حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 15:03
المحور:
القضية الكردية
من الاحتلال التركي إلى التوغل الإسرائيلي، وتغييب القضية الكردية
قبل أن تتقدّم إسرائيل داخل الأراضي السورية من جهة الجنوب، كانت تركيا قد سبقتها من الشمال السوري، فاحتلّت عفرين ثم رأس العين وتل أبيض. ومع ذلك ما زال البعض يصفّق ويطبّل لكل مشروع يستهدف الكرد، ويكرّرون المقولة المضلّلة ذاتها: “من أسقط الأسد يستطيع إسقاط قسد”.
هؤلاء يتحدّثون عن إسقاط قوة كردية سورية حاربت الإرهاب وقدّمت آلاف الشهداء في الدفاع عن سوريا والعالم، بينما لا يجرؤون على التطرّق إلى الاحتلال التركي ولا إلى التوغّل الإسرائيلي. وكأنّ البوصلة لديهم موجّهة حصراً نحو ضرب الوجود الكردي، لا نحو حماية السيادة السورية.
المفارقة الصارخة أنّ الكثير من الأصوات التي تتبنى اليوم هذا الخطاب كانت بالأمس القريب جزءاً من منظومة النظام الاسد نفسه أو أدواتها الإعلامية والأمنية، ثم تحوّلوا لاحقاً إلى أدوات لدى نظام “أبو محمد الجولاني المؤقت”. تغيّرت الرايات واللافتات، لكن الولاء بقي واحداً: العداء للكرد وإقصاء وجودهم.
الأخطر من ذلك أنّ بعض الأبواق، بدافع الأجندات أو بدافع الارتزاق، وصلوا إلى حدّ إنكار وجود الشعب الكردي في سوريا وإنكار اسم “كردستان سوريا”، فقط لأنهم لم يقرأوا التاريخ أو لأنهم تعمّدوا تجاهله.
لم يطّلعوا على اتفاقية سايكس بيكو ولا على خرائط التقسيم التي مزّقت الجغرافيا ووزّعت الشعوب قسراً. لم يقرأوا التاريخ القديم ولا الحديث، ولا يعرفون أنّ جذور الشعب الكردي في هذه المنطقة ضاربة في عمق آلاف السنين، قبل وصول القبائل العربية إليها عبر الغزوات والبادية والرعي.
ومن باب التذكير، وليس من باب المزايدة:
المناطق الكردية التي يُجادِل البعض في هويتها هي امتداد طبيعي للحضارات التي قامت في ميزوبوتاميا القديمة، في أرض ما بين النهرين، حيث عاشت حضارات آشورية وسريانية وحورية وميدية. فالسؤال الذي يفرض نفسه: أين كان العرب قبل الإسلام؟
ألم تكن شبه الجزيرة العربية موطنهم الأصلي؟
فكيف أصبح الكرد هم “الطارئون” والعرب هم “الأصليون” في الجزيرة الكردية السورية؟
نحن لا ندعو لإقصاء أحد ولا لنفي وجود أي مكوّن فكل شعوب سوريا اليوم جزء من مستقبلها. لكن إنكار الوجود الكردي هو تزويرٌ للتاريخ، وتكرار رواية استعمارية أرادت محو هوية شعب كامل.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟