بهجلي وقلق أنقرة المتجدد من تقارب كوردي كوردي

حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)

الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أثارت زيارة الرئيس مسعود البارزاني إلى جزيرة بوطان وشرناخ ردود فعل حادّة داخل الأوساط القومية التركية، حيث انتقد زعيم الحركة القومية، دولت باهجلي، الزيارة بشدة، واعتبر مرافقة عدد من عناصر البيشمركة للوفد المشارك أمرًا غير مقبول. وتزامن ذلك مع إعلان وزارة الداخلية التركية فتح تحقيق حول وجود حراس مسلحين ضمن فريق حماية الرئيس البارزاني خلال هذه المهمة، رغم أن هذا الإجراء يندرج ضمن الأعراف والبروتوكولات الدولية المعمول بها.

لقد خرج دولت باهجلي عن طوره وخلع جلده “الذئبي” المعروف، عقب هذه الزيارة التي جاءت ضمن إطار ثقافي وحضاري للمشاركة في المؤتمر الرابع لأحمد خاني في شمال كردستان. وقد بدا واضحًا أن “الذئب العجوز” استشاط غضبًا قوميًا متشدّدًا بسبب دخول قوات البيشمركة إلى بعض مناطق شمال كردستان، فأطلق تصريحات لا تنسجم مع طبيعة العلاقات التاريخية بين الكرد والترك، ولا تخدم أي مسار للحل السياسي أو لعملية السلام مع حزب العمال الكردستاني.

ولم يقتصر الأمر على باهجلي، بل لحقه موسى درويش أوغلو بهجوم مماثل على الرئيس مسعود البارزاني، متسائلًا بلهجة استخفافية عمّا إذا كانت المناطق التي زارها تُعدّ جزءًا من إقليم كردستان العراق، في محاولة لإثارة الجدل والضغط على الرأي العام التركي.

إن هذا التوتر المتجدد يعكس حجم القلق الذي يعتري بعض الأطراف القومية التركية من أي تواصل كردي كردي يتجاوز حدود سايكس–بيكو، تلك الحدود التي رسمتها القوى الكبرى وفرّقت الشعب الكردي بين أربع دول. وفي الوقت ذاته، لا يجد هؤلاء أي حرج في تعزيز التواصل مع جماعات تركية بعيدة، حتى مع أتراك الغجر في هنغاريا، ما يكشف عن ازدواجية واضحة في المعايير.

إن ما يجري اليوم يثبت أن مصدر القلق الحقيقي ليس في زيارة بروتوكولية أو مشاركة ثقافية، بل في وحدة الموقف الكردي عندما يتقارب، وفي أي مشهد يعيد التذكير بأن الكرد شعب واحد قُسّم قسرًا، وأن الحدود المصطنعة لا تستطيع محو ذاكرته المشتركة ولا انتماءه العابر للجغرافيا المفروضة.

#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل