أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - انهيار الدولة التركية… هل هو حلم أوروبا أم كابوسها؟














المزيد.....

انهيار الدولة التركية… هل هو حلم أوروبا أم كابوسها؟


منصور رفاعي اوغلو

الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عقود، تشكّل تركيا أحد أهم المفاتيح الجيوسياسية المحيّرة لأوروبا. فهي دولة تقع على تخوم القارّة العجوز، تقف بين عالمين، وتتحكم بأحد أهم الممرات البحرية، وتمتلك جيشًا قويًا، واقتصادًا متقلبًا، ونظامًا سياسيًا يعيد تشكيل نفسه باستمرار. لذلك فإن سؤال “انهيار الدولة التركية” ليس مجرد تساؤل نظري، بل سيناريو يلوح في أذهان دوائر القرار الأوروبية، ويت oscillate بين الأمل والخوف، بين الحلم والكابوس.

أولاً: لماذا قد تراه أوروبا حلماً؟

رغم أهمية تركيا الاستراتيجية، إلا أن علاقتها بالاتحاد الأوروبي ظلت متوترة. ومن ثمّ، قد يبدو للبعض في أوروبا أن انهيار الدولة التركية يحمل “مغريات” سياسية وفكرية، منها:

1. انتهاء عقدة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

لطالما شكّل ملفّ انضمام تركيا تحديًا داخليًا لأوروبا: دولة كبيرة، ذات أغلبية مسلمة، واقتصاد نامٍ، قد تغيّر موازين التصويت داخل الاتحاد وتعيد تشكيل الهوية الأوروبية. انهيار تركيا قد يعني “انتهاء الصداع” بالنسبة للبعض.

2. إضعاف النفوذ التركي في الشرق الأوسط والبلقان

تنامي نفوذ أنقرة الإقليمي، من سوريا إلى ليبيا والقوقاز والبحر المتوسط، أقلق العواصم الأوروبية. انهيار تركيا يعني – نظريًا – تراجع دورها الجيوسياسي.

3. انهيار منافس صناعي وزراعي صاعد

اقتصاد تركيا، رغم أزماته، يظل منافسًا للصناعات الأوروبية في مجالات عديدة. انهيار اقتصادي شامل قد يمنح بعض القطاعات الأوروبية ميزة نسبية.

لكن هذه الرؤية “الرغبوية” سرعان ما تصطدم بحقائق أكثر تعقيدًا.

ثانيًا: كابوس أوروبا الحقيقي

في المقابل، يدرك الاتحاد الأوروبي أن انهيار دولة بحجم وموقع تركيا سيكون حدثًا زلزاليًا، يحمل من الكوارث أكثر مما يحمل من المكاسب. ولذا، فإن هذا السيناريو يُعدّ كابوسًا حقيقيًا لأسباب عديدة:

1. موجات لجوء لا يمكن استيعابها

تركيا هي بوابة اللاجئين إلى أوروبا، وتملك القدرة على ضبط الحدود أو فتحها. انهيارها يعني تدفق ملايين اللاجئين من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ومن داخل تركيا نفسها. أوروبا اليوم بالكاد تتحمل ما لديها، فكيف ستتعامل مع موجة جديدة بهذا الحجم؟

2. تفكك دولة تملك ثاني أكبر جيش في الناتو

تركيا ليست دولة هامشية؛ إنها قوة عسكرية ضخمة. انهيارها قد يترك ترسانة هائلة بلا قيادة موحدة، ويفتح الباب إلى صراعات داخلية أو صعود قوى متطرفة، ما يشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن أوروبا.

3. صراع جيوسياسي على الأناضول

أي فراغ في تركيا سيُغري روسيا، وإيران، والولايات المتحدة، وربما الصين للتدخل. أوروبا، التي تكافح للحفاظ على وحدتها وتأثيرها، ستجد نفسها خارج اللعبة، بينما يشتعل محيطها الحيوي.

4. تهديد الملاحة في البحر الأسود وشرق المتوسط

تركيا تتحكم بمضائق البوسفور والدردنيل. انهيارها يعني احتمال تعطّل التجارة العالمية، وتهديد إمدادات الطاقة، وتفاقم الصراع في الشرق المتوسط.

5. تفكك اقتصادي يصيب أوروبا بالصداع

تركيا شريك تجاري ضخـم. انهيارها سيؤثر على سلاسل الإمداد، وعلى الشركات الأوروبية العاملة في السوق التركي، وعلى الاستقرار الاقتصادي للمنطقة بأكملها.

ثالثًا: تركيا بين الصمود والضغط

الحقيقة أن الدولة التركية ليست على وشك الانهيار الكامل، لكنها تواجه تحديات صعبة: أزمات اقتصادية، توترات سياسية داخلية، صدامات إقليمية، وضغوط دولية متزايدة. ومع ذلك، تمتلك تركيا عوامل قوة تجعل الانهيار شبه مستحيل على المدى القريب، مثل:

جيش قوي ومتماسك.

مجتمع شاب.

موقع استراتيجي يجعل القوى الكبرى مضطرة إلى دعم استقرارها.

اقتصاد متنوع قابل للتعافي رغم الأزمات.

جهاز دولة يمتلك خبرة طويلة في إدارة الأزمات.

خلاصة: بين الحلم والكابوس

قد تنظر بعض الأصوات الأوروبية إلى انهيار تركيا كـ"حلم" يُنهي إزعاج جارٍ صعب المراس، لكن المؤسسات الأوروبية تدرك أن هذا السيناريو سيكون أقرب إلى كارثة استراتيجية تهدد الأمن الأوروبي نفسه.

إن تركيا، بكل تناقضاتها، ليست مشكلة أوروبا… بل هي أيضاً جزء من حلّ مشكلاتها. ولذلك فإن استقرار الدولة التركية ليس مصلحة تركية فقط، بل أوروبية أيضًا.



#منصور_رفاعي_اوغلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العميقة في تركيا… خطر يهدد المنطقة
- القضاء التركي أعمى عندما يتعلق الأمر بالسوريين
- سوريا بين مطرقة تركيا وسندان اسرائيل
- الدولة العثمانية… لعنة أصابت العالم لسبعمئة عام
- هل يقبل الأتراك برئيس كردي يأتي عبر صناديق الاقتراع؟
- وزارة الخارجية التركية تسرق السوريين باسم الفيزا
- هل فتح الله غولن ارهابي ،، ام رجل دين ،، ام كلاهما
- لماذا لا احد يحب تركيا؟ كيف تحولت سياسة صفر مشاكل الى صفر اص ...
- صراع الدين والعلمانية في تركيا .... هل انهزم الاثنان؟
- تركيا والاتحاد الأوروبي: حب من طرف واحد
- المسلمون في أوروبا: جعجعة بلا طحين
- انهيار الليرة التركية: هل أفقر أردوغان الأتراك لعشرين سنة قا ...
- الحزب القومي التركي والذئاب الرمادية: الوجه الخفي للارهاب ال ...
- هل انتهت داعش أم أنها باقية ببقاء الإسلام السلفي؟ سوريا نموذ ...
- بعد نجاح تجربة أربيل: هل حان الوقت لدولة كردية جديدة في المن ...
- بين الاحتلالين الإسرائيلي والتركي: لماذا يغضّ المسلمون الطرف ...
- كمال اتاتورك اراده الاتراك يسوعا فحصلوا على هولاكو
- هل شوّه المسلمون الإسلام أم أنه وُلِد مشوّهًا؟
- نحو تحالف استراتيجي كردي عربي في وجه المد التركي


المزيد.....




- تايلاند تغرق في فيضانات تاريخية بسبب أمطار لم تهطل منذ 300 ع ...
- انقلاب يهزّ غينيا بيساو: عسكريون يعتقلون الرئيس ويعلّقون الع ...
- فيديو - حريقٌ كارثي في هونغ كونغ: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 3 ...
- موريتانيا: تنبؤ بـ-سجن الرئيس- بعد انتهاء مأموريته؟
- فيديو: أبرز ملامح مشروع الخدمة العسكرية الطوعية في فرنسا
- الاتحاد الأوروبي يعلق على استدعاء الرئيس التونسي قيس سعيد لل ...
- ويتكوف يزور موسكو الأسبوع المقبل لبحث السلام في أوكرانيا
- إسقاط 39 اتهاما لترامب بمحاولة تغيير نتائج انتخابات 2020
- وكالات أممية: الأمطار غمرت آلاف الخيام في غزة
- محلل سياسي: هذه عوامل نجاح الانقلاب في غينيا بيساو


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - انهيار الدولة التركية… هل هو حلم أوروبا أم كابوسها؟