حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 10:28
المحور:
القضية الكردية
يحمل الشعب الكردي في جوهر ثقافته قيمَ التسامح الديني والتنوّع الفكري، فقد احترم الكرد عبر التاريخ جميع الأديان والمعتقدات والطوائف، من الإسلامية والمسيحية واليهودية إلى الزرادشتية والإيزيدية وغيرها، دون تمييزٍ أو تعصّبٍ أو إقصاء.
ولذلك، فإنّ حديثنا عن تجاوز الانقسام الديني لا يعني التخلي عن الإيمان أو الميل إلى الإلحاد، بل يعني حمل المعتقد في القلب بصدقٍ وخصوصيةٍ تليق بعلاقة الإنسان بخالقه، بعيدًا عن التسييس والمظاهر الزائفة.
عندها فقط يمكننا الانتقال من منطق الانقسام الطائفي إلى روح الأخوّة الوطنية الكردستانية؛ تلك الروح التي تُعلّي شأن الوطن فوق كل انتماءٍ آخر، وتوحّد أبناءه على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأفكارهم، في إطار هويةٍ قوميةٍ واحدةٍ اسمها كردستان.
لقد أثبت التاريخ أن الدعوات إلى "الأخوة الدينية" كثيرًا ما تحوّلت إلى وسيلةٍ للفرقة والصراع، بينما الأخوّة الحقيقية هي تلك التي تُبنى على اللغة والانتماء القومي والولاء للوطن.
فنحن نقول: لسنا إخوة في الدين، بل نحن الكرد إخوةٌ في الهوية واللغة والمصير.
نجتمع في وطنٍ واحدٍ اسمه كردستان، نختلف في المعتقد ولكن نتّحد في الهدف، لأنّ الدين علاقةٌ خاصةٌ بين الإنسان وربّه، لا وصايةَ فيها ولا وساطة، ولا يحقّ لأحدٍ أن يحتكرها أو يتدخّل في تفاصيلها.
إنّ الله جلّ شأنه غفورٌ رحيمٌ وشديدُ العقاب، وهو وحده من يُحاسب عباده على أفعالهم ويهديهم إلى الصواب، ولا وصيَّ له في الأرض ولا شرطيَّ ينوب عنه في محاسبة الناس.
فالدين شأنٌ إلهيٌّ محض، لا يجوز أن يُستغلَّ سياسيًّا أو يُتّخذ ذريعةً للتفرقة أو التسلّط.
إنّ بناء وطنٍ حرٍّ كريم يبدأ باحترام خصوصيّة الإيمان وفصل الدين كمعتقدٍ روحيٍّ سامٍ عن الدولة كوطنٍ جامعٍ لكل أبنائه.
فكردستان لا يمكن أن تقوم على مذهبٍ أو عقيدةٍ واحدة، بل على أسس العدالة والمساواة والانتماء المشترك، لأنّ التنوع في الإيمان والفكر لا يُضعف الأمة، بل يُغنيها ويقوّي جذورها.
إنّ كردستان التي نحلم بها هي وطنٌ يحتضن الجميع،لا يُفرّق بين مؤمنٍ وغير مؤمن،
ولا بين معبدٍ وكنيسةٍ وجامع،
بل تُوحّدهم جميعًا تحت رايةٍ واحدةٍ تقول:
كردستان لنا جميعًا، والدين لله، والحساب عنده وحده.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟