أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - مناف طلاس بين حسابات القوى الإقليمية وتراجع نجم أحمد الشرع














المزيد.....

مناف طلاس بين حسابات القوى الإقليمية وتراجع نجم أحمد الشرع


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد المشهد السوري في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في ظهور مناف طلاس على الساحة السياسية، ما أثار ارتباكًا واضحًا في حسابات بعض الأطراف الفاعلة. فبينما شكّل هذا الظهور مصدر قلقٍ وانزعاجٍ لأحمد الشرع وتركيا على حدٍّ سواء، كان في المقابل بمثابة جرعة تفاؤلٍ لبعض دول الخليج التي رأت فيه شخصية أكثر توازنًا وقدرةً على استعادة زمام المبادرة.

تراجع الدعم الخليجي والغربي لأحمد الشرع بدا واضحًا، خاصة بعد مشاركته في القمة الإسلامية بالدوحة، إذ وُجّهت إليه انتقادات حادّة من العواصم الخليجية بسبب ما اعتُبر تقاعسًا عن ضبط الجنوب السوري، وفتح المجال أمام إسرائيل لتعزيز نفوذها هناك، والسماح لها بإنشاء ما يشبه "منطقة آمنة" على حدودها. هذا المشهد أجبر حكومة الشرع لاحقًا على سحب السلاح الثقيل من مناطق الجنوب باتجاه الحدود الإدارية لدمشق، في خطوة عكست حجم الضغوط الإقليمية المفروضة عليه.

من هنا، يمكن القول إنّ ماضي أحمد الشرع الذي طغت عليه النزعة الجهادية، وحاضره المتغطرس القائم على الإقصاء والتفرد بالسلطة، شكّلا معًا بيئةً خصبة لتغلغل إسرائيل في العمق السوري، وجعل من سوريا ساحة مفتوحة للتجاذبات الخارجية، وهو ما لم يكن السوريون يحلمون به بعد سقوط النظام، إذ كانوا يتطلّعون إلى دولة حرّة، ديمقراطية، عادلة، تحفظ الكرامة والمواطنة.

اليوم، لا يمكن وصف ما تبقّى من الكيان السوري بأنه "دولة" بالمعنى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني للكلمة، فالمشهد العام يعكس حالة تفكّكٍ كامل: فصائل مسلّحة متناحرة، كلٌّ منها يمتلك "دولةً مصغّرة" داخل الجغرافيا السورية، رغم الادعاءات الرسمية بانضوائها تحت راية وزارة الدفاع، وهو ما يُعدّ أكبر كذبة في عهد أحمد الشرع وأبو قصرة والشيباني.

أما في الشمال السوري، فما زالت تركيا تمارس نفوذها المباشر عبر دعمها اللوجستي والمالي لفصائل مثل "سليمان شاه" و"سلطان مراد" وغيرها من التشكيلات الجهادية المتطرفة، في الوقت الذي تتركّز فيه حملاتها الإعلامية والعسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، رغم أنها القوة الأكثر تنظيمًا وانضباطًا في الداخل السوري، والمدعومة من الولايات المتحدة.
وهكذا، يتضح أن التحركات الإسرائيلية في سوريا لم تعد تواجه أي سدٍّ أو رادعٍ كما كان الحال في عهد حافظ الأسد أو بشار الأسد.

في ظل هذا الواقع، تبحث القوى الإقليمية والدولية عن "رجل قوي" قادر على إدارة سوريا بما يلبّي طموحات الشعب ويضمن مشاركة جميع مكوّناته ضمن نظامٍ سياسيٍّ لا مركزي، يقوم على العدالة والمواطنة، ويُمهّد لانتخاباتٍ حرةٍ ونزيهةٍ برعايةٍ أممية.

تركيا من جهتها، باتت تميل أكثر إلى دعم أسعد الشيباني على حساب أحمد الشرع، وذلك لسببين أساسيين:
أولهما، رفض الشرع التصعيد ضد قوات سوريا الديمقراطية، وثانيهما سحب قواته الثقيلة من الجنوب، الأمر الذي أثار مخاوف أنقرة من احتمال قيام "ممر داوود" الذي يربط إسرائيل بمناطق روج آفا، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

من الواضح إذًا أنه لا يمكن لسوريا أن تستعيد عافيتها ما لم تُبنَ على نظامٍ لا مركزي يحتضن جميع مكوّناتها ضمن إطارٍ دستوريٍّ جامع، بعيدًا عن الإقصاء والطائفية.
لقد دعمت معظم الدول حكومة أحمد الشرع في البداية، لكنها اكتشفت لاحقًا أنها حكومة عاجزة عن بناء دولةٍ مؤسساتية، أو تأسيس جيشٍ وطنيٍّ محترفٍ منفصلٍ عن العقيدة الدينية المتشددة، أو حتى عن منح الحقوق للمكوّنات المختلفة. فقد جاءت هذه الحكومة من رحم فكرٍ جهاديٍّ إقصائيٍّ لا يحظى بقبولٍ دولي سوى من تركيا.

ويبقى السؤال المطروح اليوم:
ما هو الدور الذي سيلعبه مناف طلاس في هذه المعادلة السورية المعقّدة؟
هل سيُسمح له فعليًّا بتولّي حقيبة الدفاع؟
وهل سيقبل أحمد الشرع بذلك؟
ثمّ الأهم، هل سيحظى طلاس بالدعم الدولي والإقليمي والمحلي الكفيل بإحداث توازنٍ جديدٍ في الساحة السورية، يلبّي تطلعات مختلف المكوّنات ويعيد الأمل بإمكانية قيام دولة سورية حقيقية من جديد؟



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS)
- أين اختفوا تلك الأبواق التي تاجرت بدماء السوريين؟
- هيمنة التركية على قرارات الحكومة السورية المؤقتة
- لأول مرة أراه يحمل السلاح ويخطب، هل نفد صبر الجنرال مظلوم عب ...
- لماذا لا يكون كُرد روج آفا جيرانًا لتركيا بدلًا من -هيئة تحر ...
- الكُرد... من الهويّة إلى الانتماء الكُردستاني
- لماذا لا يكون كُرد روج آفا جيران تركيا بدلًا من -هيئة تحرير ...
- مركز أمريكي يكشف فضيحة مدوّية ل-أبو عمشة- وفرقته!
- بين موسكو ودمشق: عودة شبح الوصاية الروسية إلى المشهد السوري
- كردستان: حقّ الوجود والعودة إلى الجذور
- بين البروباغندا التركية وتغييب الوعي الكردي
- لمحة تاريخية عن الكُرد وعلاقتهم بالدول الإقليمية: بين التوظي ...
- حول ما تسرّب من لقاء الشرع وعبدي في دمشق على خلفية أحداث حيي ...
- بين مركزية الدولة السورية ولا مركزيتها: صراع على حساب الفقرا ...
- بين التصعيد والتناقض: قراءة في الخطاب التركي تجاه المسألة ال ...
- الهواجس التركية تجاه مشروع الحكم الذاتي في روج آفا
- عيد نوروز بلا عطلة... والهوية الكردية بلا اعتراف!
- الانتخابات السورية بين -منزلتين-: شرعية مفقودة ومسرحية مكشوف ...
- من يهدّد وحدة الأراضي السورية اليوم؟
- لا تسلموا السلاح... لا تسلموا القضية الكوردية


المزيد.....




- طرق الشحن وبيانات الرحلات الجوية.. CNN تحقق في رصد طائرات در ...
- اندلاع العنف في مظاهرة مؤيدة لفلسطين في برشلونة
- محمد وخليل يعودان إلى والدتهما في غزة بعد أن ظنت أنهما قد قُ ...
- عدوى الرغبة: ما هي الفلسفة التي تفسر هوس لابوبو و-وجه إنستغر ...
- سوريا: خمسة قتلى وعشرات الإصابات في تفجير عبوة ناسفة استهدف ...
- اندلاع احتجاجات في بيرو مطالبة باستقالة الرئيس
- مشروع عملاق بجوار الحرم .. -بوابة الملك سلمان- تتسع لنحو ملي ...
- العولمة منذ كريستوف كولمبس، فاسكو دي غاما و فيرديناند دو ماج ...
- خبراء روس يقيّمون للجزيرة نت زيارة الشرع الأولى إلى موسكو
- ترحيب أممي بوقف إطلاق النار بين أفغانستان وباكستان


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - مناف طلاس بين حسابات القوى الإقليمية وتراجع نجم أحمد الشرع