أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - التحولات الجغرافية... وانعكاسات الانفصال على مسار الدول الحديثة














المزيد.....

التحولات الجغرافية... وانعكاسات الانفصال على مسار الدول الحديثة


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد العالم خلال العقود الأخيرة تغيرات جذرية في الخرائط السياسية، نتيجة لانفصال عدد من الأقاليم عن دولها الأم، مما شكّل موجة جديدة من التشكيلات الجيوسياسية. وقد أثبتت التجارب أن بعض هذه الدول الناشئة تمكنت من تحقيق نجاحات لافتة في مجالات التنمية والاقتصاد والحكم الرشيد، حتى غدت نماذج يُحتذى بها.

فعلى سبيل المثال، تعتبر دولة قطر من أبرز هذه النماذج؛ إذ تحوّلت من إمارة صغيرة كانت في فترة ما ضمن النفوذ الإقليمي للمملكة العربية السعودية، إلى دولة ذات سيادة حققت نهضة اقتصادية وعمرانية مدهشة، وباتت اليوم لاعباً إقليمياً ودولياً فاعلاً في السياسة والاقتصاد والإعلام.

كما استطاعت كوسوفو، بعد انفصالها عن صربيا، أن ترسم لنفسها مساراً مستقلاً، رغم التحديات الدولية، وحققت إنجازات كبيرة على صعيد بناء مؤسسات الدولة وتثبيت الاستقرار.

أما لوكسمبورغ، التي انفصلت عن ألمانيا قبل قرون، فقد أصبحت اليوم من أغنى دول العالم، ويُعد دخل الفرد فيها من الأعلى عالمياً، وهو ما يعكس نجاح نموذجها الاقتصادي القائم على التنوع والاستثمار الذكي.

ولا يمكن إغفال تجربة الجمهوريات التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي، مثل أوكرانيا، وروسيا، وأرمينيا، وأذربيجان، وحتى الشيشان، التي رغم مرارة الصراعات في بدايات الاستقلال، استطاعت أن تفرض حضورها وتشق طريقها نحو النمو.

تجربة تيمور الشرقية، التي انفصلت عن إندونيسيا، تُعد مثالاً آخر على رغبة الشعوب في تقرير مصيرها، حيث تمكنت من بناء دولة مستقرة نسبياً، رغم محدودية الموارد.

وفي السياق ذاته، تتنامى اليوم دعوات انفصالية أخرى في مناطق مثل السويداء وروج آفا والساحل السوري، حيث يطالب بعض أبناء هذه المناطق بكيانات مستقلة تضمن لهم حقوقهم السياسية والاقتصادية، وتوفر بيئة تسودها العدالة، والتعددية، والحرية، في مواجهة ما يرونه استبداداً مركزياً أو تهميشاً ممنهجاً.

قد يرى البعض أن هذه الدعوات محفوفة بالمخاطر، لكن تجارب التاريخ المعاصر أثبتت أن الانفصال متى ما استند إلى إرادة شعبية حقيقية وإدارة رشيدة يمكن أن يكون بداية لنهضة حقيقية وازدهار مستدام.

ختاماً، فإن خريطة العالم ليست ثابتة، بل هي كيان حي يتغير مع تغير موازين القوى وتطلعات الشعوب. ومن المهم ألا يُنظر إلى الانفصال كتهديد بالضرورة، بل كفرصة لبناء كيانات أكثر عدلاً وإنصافاً، إذا ما تمت إدارتها بحكمة ورؤية وطنية جامعة.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية الجديدة بين غياب القانون وفوضى السلاح
- الكورد بين حق تقرير المصير ومعضلة الشوفينية الإقليمية
- الكورد في سوريا بين سياسات البعث وجريمة الحزام العربي
- سورية بين فتات التبرعات وحكومات التسوّل
- الكورد بين قرنٍ من المعاناة وتحديات الحاضر
- عن -الشرعية- التي يمنحها ترامب لأردوغان .
- إلى من يهمّه الأمر في الشأن السياسي السوري
- اتفاق العاشر من آذار... بين السقوط السياسي وتكريس الإقصاء
- فلسطين وكردستان ... قراءة في مفارقة العلاقات والتحالفات
- احمد الشرع : من سردٍ فاشل إلى خطاب كاذب الأمم المتحدة
- قتل على الهوية والانتماء: تقارير حقوقية تكشف الجرائم المغيبة
- تفاهمات جنوب سوريا .... بين ضرورات الأمن ومخاطر التنازلات
- قراءة في خطاب الجولاني الأخير في نيويورك حول القضية الكردية ...
- قراءة في خطاب الجولاني الأخير حول القضية الكردية في سوريا
- ازدواجية المواقف وحق الشعوب في تقرير مصيرها
- نحو الحل الوطني الشامل للأزمة السورية
- تشكيل مرجعية كردية في سوريا
- مشاريع تحالفات جديدة
- ردٌ على تصريحات أحمد الشرع


المزيد.....




- خيانة بثمن؟.. مؤثرة تُؤمر بدفع 1.75 مليون دولار بعد علاقة غر ...
- -الوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير جدًا-.. حزب الله يتمسّ ...
- أمطار غزيرة تتسبب في فيضانات شديدة في شمال شرق إيطاليا
- الأردن: مجلس النواب يصادق على إعادة فرض الخدمة العسكرية الإل ...
- إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية في العراق
- المارشال بيتان ينكأ جراح فرنسا مجددا وفتح تحقيق بتهمة تمجيده ...
- 288 ألف أسرة يبيتون بخيام بالية بغزة وحماس تطلق نداء للعالم ...
- هل البرتغال أفضل بلا رونالدو؟.. فوز تاريخي يشعل المنصات
- مطار إسطنبول الأفضل للعائلات في العالم.. ما القصة؟
- نافذة- أبرز المؤشرات التي تكشف حجم الأزمة الغذائية في اليمن ...


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - التحولات الجغرافية... وانعكاسات الانفصال على مسار الدول الحديثة