أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - القضية الكردية بين التحريض الإعلامي والواقع السياسي














المزيد.....

القضية الكردية بين التحريض الإعلامي والواقع السياسي


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تصريحٍ مثيرٍ للجدل، أدلى الإعلامي #موسى العمر مؤخرًا بتصريحٍ قال فيه بثقةٍ مفرطة: "الذي أسقط الأسد يستطيع أن يُسقط قسد!"، مضيفًا وعدًا للمتظاهرين بأنّ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ستنتهي مع نهاية هذا العام. كما أكّد في الوقت ذاته أن الحكومة السورية المؤقتة متمسكة بالحلّ السلمي، لكنها إن اضطرّ الأمر ستلجأ إلى خيار الحرب. ودعا أنصار المعارضة إلى الصبر والتحمّل، وعدم التشويش على ما وصفه بسياسة الحكومة المؤقتة في "التعامل مع ملف قسد" التي حسب زعمه "تحتل الجزيرة السورية". ولم يكتفِ بذلك، بل طالب بأن يتعامل "الرئيس المؤقت" مع هذه "الآفة الخطيرة"، بحسب تعبيره، بكل حزمٍ وصرامة.

وكأنّ أبناء "قسد" ليسوا سوريين وطنيين دافعوا عن أرضهم وشعبهم، بل غرباء جاءوا من وراء الحدود، شأنهم شأن المقاتلين الأوزبك والشيشان والتركستان والإيغور وغيرهم من المرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى الأراضي السورية!

غير أنّ ما يتجاهله #موسى العمر وأمثاله هو أنّ مثل هذا الخطاب التحريضي لا يخدم سوى أجنداتٍ خارجيةٍ تتقاطع مصالحها عند نقطةٍ واحدة: إجهاض أي تجربة كردية ناجحة في سوريا. فأنصار أنقرة وأتباع "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا) يتسابقون اليوم إلى الدعوة لدمج "قسد" في ما يُسمّى "الجيش الوطني السوري"؛ وهو في جوهره تشكيلٌ فصائليّ تغلب عليه النزعة الطائفية والعقلية الإقصائية، التي لا تؤمن لا بالديمقراطية ولا بحقوق المكونات السورية كافة.

والمفارقة الكبرى أنّ هؤلاء أنفسهم يسعون إلى تحريض الشارع السُّني على التظاهر ضد "قسد"، متناسين أنّ هذه القوات كانت في طليعة من حارب الإرهاب والتطرف، بدءًا من كوباني وصولًا إلى باغوز، وقدّمت آلاف الشهداء في سبيل القضاء على تنظيم "داعش" وإنقاذ سوريا من وحشيّته.

والأدهى من ذلك أنّ دعاة التحريض هؤلاء يتجاهلون عمدًا ما تضمّنه اتفاق 10 آذار بين فاروق الشرع والجنرال مظلوم عبدي، والذي احتوى على بنود تعبّر عن رؤية وطنية جامعة، من أبرزها:

1. الاعتراف بالشعب الكردي كشعبٍ أصيلٍ في سوريا.
2. التأكيد على حقّ عودة النازحين قسرًا إلى مناطقهم في عفرين ورأس العين وتل أبيض.
3. حلّ القضية الكردية ضمن الإطار الوطني السوري، بعيدًا عن أي تبعية أو وصاية خارجية.
4. الاعتراف باللغة الكردية كلغةٍ رسميةٍ إلى جانب العربية في الدستور السوري الجديد.
5. اعتماد اللامركزية الإدارية كخيارٍ وطنيٍّ شاملٍ يضمن العدالة والمشاركة السياسية لجميع المكونات.
إنّ هذه المبادئ تمثّل الطريق الأمثل نحو بناء سوريا ديمقراطية تعددية، تُنهي عقود التهميش والإقصاء، وتفتح آفاق الثقة والتفاهم بين مختلف مكونات الشعب السوري. كما تُعدّ الضمانة الحقيقية لمنع عودة الاستبداد والانقسام والصراعات الداخلية التي دمّرت البلاد لعقودٍ طويلة.

إنّ حلّ القضية الكردية بشكلٍ عادلٍ وسلمي، والاعتراف بحقوق الشعب الكردي ضمن إطار سوريا موحّدة، لا يُعدّ مطلبًا فئويًا أو سياسيًا ضيقًا، بل خطوة وطنية شجاعة نحو مستقبلٍ أفضل. فهو الخيار القادر على فتح صفحةٍ جديدةٍ في التاريخ السوري الحديث، وتأسيس شراكة وطنية حقيقية تقوم على المساواة، والعدالة، والاحترام المتبادل بين جميع السوريين.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان وخداع -السلام-: القضية الكردية بين الحقيقة والتضليل ...
- ردًّا على عبدالحكيم بشار في الذكرى الرابعة عشرة لتأسيس المجل ...
- الانسحاب ليس حلاً جذريًا للقضية الكُردية في تركيا
- هاكان فيدان: بين المنصب والشهادة المزوّرة... مستقبل يترنّح
- ثلاث خطوات تاريخية وخيارات تركيا: هل تلتزم أنقرة بحقوق الأكر ...
- الدور التركي في سوريا: بين الفوضى الممنهجة وتوسيع النفوذ
- الدولة السورية بين وهم السلطة وحقيقة الانهيار
- الحركة الكردية في سوريا بين إرث النضال وضياع اللحظة التاريخي ...
- هل تحوّل الأخطبوط التركي إلى حمامة سلام؟
- مبادرة السلام التركية مع الكُرد: بين الخداع السياسي وتصفية ا ...
- هاكان فيدان يتخلى عن الدبلوماسية... خطابٌ متعجرف يكشف نوايا ...
- تصاعد التمييز الطائفي في بعض أحياء دمشق... أين الدولة؟
- نحن وأحلامنا في وطنٍ ينهشه الألم
- زيارة أحمد الشرع إلى موسكو... مأزق جديد في المشهد السوري
- بين مأزق الطائفية واستحقاق الهوية الكُردية
- بدايات حكم البعث... مع بدايات الثورة السورية ،ماذا حصل الكور ...
- قراءة في المشهد السوري بعد دخول هيئة تحرير الشام إلى دمشق
- قبل اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري
- خيبة الأمل بعد سقوط النظام البعثي
- مناف طلاس بين حسابات القوى الإقليمية وتراجع نجم أحمد الشرع


المزيد.....




- شاهد.. شرطة واشنطن تعتقل عدة أشخاص -مارسوا سلوكا مشينًا- وتف ...
- فيتنام: تحذير من تجاوز هطول الأمطار 700 مليمترًا.. وفيضانات ...
- سوريا: وزير الداخلية يرحب بدمج -الضباط المنشقين- بالوزارة له ...
- ما الذي يجعل -الرعب النسائي الدموي- مختلف عن روايات الرعب ال ...
- خفض المساعدات الغذائية الأمريكية يدفع بنوك الطعام للاستعداد ...
- كيف ردت ناسا.. كيم كاردشيان لا تصدق هبوط الإنسان على القمر
- أطباء بلا حدود: آلاف السودانيين في دائرة الخطر بعد سقوط الفا ...
- هآرتس: تسريب فيديو سدي تيمان أداة اليمين ضد -الدولة العميقة- ...
- إدارة الطاقة لا الوقت.. 9 عادات يومية تساعدك على القيادة بنج ...
- المتحف المصري الكبير.. أكبر مجموعة أثرية للحضارة القديمة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - القضية الكردية بين التحريض الإعلامي والواقع السياسي