ردٌ على تصريحات أحمد الشرع

حجي قادو

الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ردٌّ على تصريحات أحمد الشرع: الوطنية لا تُقاس بالادّعاء، ولا بالخطاب الإقصائي

في مقابلة تلفزيونية عبر قناة "الإخبارية السورية"، صرّح السيد أحمد الشرع بأن "قسد لا تمثّل الكُرد في شمال وشرق سوريا"، مضيفًا أن "70% من الجزيرة السورية تتكوّن من المكوّن العربي"، في محاولة ضمنية لإسقاط شرعية مكوّنات سياسية واجتماعية واسعة، وكأنه يعبّر وحده عن كل العرب في سوريا.

إن مثل هذه التصريحات لا تعبّر إلا عن رؤية ضيّقة تتناقض مع الواقع السوري المتنوع والمعقّد. السيد الشرع، متناسياً أو متجاهلاً، يبدو أنه لا يدرك أن معظم المناطق السورية من الساحل، إلى السويداء، إلى شمال وشرق سوريا ترفض مثل هذا النهج الإقصائي الذي يروّج له. بل حتى بين العرب السنّة، الذين يحاول التحدث باسمهم، هناك تباين واسع في المواقف والانتماءات، ولا يمكن اختزالهم في خطابٍ واحد أو موقفٍ واحد، ناهيك عن محاولة تنصيب نفسه ممثلاً وحيداً لهم.

أما بالنسبة للمكوّنات الأخرى ،الكُرد، والسريان، والآشوريين، والإيزيديين، والمسيحيين فإنها لم ولن تقبل بأن يُفرض عليها من لا يعترف بوجودها وحقوقها، أو يتعامل معها من منطلق الوصاية أو التهميش.

وإننا نقولها بكل وضوح وشفافية: إن مجيئك إلى دمشق يا سيد الشرع، لم يكن نتيجة انتخابات نزيهة تعبّر عن إرادة السوريين، ولا كان نتيجة معركة تحرّرية كما تدّعون. بل جاء ضمن توافقات دولية وإقليمية، يعرفها القاصي والداني. وإن كنت تمثّل اليوم تيارًا أو جماعة، فهو لا يتعدى فئة محدودة مرتبطة بماضٍ دموي من تنظيمات متطرفة، من "داعش" إلى "جبهة النصرة" وما شابهها، وهي التي لم تجلب لسوريا سوى الويلات.

لذا، لا داعي لأن تتطاول على باقي مكونات الوطن أو أن تزايد على وطنيّتهم. فالوطنية لا تُقاس بالصوت المرتفع، ولا بالمزايدات، ولا بفوهة البندقية، بل تُقاس بالاعتراف بالآخر، وبالحرص على التعددية، وبالالتزام بمبدأ المواطنة المتساوية، الذي يضمن لكل السوريين مكانهم ودورهم في مستقبل البلاد.

سوريا لا تختصر بشخص، ولا بطائفة، ولا بجهة سياسية. سوريا دولة لكل مكوناتها، ومن يتحدث باسمها عليه أولاً أن يحترم تنوّعها، لا أن يسعى لإقصائه.

#حجي_قادو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل