسيج السني نفسه

إضعاف موقع الدين في الحياة العامة


رابعًا: تكلفة الحرب بين الأشعرية والسلفية

1. التكلفة الدينية

فقدان الثقة بالعلماء

تحوّل الدين إلى أداة تكفير وتخوين

صعود التطرف أو الإلحاد كردّ فعل


2. التكلفة الاجتماعية

انقسام العائلات والمناطق

صراعات داخل المساجد والمؤسسات التعليمية

كراهية طويلة الأمد يصعب ترميمها


3. التكلفة السياسية

تفتيت أي مشروع وطني جامع

تسهيل التدخل الخارجي

استخدام الدين لتبرير الاستبداد أو الفوضى


4. التكلفة الاقتصادية

تعطيل الإعمار

هجرة الكفاءات

استمرار العقوبات والعزلة

خامسًا: من المستفيد الحقيقي من هذا الصراع؟

ليس الأشعري، ولا السلفي، ولا السوري العادي.
المستفيد الحقيقي هو:

القوى الخارجية

أمراء الحرب

تجار الدين

وكل من يربح من الانقسام بدل الاستقرار


سادسًا: ما البديل؟

البديل ليس انتصار مدرسة عقدية، بل:

دولة محايدة دينيًا، تحمي التعدد

فصل الخلاف العقدي عن الصراع السياسي

إعادة الاعتبار للأخلاق الدينية بدل الصدام المذهبي

تحريم التكفير والعنف باسم العقيدة



إن السؤال الحقيقي ليس: من سينتصر بين الأشعرية والسلفية في سوريا؟
بل: هل تستطيع سوريا أن تنتصر على تحويل الدين إلى ساحة حرب؟

فإذا انتصر العقل، والدولة، والمجتمع، خسر التعصب وانتصر الجميع.
أما إذا انتصر منطق الإقصاء، فلن يبقى من النصر سوى الخراب



#منصور_رفاعي_اوغلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القس الأمريكي وبداية انهيار الاقتصاد التركي… هل دفع الشعب ثم ...
- لماذا ينهار التدين التركي أمام النزعة القومية؟
- السلفية الجهادية في سوريا: هل هي ظاهرة طارئة أم أصيلة في الم ...
- كيف ترى سوريا والعراق أن تركيا تسرق حصتهما من مياه دجلة والف ...
- صراع الهوية في تركيا: هل يشبه الأتراك شعوب المنطقة؟
- لماذا تتبنّى بعض الحركات السلفية الجهادية خطابًا يحضّ على قت ...
- اكراد تركيا ... متى سيحصلون على حقوقهم
- لواء إسكندرون… الأرض السورية التي ابتلعها الجيران
- انهيار الدولة التركية… هل هو حلم أوروبا أم كابوسها؟
- الدولة العميقة في تركيا… خطر يهدد المنطقة
- القضاء التركي أعمى عندما يتعلق الأمر بالسوريين
- سوريا بين مطرقة تركيا وسندان اسرائيل
- الدولة العثمانية… لعنة أصابت العالم لسبعمئة عام
- هل يقبل الأتراك برئيس كردي يأتي عبر صناديق الاقتراع؟
- وزارة الخارجية التركية تسرق السوريين باسم الفيزا
- هل فتح الله غولن ارهابي ،، ام رجل دين ،، ام كلاهما
- لماذا لا احد يحب تركيا؟ كيف تحولت سياسة صفر مشاكل الى صفر اص ...
- صراع الدين والعلمانية في تركيا .... هل انهزم الاثنان؟
- تركيا والاتحاد الأوروبي: حب من طرف واحد
- المسلمون في أوروبا: جعجعة بلا طحين


المزيد.....




- ألمانيا: توقيف خمسة رجال للاشتباه بتخطيطهم لهجوم ذي -دوافع إ ...
- مقتل جنود أميركيين وسوريين في سوريا والمهاجم ينتمي لتنظيم ال ...
- ضحكي أطفالك طول اليوم.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل ...
- عاجل: مقتل جنديين أمريكيين ومترجم على يد مسلح من تنظيم الدول ...
- مقتل جنديين أمريكيين في هجوم نفذه تنظيم -الدولة الإسلامية- ع ...
- العنصرية في إسرائيل: استهداف اليهود الشرقيين والإثيوبيين وال ...
- الأوقاف الفلسطينية: إغلاق إسرائيلي متكرر لبوابات المسجد الإب ...
- إغلاق المسجد الإبراهيمي في الخليل: انتهاكات إسرائيلية متكررة ...
- مشاريع قوانين عنصرية في إسرائيل تعيد طرح سؤال -من هو اليهودي ...
- بابا الفاتيكان يدعو المخابرات الإيطالية لحماية الشخصيات العا ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منصور رفاعي اوغلو - الأشعرية والسلفية في سوريا: من سينتصر؟ وما هي تكلفة الصراع بينهما؟