أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - بين الاحتلالين الإسرائيلي والتركي: لماذا يغضّ المسلمون الطرف عن أنقرة ويستنكرون تل أبيب؟














المزيد.....

بين الاحتلالين الإسرائيلي والتركي: لماذا يغضّ المسلمون الطرف عن أنقرة ويستنكرون تل أبيب؟


منصور رفاعي اوغلو

الحوار المتمدن-العدد: 8520 - 2025 / 11 / 8 - 09:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشكّل الموقف من “الاحتلال” اختبارًا لمصداقية الموقف الأخلاقي والسياسي في العالم الإسلامي. فبينما يُجمع المسلمون على إدانة إسرائيل بسبب احتلالها فلسطين، نجد تساهلًا لافتًا مع التدخلات العسكرية التركية في سوريا والعراق وليبيا، بل إن كثيرين يصفقون لها بوصفها “نصرة للإسلام” أو “استعادة للمجد العثماني”.
فلماذا يرفض المسلمون احتلالًا ويبرّرون آخر؟ أهي ازدواجية أم قراءة مختلفة للشرعية؟

1. الاحتلال الإسرائيلي: رمز الظلم في الوجدان الإسلامي

منذ عام 1948، ارتبطت إسرائيل في المخيال الجمعي الإسلامي والعربي بمفاهيم مثل الاستعمار الغربي، والتهجير، واغتصاب الأرض المقدسة.
الاحتلال الإسرائيلي ليس مجرد سيطرة عسكرية، بل قضية دينية ورمزية تمسّ هوية الأمة ومقدساتها. لذلك تُعتبر مقاومته واجبًا أخلاقيًا وسياسيًا، ويتجاوز الموقف منه حدود المصالح الواقعية.

2. الاحتلال التركي بلغة “الأخوّة الإسلامية”

على النقيض، تقدم تركيا تدخلاتها في المنطقة ضمن خطاب “الأخوة الدينية” و“حماية المستضعفين”، وليس كمشروع احتلالي.
تدخلها في شمال سوريا يوصف رسميًا بأنه لحماية الأمن القومي التركي ومنع قيام كيان كردي انفصالي، ودعمها في ليبيا يُقدَّم كحماية للحكومة الشرعية، أما وجودها في العراق وقطر والصومال فيُبرَّر بمصالح أمنية وتحالفات استراتيجية.
هذا الخطاب المبطّن بالدين والمظلومية جعل فئات واسعة من المسلمين تتعامل مع تركيا كـ “قوة صديقة”، لا كدولة ذات مشروع نفوذ، رغم أن سلوكها الميداني يشبه في جوهره أي قوة تتدخل خارج حدودها.

3. البعد النفسي والتاريخي: “الحنين إلى الخلافة”

الكثير من المسلمين، خصوصًا العرب، ما زالوا يعيشون نوستالجيا الخلافة العثمانية، رغم ما شهدته تلك الفترة من تناقضات.
تركيا الحديثة تستثمر هذا الحنين عبر رموزها السياسية والإعلامية، مقدّمة نفسها كوريثة طبيعية للعزة الإسلامية المفقودة.
وبالتالي، يُنظر لتوسعها العسكري لا كغزو، بل كـ عودة “الراية الإسلامية” إلى الساحة الدولية — وهي رؤية عاطفية تتجاوز التحليل السياسي الواقعي.

4. ازدواجية المعايير داخل الخطاب الإسلامي

هذه المفارقة تكشف أن الموقف من الاحتلال ليس دائمًا مبدئيًا، بل يتأثر بالهوية الدينية والثقافية لمن يقوم به.
فحين يكون المحتل “يهوديًا غربيًا” يُرفض وجوده لأنه يُذكّر بالاستعمار الأوروبي، أما حين يكون “مسلمًا سنّيًا” يُبرّر فعله بحجة القرب المذهبي أو القومي.
بعبارة أخرى: المعيار في كثير من الأحيان ليس العدالة، بل الانتماء.

5. نحو وعي سياسي أخلاقي جديد

التحرّر الحقيقي لا يمكن أن يكون انتقائيًا.
فكما تُدان إسرائيل على سياساتها الاستيطانية والعدوانية، يجب أيضًا نقد أي قوة مسلمة تمارس احتلالًا أو وصاية على شعوب أخرى باسم الدين أو الأمن القومي.
العدالة لا تتجزأ، والاحتلال يظلّ احتلالًا مهما كانت رايته أو لغته أو شعاراته.
إن بناء وعي أخلاقي موحد يعني رفض الاستعمار بكل أشكاله — سواء جاء من تل أبيب أو من أنقرة.



#منصور_رفاعي_اوغلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كمال اتاتورك اراده الاتراك يسوعا فحصلوا على هولاكو
- هل شوّه المسلمون الإسلام أم أنه وُلِد مشوّهًا؟
- نحو تحالف استراتيجي كردي عربي في وجه المد التركي


المزيد.....




- ألمانيا تحض الجزائر على العفو عن الكاتب بوعلام صنصال المسجون ...
- فرنسا: ساركوزي بين السياسة والقضاء
- -الجلابية- في المتحف الكبير.. صورة تثير الجدل في القاهرة
- ابنة زوما تتمسك ببراءتها في قضية أحداث الشغب بجنوب أفريقيا
- الصين تمتلك سلاحا إستراتيجيا يخولها السيطرة على المحيطات
- دلالات توقيت زيارة كوشنر إلى إسرائيل
- هل تهدد قضية مقاتلي رفح مستقبل خطة ترامب بغزة؟
- واشنطن بوست: من سيخلف ترامب من الحزب الجمهوري؟
- موجات ارتدادية مستمرة لحوار كارلسون وفوينتس المناهض لإسرائيل ...
- ترامب يهدد بمقاضاة -بي بي سي- والمطالبة بتعويض مليار دولار


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - بين الاحتلالين الإسرائيلي والتركي: لماذا يغضّ المسلمون الطرف عن أنقرة ويستنكرون تل أبيب؟