نحو الحل الوطني الشامل للأزمة السورية

حجي قادو

الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نحو حلٍّ وطني شامل للأزمة السورية

تتسابق القوى الإقليمية والدولية في البحث عن حلول للأزمة السورية، كلٌّ وفق ما يتوافق مع مصالحه؛ بدءًا من الولايات المتحدة وتركيا، وصولًا إلى إسرائيل. غير أنّ أي حلٍّ دائم وشامل وعادل لهذه الأزمة المستعصية لا يمكن أن يتحقق إلّا على أسس وطنية متينة، بعيدة عن التدخلات الخارجية وأجنداتها.
ولتحقيق ذلك، ينبغي أن يستند أي مسار للحل إلى المبادئ الآتية:
1. ضمان الحقوق المتساوية لجميع المكوّنات السورية ضمن إطار دستور وطني جامع، يرسّخ قيم المواطنة والمساواة.
2. رفض الاستقواء بالخارج، والتمسك الصارم بالسيادة الوطنية من قِبل جميع الأطراف السياسية المتصارعة.
3. الدعوة إلى حوار صادق وشامل بين جميع الفرقاء السوريين، بعيدًا عن أي وصاية أو وساطة خارجية.

لقد أثبت التاريخ أن الحلول المرقّعة والمفروضة من الخارج لا تدوم طويلًا، إذ سرعان ما تتهاوى مع أوّل أزمة إقليمية أو داخلية، ما لم تستند إلى عقد اجتماعي وطني متماسك يضمن حقوق الكُرد وسائر المكوّنات ضمن إطار وحدة البلاد وسيادتها.

إنّ قوة القيادة الحقيقية تنبع من اعتمادها على إرادة شعبها وصلابة الموقف الوطني، لا من رهانات على دعم تركي أو غيره من القوى الإقليمية. فالارتهان للخارج يضعف ثقة المواطنين بقيادتهم، ويقوّض نزاهة السلطة وفاعلية القضاء، ويفتح الباب أمام انقسامات أعمق وأشدّ ألمًا.

لذلك، يجب أن يبقى الحل في سوريا حلًّا سوريًّا خالصًا، بعيدًا عن الضغوط أو الإملاءات الخارجية، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. كما لا يمكن تصور أنّ الصدام العسكري مع قوات "قسد" قد يشكّل بديلًا عن الحوار الوطني، أو أنّ منطق القوة وحده يمكن أن يوحّد الجغرافيا السورية.

إنّ المفاوضات الجادة مع "قسد" والوفد المشترك المنبثق عن مؤتمر قامشلي تمثّل السبيل الواقعي للوصول إلى حلٍّ متكامل مع شرق الفرات، شرط أن تُقدَّم للكُرد ضمانات دستورية واضحة في المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية.

وفي هذا السياق، ينبغي ترجمة النداءات المتكرّرة التي أطلقها عدد من الزعماء الكُرد بشأن السلام، سواء داخل سوريا أو في تركيا، إلى خطوات عملية ملموسة تعزّز فرص التسوية الشاملة.

إنّ بناء سوريا جديدة يتطلّب إرادة وطنية صادقة، وعقدًا اجتماعيًا جامعًا، يضع حدًّا للنزاعات، ويؤسس لدولة المواطنة والعدالة، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والتجاذبات الإقليمية.

#حجي_قادو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل