أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حجي قادو - الكورد في سوريا بين سياسات البعث وجريمة الحزام العربي














المزيد.....

الكورد في سوريا بين سياسات البعث وجريمة الحزام العربي


حجي قادو

الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 01:35
المحور: القضية الكردية
    


لم يكن ما تعرّض له الكورد في سوريا وليد الصدفة، بل كان نتيجة سياسات ممنهجة اتبعتها الأنظمة المتعاقبة منذ استيلاء حزب البعث على السلطة. فقد شكّل ما عُرف بمشروع "الحزام العربي" إحدى أخطر الجرائم الديموغرافية في تاريخ سوريا الحديث، إذ استهدف الوجود الكوردي في مناطقه التاريخية الممتدة على طول الشريط الحدودي مع تركيا، حيث يشكّل الكورد الغالبية السكانية.

الكورد في سوريا لم يكونوا غرباء على هذه الأرض، بل هم من سكانها الأصليين وأصحاب تاريخ ضارب في الجذور وحضارة عريقة سبقت استيطان القبائل العربية. غير أنّ صعود حزب البعث في كلٍّ من سوريا والعراق أطلق سياسات عدائية ممنهجة ضدهم، تجلّت في الإقصاء والتهميش والحرمان، وبلغت ذروتها بتجريد عشرات الآلاف منهم من الجنسية السورية عبر إحصاء عام 1962، في خطوة هدفت بوضوح إلى طمس الهوية القومية وسلب حقوق المواطنة.

وبعد نكسة حزيران 1967، كان المنتظر أن يقيم النظام السوري "حزاماً عربياً" على حدود الجولان المحتل، لكنه بدلاً من ذلك قرّر عام 1968 تنفيذ مشروعه في المناطق الكوردية. فانتُزعت الأراضي من أصحابها الكورد، ورُحّلوا قسراً عن قراهم، بينما جرى استقدام العرب "الغُمر" والبدو من الرقة لإسكانهم في تلك المناطق. وقد شمل المشروع استملاك شريط حدودي بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود مع تركيا، رافقته عملية تغيير ممنهج لأسماء القرى الكوردية وإحلال أسماء عربية بدلاً منها. وكان الهدف واضحاً: تفكيك النسيج الاجتماعي، وزرع الفتنة بين العرب والكورد، وترك المنطقة غارقة في الفقر والتوتر، كي ينشغل الكوردي بلقمة العيش بدل المطالبة بحقوقه القومية المكفولة بالعهود والمواثيق الدولية.

واليوم، وبعد أكثر من ستة عقود على هذه السياسات الإقصائية، يبرز سؤال جوهري أمام الإدارة الذاتية:

لماذا يخيّم الصمت على جريمة التغيير الديموغرافي التي مورست بحق الشعب الكوردي؟

لماذا لا يُفتح ملف "الحزام العربي" الذي صادر أراضي الكورد لصالح المستقدمين الجدد؟

ولماذا لا تُعاد الأملاك إلى أصحابها الأصليين، ما دام القرار أصبح اليوم بيد الإدارة الذاتية في ظل العقد الاجتماعي الحالي الذي ينصّ على ردّ الحقوق إلى أصحابها؟


لقد قدّم الكورد تضحيات جسيمة في سبيل الحرية والكرامة، ومن واجب الإدارة الذاتية أن تترجم شعارات العدالة والحرية إلى خطوات عملية تُعيد الحقوق إلى أهلها الشرعيين، وتردّ الأراضي المغتصبة إلى أصحابها. فهذا وحده ما يرسّخ الثقة بين الشعب الكوردي والإدارة، ويمنحها المصداقية التي تحتاجها.

إن بقاء هذا الملف عالقاً يثير تساؤلات عميقة حول موقف الإدارة الذاتية، وما إذا كان ثمة قبول ضمني باستمرار آثار جريمة الحزام العربي. فالمهجّرون من قراهم منذ ستين عاماً ما زالوا ينتظرون العودة إلى بيوتهم وأراضيهم وذكرياتهم.

ويبقى الأمل قائماً بأن لا يتحوّل حلم العودة إلى كابوس جديد أشدّ قسوة من مظالم البعث، وأن تتحقق العدالة التاريخية لشعب عانى طويلاً من الإقصاء والحرمان، كي يُطوى هذا الفصل المظلم من تاريخ سوريا وتُفتح صفحة جديدة عنوانها الإنصاف والمساواة.



#حجي_قادو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية بين فتات التبرعات وحكومات التسوّل
- الكورد بين قرنٍ من المعاناة وتحديات الحاضر
- عن -الشرعية- التي يمنحها ترامب لأردوغان .
- إلى من يهمّه الأمر في الشأن السياسي السوري
- اتفاق العاشر من آذار... بين السقوط السياسي وتكريس الإقصاء
- فلسطين وكردستان ... قراءة في مفارقة العلاقات والتحالفات
- احمد الشرع : من سردٍ فاشل إلى خطاب كاذب الأمم المتحدة
- قتل على الهوية والانتماء: تقارير حقوقية تكشف الجرائم المغيبة
- تفاهمات جنوب سوريا .... بين ضرورات الأمن ومخاطر التنازلات
- قراءة في خطاب الجولاني الأخير في نيويورك حول القضية الكردية ...
- قراءة في خطاب الجولاني الأخير حول القضية الكردية في سوريا
- ازدواجية المواقف وحق الشعوب في تقرير مصيرها
- نحو الحل الوطني الشامل للأزمة السورية
- تشكيل مرجعية كردية في سوريا
- مشاريع تحالفات جديدة
- ردٌ على تصريحات أحمد الشرع


المزيد.....




- الجامعة العربية تدعو الأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الد ...
- نادي الأسير وهيئة الأسرى: مصادقة الاحتلال على قانون إعدام ال ...
- تونس تدعو المجتمع الدولي لإنهاء الحصار الإسرائيلي والمجاعة ب ...
- معاناة النازحين الفلسطينيين تتفاقم جنوب غزة
- هيئتان حقوقيتان: مصادقة الكنيست على إعدام أسرى فلسطينيين توح ...
- لجنة بالكنيست تصدق على طرح مشروع قانون لإعدام أسرى فلسطينيين ...
- مدينة غزة تباد.. إسرائيل تدمر -برج مكة- وتشرد آلاف النازحين ...
- قراءة أولى.. لجنة بالكنيست تمرر مشروع قانون -إعدام الأسرى-
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وإصابات واعتقالات بمدن الضفة ...
- مصرع صوماليتين أثناء محاولة لعبور المانش وإنقاذ عشرات المهاج ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حجي قادو - الكورد في سوريا بين سياسات البعث وجريمة الحزام العربي