أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - القس الأمريكي وبداية انهيار الاقتصاد التركي… هل دفع الشعب ثمن كبرياء أردوغان؟














المزيد.....

القس الأمريكي وبداية انهيار الاقتصاد التركي… هل دفع الشعب ثمن كبرياء أردوغان؟


منصور رفاعي اوغلو

الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 07:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت تركيا خلال السنوات الأخيرة واحدة من أكثر أزماتها الاقتصادية تعقيداً، وهي أزمةٌ لم تُبنَ في يومٍ واحد، بل تراكمت عبر سنوات من السياسات المالية المثيرة للجدل، والتوترات السياسية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتراجع ثقة المستثمرين. ومن بين المحطات البارزة التي سرَّعت هذا التدهور كانت أزمة القس الأمريكي أندرو برونسون عام 2018، والتي تحولت من خلاف دبلوماسي إلى شرارة أشعلت اضطراباً اقتصادياً واسعاً.

بداية الأزمة: عندما أصبح برونسون ورقة صراع سياسية

اعتُقل القس الأمريكي أندرو برونسون في تركيا عام 2016 بتهم تتعلق بالإرهاب والتجسس. ورغم أن القضية كانت في إطارها القانوني الداخلي، فإنها تحولت إلى صراع علني بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب.

واحتدم الخلاف عندما طالبت واشنطن بالإفراج الفوري عن برونسون، بينما تمسّك أردوغان بموقفه، مؤكداً أن تركيا “لن ترضخ للتهديدات”. وواجه الموقف التركي رداً أمريكياً قاسياً تمثل في فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل في تركيا، ثم مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم.

الاقتصاد تحت الضغط: الليرة كأول الضحايا

ما إن اندلعت الأزمة حتى بدأت الليرة التركية تتراجع بشكل حاد. صحيح أن الاقتصاد التركي كان يعاني مسبقاً من تضخم مرتفع واعتماد كبير على تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية، لكن الأزمة مع واشنطن كشفت هشاشة البنية الاقتصادية.

تراجع سعر الليرة إلى مستويات تاريخية.

ارتفع التضخم بشكل غير مسبوق.

فقد المستثمرون الأجانب الثقة لسوء إدارة السياسة النقدية وتدخل الحكومة في قرارات البنك المركزي.


كان النزاع السياسي بمثابة القطرة التي أفاضت كأساً ممتلئاً بالأزمات البنيوية.

كلفة الكرامة السياسية: الشعب أول من يدفع الثمن

رفع أردوغان شعار “الحرب الاقتصادية على تركيا”، واعتبر الأزمة امتحاناً للسيادة الوطنية. لكن ما بدا سيادةً على مستوى الخطاب، دفع ثمنه المواطن التركي على مستوى معيشي مباشر:

ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والدواء.

تراجع القدرة الشرائية بشكل مؤلم.

ازدياد معدلات البطالة.


وبينما كانت الحكومة تصر على موقفها، فقد شعر المواطن أن “الكبرياء السياسي” له ثمن اقتصادي باهظ.

هل كانت الأزمة سبب الانهيار أم مجرد بداية؟

يميل كثير من المحللين إلى اعتبار أزمة برونسون لحظة الكشف الكبرى أكثر من كونها السبب الحقيقي لانهيار الاقتصاد التركي. فقد كانت:

سياسات تخفيض الفائدة القسرية.

تقييد استقلالية البنك المركزي.

الاعتماد على الديون الخارجية.

التوترات المستمرة مع الغرب.


هي الأسباب العميقة التي أدت لاحقاً إلى موجات متتالية من التدهور الاقتصادي.

لكن أزمة القس الأمريكي لعبت دور الحلقة الأولى التي جعلت العالم يرى هشاشة الوضع التركي، ودفعت المستثمرين للهروب فوراً.

هل دفع الشعب ثمن كبرياء أردوغان؟

يمكن القول إن الشعب التركي دفع ثمناً مضاعفاً:

1. ثمن السياسات الاقتصادية غير المستقرة.


2. وثمن المواجهات السياسية التي لم تُقدّر نتائجها الاقتصادية المباشرة.



أما كبرياء أردوغان، فقد تحول إلى أداة سياسية داخلية، لكنه لم يكن بلا كلفة خارجية. ونتيجة ذلك، اهتزت الليرة، وتراجعت الثقة، وبدأ مسار اقتصادي لا تزال تركيا تعاني من تبعاته حتى اليوم.



#منصور_رفاعي_اوغلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينهار التدين التركي أمام النزعة القومية؟
- السلفية الجهادية في سوريا: هل هي ظاهرة طارئة أم أصيلة في الم ...
- كيف ترى سوريا والعراق أن تركيا تسرق حصتهما من مياه دجلة والف ...
- صراع الهوية في تركيا: هل يشبه الأتراك شعوب المنطقة؟
- لماذا تتبنّى بعض الحركات السلفية الجهادية خطابًا يحضّ على قت ...
- اكراد تركيا ... متى سيحصلون على حقوقهم
- لواء إسكندرون… الأرض السورية التي ابتلعها الجيران
- انهيار الدولة التركية… هل هو حلم أوروبا أم كابوسها؟
- الدولة العميقة في تركيا… خطر يهدد المنطقة
- القضاء التركي أعمى عندما يتعلق الأمر بالسوريين
- سوريا بين مطرقة تركيا وسندان اسرائيل
- الدولة العثمانية… لعنة أصابت العالم لسبعمئة عام
- هل يقبل الأتراك برئيس كردي يأتي عبر صناديق الاقتراع؟
- وزارة الخارجية التركية تسرق السوريين باسم الفيزا
- هل فتح الله غولن ارهابي ،، ام رجل دين ،، ام كلاهما
- لماذا لا احد يحب تركيا؟ كيف تحولت سياسة صفر مشاكل الى صفر اص ...
- صراع الدين والعلمانية في تركيا .... هل انهزم الاثنان؟
- تركيا والاتحاد الأوروبي: حب من طرف واحد
- المسلمون في أوروبا: جعجعة بلا طحين
- انهيار الليرة التركية: هل أفقر أردوغان الأتراك لعشرين سنة قا ...


المزيد.....




- بعد رقم قياسي من الهجمات المميتة.. كيف تتعامل اليابان مع أزم ...
- يحافظون على التقليد.. قطار سانتا يملأ قلوب 300 طفل سحرًا وبه ...
- أردوغان يعلق على دور -مجلس السلام- بشأن غزة والهجمات على الس ...
- أطفال غزة يموتون من البرد، والقوة الدولية -قد تنتشر الشهر ال ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصواريخ -كينجال-.. وترامب يوفد مبعوثه إل ...
- تعديل قانوني في الإمارات خاص بالأطفال مجهولي النسب
- بعد الحكم بسجن المعارضة التونسية عبير موسي... الحزب الدستوري ...
- المحامي علي البجاوي: الحكم ضد عبير موسي -جائر ولا يستجيب للم ...
- جماعة كولومبية مسلحة تفرض حظر تجول ردا على تهديدات ترامب
- تركيا تستعد لاستضافة ثلاث قمم دولية كبرى عام 2026


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منصور رفاعي اوغلو - القس الأمريكي وبداية انهيار الاقتصاد التركي… هل دفع الشعب ثمن كبرياء أردوغان؟