أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حجي قادو - قسد… صمام الأمان في وجه الفوضى السورية














المزيد.....

قسد… صمام الأمان في وجه الفوضى السورية


حجي قادو

الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 15:28
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


لو افترضنا جدلًا أنّ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لم تكن موجودة في شمال وشرق سوريا بموافقة دولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، فكيف كان سيكون حال السوريين اليوم؟ هل كانت الرقة ستتحرر من "داعش"؟ وهل كانت دير الزور ومنبج والطبقة ستعود إلى أهلها؟

الواقع يشير بوضوح إلى أنّ وجود قسد شكّل الضمان الحقيقي لمنع انزلاق سوريا إلى كارثة شاملة عقب انهيار سلطة النظام الأسدي. فلولا هذه القوة لكان المشهد السوري مختلفًا تمامًا: ميليشيات الجولاني وأمثاله منتشرة على امتداد الجغرافيا السورية، الأرض والعرض والإنسان مستباحون، والناس يُساقون قسرًا تحت رايات الجهاد والتكفير، وفق ما يسمونه "الشريعة الإسلامية" و"العقيدة الجهادية".

غياب قسد كان سيحوّل سوريا إلى غابة ينهشها قانون الغاب، ويقضي على كل ما حلم به السوريون من تطلعات نحو الحرية والكرامة. أمّا اليوم، فإنّ مجرد وجودها حدّ من تمدد الفصائل المتطرفة، وأبقى خيطًا من الأمل لدى قطاعات واسعة من السوريين في إمكانية العيش بسلام وأمان.

بعض الأصوات، خاصة من أنصار الجماعات المتطرفة، وحتى بعض الأصوات النشاز من داخل المجتمع الكردي، راهنوا على سقوط قسد بالتزامن مع سقوط النظام الأسدي. وروّجوا بأنها ستختفي فجأة كما ظهرت. غير أنّ ذلك محض وهم وافتراء. فمصير قسد ليس بيد خصومها المحليين، بل مرتبط بقرارات دولية كبرى، وأي حديث عن إنهاء وجودها دون بدائل حقيقية هو ضرب من الخيال.

لقد أثبتت قسد أنها أكثر صلابة واستقرارًا واعتدالًا من التنظيمات الجهادية التي تتآكل وتتفتت رغم ما تحظى به من دعم خارجي، ولا سيما من تركيا.

إنّ المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة ودول التحالف، يعمل اليوم على إنهاء ملف "داعش" نهائيًا في كل بقاع العالم، بما يعزز الأمن والاستقرار ويمهّد لمرحلة جديدة في رسم خرائط الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، لم يعد الحديث عن إعادة إنتاج سايكس–بيكو أمرًا واقعيًا، بل ربما نشهد ولادة كيانات جديدة، وفي مقدمتها الدولة الكردية التي طالما كانت حلمًا مؤجّلًا لكل كوردي، وأصبحت اليوم أقرب من أي وقت مضى.

إنّ قسد، بحكم الواقع الجيوسياسي، ستبقى سيفًا مسلطًا على رقاب المتطرفين من أمثال الجولاني وأعوانه. فهي ليست مجرد فصيل عسكري، بل صمام أمان يحول دون سقوط ما تبقى من سوريا في هاوية الفوضى والظلام.

لقد أدركت الولايات المتحدة أنّ قسد هي الشريك الأساسي والموثوق في محاربة الإرهاب والتطرف، على الأقل في الساحة السورية. وهذه حقيقة لا يمكن القفز فوقها أو إنكارها، مهما كانت الانتقادات الموجّهة إلى بعض ممارساتها أو خلافات بعض المكوّنات المحلية معها.



#حجي_قادو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الاستراتيجي للشرق الأوسط الجديد: خارطة طريق لتحقيق أ ...
- الكورد بين التاريخ والحق: رؤية حقوقية وسياسية
- تركيا بين صراع الأجنحة وتآكل الداخل
- من يهدّد وحدة سوريا؟
- التحولات الجغرافية... وانعكاسات الانفصال على مسار الدول الحد ...
- سورية الجديدة بين غياب القانون وفوضى السلاح
- الكورد بين حق تقرير المصير ومعضلة الشوفينية الإقليمية
- الكورد في سوريا بين سياسات البعث وجريمة الحزام العربي
- سورية بين فتات التبرعات وحكومات التسوّل
- الكورد بين قرنٍ من المعاناة وتحديات الحاضر
- عن -الشرعية- التي يمنحها ترامب لأردوغان .
- إلى من يهمّه الأمر في الشأن السياسي السوري
- اتفاق العاشر من آذار... بين السقوط السياسي وتكريس الإقصاء
- فلسطين وكردستان ... قراءة في مفارقة العلاقات والتحالفات
- احمد الشرع : من سردٍ فاشل إلى خطاب كاذب الأمم المتحدة
- قتل على الهوية والانتماء: تقارير حقوقية تكشف الجرائم المغيبة
- تفاهمات جنوب سوريا .... بين ضرورات الأمن ومخاطر التنازلات
- قراءة في خطاب الجولاني الأخير في نيويورك حول القضية الكردية ...
- قراءة في خطاب الجولاني الأخير حول القضية الكردية في سوريا
- ازدواجية المواقف وحق الشعوب في تقرير مصيرها


المزيد.....




- كيندال وكايلي جينر تخطفان الأضواء بعرض -سكاباريللي- في باريس ...
- مباشر: الجيش الإسرائيلي يعترض آخر سفن -أسطول الصمود- المتجهة ...
- بن غفير يتطاول على محتجَزي أسطول الصمود ويصفهم بـ-الإرهابيين ...
- تحقيق صحفي: الجيش الإسرائيلي تدرب على جثث نقلتها جامعة أميرك ...
- شاهد.. ركلة حرة كارثية للامين جمال في مواجهة سان جيرمان
- عالم بريطاني: سلاح الإبادة الصامتة يستخدم الآن في غزة والسود ...
- من -ديسكورد- إلى الشارع.. جيل زد بالمغرب يواصل الاحتجاج ويرف ...
- مئات المُسيرات الروسية تستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية
- تعرّف على آخر التطورات الميدانية والأوضاع الإنسانية في قطاع ...
- شاهد.. طائرات مسيرة تُجبر مطار ميونيخ على الإغلاق


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حجي قادو - قسد… صمام الأمان في وجه الفوضى السورية