أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - الحزب القومي التركي والذئاب الرمادية: الوجه الخفي للارهاب القومي التركي في أوروبا














المزيد.....

الحزب القومي التركي والذئاب الرمادية: الوجه الخفي للارهاب القومي التركي في أوروبا


منصور رفاعي اوغلو

الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ستينيات القرن الماضي، تشكلت في تركيا حركة قومية متشددة حملت اسم “الذئاب الرمادية” (Bozkurtlar)، وارتبطت مباشرةً بـ الحزب القومي التركي (MHP)، أحد أبرز أركان اليمين المتطرف في البلاد. وعلى الرغم من تقديم الحزب نفسه كقوة سياسية وطنية شرعية، فإنّ الذئاب الرمادية تمثل جناحه العقائدي والميداني الذي لا يتورع عن استخدام العنف من أجل تحقيق أهداف “الهوية التركية الخالصة”.

أصول الحركة وارتباطها بالحزب القومي

تأسس الحزب القومي التركي (MHP) عام 1969 على يد ألب أرسلان توركيش، وهو ضابط سابق في الجيش تأثر بالأفكار الفاشية الأوروبية وبالنزعة القومية الطورانية التي تدعو إلى توحيد الشعوب التركية من البلقان إلى آسيا الوسطى.
تحت راية الحزب، ظهرت “الذئاب الرمادية” كمنظمة شبابية مسلحة، عملت على “حماية الأمة التركية” من “الخطر الشيوعي والأقليات”، في سياق الحرب الباردة والانقلابات العسكرية التركية المتكررة.

سرعان ما تحولت هذه الميليشيا إلى ذراعٍ ميداني ينفذ عمليات ترهيب واغتيالات ضد يساريين وأكراد وأقليات دينية، وارتُبط اسمها بمئات الجرائم السياسية في السبعينيات والثمانينيات، بينها مذبحة ماراش ضد العلويين سنة 1978.

الذئاب الرمادية في أوروبا

مع موجات الهجرة التركية الكبيرة إلى ألمانيا والنمسا وفرنسا في السبعينيات، انتقل فكر الذئاب الرمادية إلى الجاليات هناك. في مدن مثل كولونيا وفرانكفورت وفيينا وباريس، أنشأوا جمعيات ثقافية ورياضية ظاهرًا، لكنها كانت في الواقع مراكز تعبئة أيديولوجية تعمل على نشر خطاب الكراهية ضد الأكراد والأرمن والعلويين، وضد كل من يُنظر إليه كـ“خائن للأمة التركية”.

تقارير أمنية أوروبية عديدة — منها تقارير وزارات الداخلية في فرنسا وألمانيا والنمسا — صنفت الذئاب الرمادية كحركة قومية متطرفة ذات سجل عنيف.

في فرنسا (2020)، تم حظر الذئاب الرمادية رسميًا بعد أعمال شغب واعتداءات ضد ناشطين أرمن في مدينة ليون.

في النمسا وألمانيا، وُضعت رموزهم وشعار “الذئب” تحت المراقبة، واعتُبروا تهديدًا للأمن القومي والتعايش داخل الجاليات.

بين الحزب والميليشيا: ازدواجية الخطاب

يُحاول الحزب القومي التركي (MHP) منذ تحالفه مع حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان أن يُظهر وجهًا سياسيًا منضبطًا، لكنه لم يتخلّ عن لغته العدائية التي تُغذي الذئاب الرمادية. فالخطب الرسمية لزعيم الحزب دولت بهتشلي كثيرًا ما تتحدث عن “تطهير الوطن من الخونة”، وتُبرر العنف ضد الأكراد والمعارضين.

ورغم نفي الحزب علاقته التنظيمية المباشرة بالذئاب الرمادية، فإنّ قياداته تتبنى رموزهم، ويظهر شعار “الذئب” في تجمعاتهم الانتخابية، ويُدرّس فكرهم القومي المتشدد في بعض الجمعيات الشبابية التابعة للحزب.

الإرهاب القومي المقنّع

في أوروبا، لم تعد الأنشطة القومية التركية مقتصرة على الاحتجاجات أو نشر الدعاية، بل تطورت أحيانًا إلى هجمات وتهديدات واعتداءات جسدية ضد ناشطين أكراد وأرمن وصحفيين أتراك معارضين.
تعتبر أجهزة الأمن الأوروبية الذئاب الرمادية امتدادًا قوميًا متطرفًا يستخدم الولاء العابر للحدود لتخويف المعارضين الأتراك أينما كانوا. وفي بعض الحالات، تتقاطع أهدافهم مع مصالح الدولة التركية، خصوصًا في ملاحقة أو تخويف من ينتقد سياسات أنقرة.

خاتمة

يمثل الحزب القومي التركي والذئاب الرمادية وجهين لعملة واحدة: قومية تركية متطرفة تحاول إحياء أسطورة "العرق الطوراني" بالقوة.
ورغم محاولات الحزب تقديم نفسه كفاعل سياسي شرعي، فإن إرث الذئاب الرمادية الدموي، من شوارع أنقرة إلى ضواحي باريس، يكشف أن الفكر القومي حين يتحول إلى عبادة للهوية يصبح وقودًا للإرهاب، حتى لو تزيّن بشعارات الوطنية.



#منصور_رفاعي_اوغلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتهت داعش أم أنها باقية ببقاء الإسلام السلفي؟ سوريا نموذ ...
- بعد نجاح تجربة أربيل: هل حان الوقت لدولة كردية جديدة في المن ...
- بين الاحتلالين الإسرائيلي والتركي: لماذا يغضّ المسلمون الطرف ...
- كمال اتاتورك اراده الاتراك يسوعا فحصلوا على هولاكو
- هل شوّه المسلمون الإسلام أم أنه وُلِد مشوّهًا؟
- نحو تحالف استراتيجي كردي عربي في وجه المد التركي


المزيد.....




- ترامب لفوكس نيوز عن تهديده بمقاضاة BBC: لدي التزام بذلك
- تضمّن -رش عطر- وسؤال متبادل عن -عدد الزوجات-.. فيديو لترامب ...
- ماذا تعكس حملة التطهير التي طالت قيادات عديدة في الجيشَين ال ...
- ترامب طلب من هرتسوغ العفو عن نتنياهو، وإسرائيل تعلن فتح معبر ...
- الشفق القطبي: أضواء حمراء وزهرية نادرة عبر أوروبا من إيرلندا ...
- -اضطهاد سياسي غير مبرر-.. ترامب يطالب بعفو رئاسي عن نتنياهو ...
- مصادر: السوداني يحقق فوزاً كبيراً في الانتخابات العراقية تمه ...
- متظاهرون من الشعوب الأصلية يقتحمون مؤتمر المناخ (كوب30) في م ...
- إقبال تاريخي على صناديق الاقتراع في العراق
- نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية تتجاوز 56% ر ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - الحزب القومي التركي والذئاب الرمادية: الوجه الخفي للارهاب القومي التركي في أوروبا