حجي قادو
الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 04:41
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لم يحمل خطاب أحمد الشرع رئيس مؤقت لسورية أي مضمون حقيقي يُعبّر عن تطلعات الشعب السوري، بل جاء إنشائياً فارغاً، يفتقر إلى الجدية، خالياً من أي بادرة انفراج أو إشارة صادقة إلى المصالحة الوطنية. وتجاهل عمداً ذكر المجازر والانتهاكات التي ارتُكبت بحق أبناء الساحل والسويداء ومناطق سورية أخرى، وكأن دماء الضحايا ليست جزءاً من المشهد السوري ولا من ذاكرة البلاد المثخنة بالجراح .
قدّم الشرع صورة وردية لسوريا ما بعد النظام، مصوّراً إياها كـ"جنة على أرض الشام"، وجعل من نفسه ملاكاً منزهاً يدير البلاد بالعدل والمساواة، متجاهلاً الحقوق الأساسية للمكونات السورية المتنوعة، وما تعرضت له من إقصاء وتهميش ممنهج.
خطابه لم يكن سوى رصفٍ للكلمات وتكديسٍ للجُمل، بلا مضمون ولا معنى، أشبه بمحاولة يائسة لتزييف الواقع. وكل من تابع حديثه في قاعة الأمم المتحدة، أمام قادة العالم، خرج بانطباع واحد: أننا أمام خطاب فاشل يكشف حجم انفصاله التام عن معاناة السوريين وواقعهم المرير.
الأغرب من ذلك أنه وجّه شكره لتركيا، مفضلاً إياها على المملكة العربية السعودية، في خطوة تعكس قصوراً سياسياً واضحاً، وتثير بطبيعة الحال استياء الرياض، وعلى رأسها الأمير محمد بن سلمان، الذي لن ينظر بعين الرضا لمثل هذا التصرّف غير المدروس. فالعرب كانوا يأملون أن تعود سوريا إلى حضنها العربي، لا أن تُدفع مجدداً إلى أحضان العثمانية.
لقد بدا الشرع أثناء إلقاء كلمته مرتبكاً، وجهه محمرًّا وملامحه مرتعشة، وكأن جسده يفضح كذبه. فهو يدرك تماماً أن ما يقوله لا يمتّ للحقيقة بصلة. لم ينطق بكلمة صادقة، حتى عندما زعم: "انتقلت سورية من بلد يصدّر الأزمات إلى بلد يسعى للسلام والاستقرار"؛ عبارة لم تُسمع إلا كدليل إضافي على حجم الزيف الذي يغلف خطابه.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟