أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - من يهدّد وحدة الأراضي السورية اليوم؟














المزيد.....

من يهدّد وحدة الأراضي السورية اليوم؟


حجي قادو

الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مستهل الحديث، لا بدّ من تسليط الضوء على الحقيقة بوضوح وموضوعية.
السؤال الأهم الذي ينبغي طرحه هو: من الذي يهدّد وحدة الأراضي السورية اليوم؟

بكل تأكيد، ليس الكُرد، ولا الدروز، ولا العلويون، بل السياسات الإقصائية والعنيفة التي ينتهجها النظام الحاكم، والذي يمارس سلطته المؤقتة عبر أدوات القمع والعنف والتطرّف الديني والتمييز القومي.

لقد رُوّج كثيرًا أنّ الكُرد يسعون إلى تقسيم سوريا، غير أنّ الوقائع التاريخية والسياسية تكشف زيف هذا الادعاء. فالكُرد كانوا من أوائل من واجهوا نظام البعث الاستبدادي، وثاروا ضد الديكتاتورية في انتفاضة عام 2004. ورغم ذلك، استمرّ تهميشهم لعقود طويلة، وتعرّضوا لسياسات ممنهجة هدفت إلى طمس هويتهم القومية، كان أبرزها حرمان عشرات الآلاف منهم من الجنسية السورية منذ ستينيات القرن الماضي، في واحدة من أوضح صور إنكار الحقوق الوطنية.

لقد خرجت المناطق الكردية عن سيطرة نظام الأسد في منتصف يوليو/تموز 2012، سواء عبر تفاهمات أو عمليات تحرير ميدانية، وهو أمر لا يقلّل من أهمية الحدث. فالمغزى الأعمق يكمن في أن أبناء المنطقة، وفي مقدمتهم الكُرد، شكّلوا قوى محلية لحماية مناطقهم وسكانها، تطوّرت لاحقًا إلى قوات شبه نظامية منظّمة. ومن رحم المعاناة ووسط الدمار، ولدت إدارة ذاتية أثبتت خلال السنوات الماضية قدرتها على البقاء والاستمرار رغم كل التحديات، ورغم ما شابها من أخطاء ومظاهر فساد وتقصير كبقية التجارب السياسية في العالم.

تمكّن الكُرد من خلال هذه الإدارة من فرض الأمن والاستقرار في مناطقهم، وحمايتها من الجريمة المنظمة والهجمات المتعددة، بل تصدّوا لأعتى التنظيمات الإرهابية التي اجتاحت المنطقة، وكانوا رأس الحربة في الحرب ضد تنظيم "داعش".

إنّ الكُرد ليسوا "ضيوفًا" في سوريا، كما يحاول بعض الجهلاء أو المتعصّبين ممن وصلوا إلى مواقع السلطة أن يصوّروا. فلو افترضنا، وفقًا للمفهوم الاجتماعي، أن للضيف حق الإقامة في بيت مضيفه ثلاثة أيام، فإن الكُرد يعيشون على هذه الأرض منذ قرونٍ طويلة سبقوا فيها قدوم العرب إلى المنطقة. لهم جذورهم التاريخية العميقة، وثقافتهم المتميزة، ولغتهم التي حافظوا عليها رغم كل محاولات الطمس والمنع.

أما العرب، فقد وفدوا إلى هذه المناطق على شكل قبائل رحّل، واستقرّوا تدريجيًا مع مرور الزمن. وحتى اسم "سوريا" نفسه ليس ذا أصل عربي، بل مشتق من "سورايا" أو "سورانية"، وهي تسمية تاريخية قديمة تعود إلى حضارات عريقة سبقت ظهور القومية العربية.

ورغم أن الكُرد يُعدّون من أقدم شعوب المنطقة، فإنّ الحكومات السورية المتعاقبة لم تحترم حقهم في تعليم لغتهم الأم في المدارس العامة إلى جانب العربية واللغات الأجنبية الأخرى. ولم يُعترف باللغة الكردية رسميًا في الدستور السوري، بل حُظر استخدامها في الحياة العامة، حتى في المناسبات الاجتماعية والأحاديث اليومية. كما مُنعت الحفلات والأعراس التي تُقام باللغة الكردية، في انتهاكٍ صارخٍ للحقوق الثقافية والإنسانية.

إنّ من يزرع التمييز ويُكرّس الإقصاء هو من يهدّد وحدة البلاد، لا من يطالب بالمساواة والعدالة والكرامة.
فسوريا لا يمكن أن تكون دولة موحّدة وقوية ما دامت تُقصي أحد مكوّناتها التاريخية، أو تُنكر عليه أبسط حقوقه في الهوية والانتماء.



#حجي_قادو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تسلموا السلاح... لا تسلموا القضية الكوردية
- قسد… صمام الأمان في وجه الفوضى السورية
- المشروع الاستراتيجي للشرق الأوسط الجديد: خارطة طريق لتحقيق أ ...
- الكورد بين التاريخ والحق: رؤية حقوقية وسياسية
- تركيا بين صراع الأجنحة وتآكل الداخل
- من يهدّد وحدة سوريا؟
- التحولات الجغرافية... وانعكاسات الانفصال على مسار الدول الحد ...
- سورية الجديدة بين غياب القانون وفوضى السلاح
- الكورد بين حق تقرير المصير ومعضلة الشوفينية الإقليمية
- الكورد في سوريا بين سياسات البعث وجريمة الحزام العربي
- سورية بين فتات التبرعات وحكومات التسوّل
- الكورد بين قرنٍ من المعاناة وتحديات الحاضر
- عن -الشرعية- التي يمنحها ترامب لأردوغان .
- إلى من يهمّه الأمر في الشأن السياسي السوري
- اتفاق العاشر من آذار... بين السقوط السياسي وتكريس الإقصاء
- فلسطين وكردستان ... قراءة في مفارقة العلاقات والتحالفات
- احمد الشرع : من سردٍ فاشل إلى خطاب كاذب الأمم المتحدة
- قتل على الهوية والانتماء: تقارير حقوقية تكشف الجرائم المغيبة
- تفاهمات جنوب سوريا .... بين ضرورات الأمن ومخاطر التنازلات
- قراءة في خطاب الجولاني الأخير في نيويورك حول القضية الكردية ...


المزيد.....




- فضل شاكر يسلم نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني
- كاميرا ترصد مُسيّرات روسية تضرب قطاري ركاب في أوكرانيا
- نعيم قاسم: حزب الله لم يرد على ضربات إسرائيل لمنعها من -التو ...
- هل التظاهرات في المغرب مرشحة للاستمرار؟
- الملابس المبتكرة تستقطب المزيد من الناس لأريحيتها واعتباراته ...
- حزب الله يحذر من -أخطار جسيمة- في خطة ترامب بشأن غزة
- 7 قتلى بهجوم على سجن في مقديشو تبنته حركة الشباب
- شاروخان يتصدر قائمة المليارديرات في بوليود.. كم تبلغ ثروته؟ ...
- غزة وجهة سياحية ضائعة بين البحر والتاريخ والركام
- يوم مفتوح للمساجد في ألمانيا يسعى للتعريف بالإسلام


المزيد.....

- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - من يهدّد وحدة الأراضي السورية اليوم؟