أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - الدولة العميقة في تركيا… خطر يهدد المنطقة














المزيد.....

الدولة العميقة في تركيا… خطر يهدد المنطقة


منصور رفاعي اوغلو

الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، ظلّت السلطة في أنقرة محكومة بصراعات داخلية تتجاوز حدود السياسة التقليدية. ففي خلفية الدولة الرسمية، تقف شبكات نفوذ تُعرف باسم "الدولة العميقة"؛ مزيج من أجهزة أمنية، قيادات عسكرية، مراكز بيروقراطية، وجماعات مصالح، تعمل بشكل متوازٍ مع السلطة المنتخبة، وتمارس تأثيرًا كبيرًا على القرار السياسي والعسكري. ومع مرور الزمن، تحوّلت هذه الظاهرة من شأن داخلي تركي إلى عامل إقليمي يثير القلق ويهدد استقرار المنطقة بكاملها.

أولاً: ما هي الدولة العميقة في تركيا؟

يشير مصطلح "الدولة العميقة" إلى مجموعة من البنى غير المرئية التي تعمل داخل الدولة، لكن خارج الرقابة الديمقراطية. تتكون عادة من:

قيادات عسكرية وأمنية نافذة.

شبكات استخباراتية ذات ولاءات تاريخية.

بيروقراطية قديمة متغلغلة في مفاصل الدولة.

مجموعات مصالح اقتصادية وسياسية.

تنظيمات شبه عسكرية.

توجد الدولة العميقة في دول مختلفة، لكن الحالة التركية مميزة بسبب تاريخ الانقلابات، والعلاقة المتوترة بين الجيش والسلطة السياسية، والوجود الطويل للأجهزة الأمنية في إدارة الحكم.

ثانيًا: جذور الدولة العميقة في تركيا

ظهرت أولى ملامح الدولة العميقة خلال الحرب الباردة، حين كان الجيش التركي خط الدفاع الأمامي للناتو ضد الاتحاد السوفييتي. في تلك المرحلة:

كُوّنت شبكات سرية تحت مسمى “غلاديو” لحماية الدولة من الشيوعية.

توسعت صلاحيات الجيش في السياسة والحكم.

تراكمت طبقة أمنية ترى نفسها “حامية الدولة” قبل أن تكون خاضعة للسلطة المنتخبة.

لاحقًا، وفي التسعينيات، انخرطت هذه الشبكات في حرب مفتوحة ضد حزب العمال الكردستاني، مما وسّع دورها الأمني والاستخباراتي، وأعطاها نفوذًا كبيرًا في السياسة الداخلية والخارجية.

ثالثًا: لماذا تُعدّ الدولة العميقة خطرًا على استقرار المنطقة؟
1. تدخلها في السياسات الخارجية

الدولة العميقة في تركيا تملك تأثيرًا كبيرًا في ملفات مثل سوريا، العراق، ليبيا، والقوقاز. وغالبًا ما تتخذ مواقف أكثر تشددًا من الحكومات المنتخبة، ما يؤدي إلى:

تصعيد عسكري في المناطق الحدودية.

دعم جماعات مسلحة لتحقيق أهداف أمنية.

توتير العلاقات مع دول الجوار.

هذا الدور يجعل سياسات تركيا غير قابلة للتنبؤ، ويزيد من اضطراب المنطقة.

2. صراعها الداخلي ينعكس خارجيًا

عندما تتصارع الدولة العميقة مع السلطة السياسية، تلجأ الأخيرة إلى خطوات خارجية لكسب دعم شعبي، مثل:

عمليات عسكرية.

تغيير تحالفات مفاجئ.

تصعيد إعلامي وسياسي مع دول الجوار.

وبذلك يتحوّل الصراع التركي–التركي إلى مصدر قلق إقليمي.

3. ارتباطاتها مع شبكات غير رسمية

تشير العديد من التقارير إلى أن عناصر من الدولة العميقة نسجوا علاقات مع:

مافيات دولية.

شبكات تهريب.

جماعات مسلحة في المنطقة.

وجود هذه الروابط يعني أن تأثير الدولة العميقة يمتد إلى الحدود وما وراءها.

4. تهديد النظام الديمقراطي التركي

كلما تعمّق الصراع السياسي داخل أنقرة، كلما تزايد خطر الانقسام الداخلي، ما قد يتسبب في:

موجات لجوء جديدة.

اضطرابات أمنية على حدود الاتحاد الأوروبي.

صراعات مسلحة تتسرب إلى الجوار.

وهذا يجعل المنطقة المحيطة بتركيا عرضة لعدم الاستقرار.

رابعًا: انعكاسات الدولة العميقة على الجوار العربي

تؤثر تركيا في الشرق الأوسط بشكل مباشر، ما يجعل دور الدولة العميقة مصدر قلق خاص للدول العربية:

1. في سوريا

لعبت أجهزة تركية غير خاضعة بالكامل للحكومة دورًا في دعم جماعات مختلفة. هذا التدخل زاد من تعقيد الصراع.

2. في العراق

توجود عسكري تركي مستمر، وعمليات متكررة بذريعة ملاحقة حزب العمال، ما قد يجر المنطقة إلى مواجهات مفتوحة.

3. في ليبيا

انخراط تركيا في الصراع الليبي حمل معه تأثيرًا لمراكز قوة أمنية تركية تعمل خارج الإطار السياسي التقليدي.

خامسًا: هل يمكن تحجيم الدولة العميقة؟

رغم قوة الدولة العميقة، شهدت تركيا محاولات لتحجيم نفوذها مثل:

إصلاحات سياسية خلال العقد الأول من الألفية.

محاكمات شبكات “أرغنكون” و“المطرقة”.

بروز سلطة مدنية أقوى.

لكن هذه الجهود لم تُنهِ الظاهرة بالكامل، إذ تعود الدولة العميقة إلى الواجهة مع كل أزمة سياسية أو أمنية.

خلاصة: خطر لا يمكن تجاهله

إن الدولة العميقة في تركيا ليست مجرد مشكلة داخلية، بل خطر استراتيجي يمكن أن يزعزع أمن الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز. فهي:

تملك نفوذًا خارج حدود المؤسسات.

تتدخل في ملفات حساسة إقليميًا.

قد تُحرك سياسات تركيا بطريقة تصعيدية.

ولذلك فإن فهم هذه الظاهرة ومراقبة تأثيرها لم يعد رفاهية، بل ضرورة لضمان استقرار المنطقة.



#منصور_رفاعي_اوغلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء التركي أعمى عندما يتعلق الأمر بالسوريين
- سوريا بين مطرقة تركيا وسندان اسرائيل
- الدولة العثمانية… لعنة أصابت العالم لسبعمئة عام
- هل يقبل الأتراك برئيس كردي يأتي عبر صناديق الاقتراع؟
- وزارة الخارجية التركية تسرق السوريين باسم الفيزا
- هل فتح الله غولن ارهابي ،، ام رجل دين ،، ام كلاهما
- لماذا لا احد يحب تركيا؟ كيف تحولت سياسة صفر مشاكل الى صفر اص ...
- صراع الدين والعلمانية في تركيا .... هل انهزم الاثنان؟
- تركيا والاتحاد الأوروبي: حب من طرف واحد
- المسلمون في أوروبا: جعجعة بلا طحين
- انهيار الليرة التركية: هل أفقر أردوغان الأتراك لعشرين سنة قا ...
- الحزب القومي التركي والذئاب الرمادية: الوجه الخفي للارهاب ال ...
- هل انتهت داعش أم أنها باقية ببقاء الإسلام السلفي؟ سوريا نموذ ...
- بعد نجاح تجربة أربيل: هل حان الوقت لدولة كردية جديدة في المن ...
- بين الاحتلالين الإسرائيلي والتركي: لماذا يغضّ المسلمون الطرف ...
- كمال اتاتورك اراده الاتراك يسوعا فحصلوا على هولاكو
- هل شوّه المسلمون الإسلام أم أنه وُلِد مشوّهًا؟
- نحو تحالف استراتيجي كردي عربي في وجه المد التركي


المزيد.....




- تايلاند تغرق في فيضانات تاريخية بسبب أمطار لم تهطل منذ 300 ع ...
- انقلاب يهزّ غينيا بيساو: عسكريون يعتقلون الرئيس ويعلّقون الع ...
- فيديو - حريقٌ كارثي في هونغ كونغ: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 3 ...
- موريتانيا: تنبؤ بـ-سجن الرئيس- بعد انتهاء مأموريته؟
- فيديو: أبرز ملامح مشروع الخدمة العسكرية الطوعية في فرنسا
- الاتحاد الأوروبي يعلق على استدعاء الرئيس التونسي قيس سعيد لل ...
- ويتكوف يزور موسكو الأسبوع المقبل لبحث السلام في أوكرانيا
- إسقاط 39 اتهاما لترامب بمحاولة تغيير نتائج انتخابات 2020
- وكالات أممية: الأمطار غمرت آلاف الخيام في غزة
- محلل سياسي: هذه عوامل نجاح الانقلاب في غينيا بيساو


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - الدولة العميقة في تركيا… خطر يهدد المنطقة