أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - تركيا بين صراع الأجنحة وتآكل الداخل














المزيد.....

تركيا بين صراع الأجنحة وتآكل الداخل


حجي قادو

الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُقال إن القطّ قد تأكل أبناءها أحيانًا لأسباب غامضة يعجز البشر عن تفسيرها. وهذا ما يشبه ما يحدث اليوم في تركيا؛ حيث بدأ أردوغان يأكل أبناء مشروعه السياسي، وأبناء السلطة بدورهم يأكلون بعضهم بعضًا، لتدخل تركيا في مرحلة التآكل من الداخل.

على مدى السنوات الماضية، حاولت الدوحة إنقاذ الاقتصاد التركي عبر منح قروض واستثمارات ضخمة، مكّنت أنقرة من التقاط أنفاسها مؤقتًا. لكن سرعان ما عادت الأزمة الاقتصادية لتتفاقم، وتضخّمت الديون، وبدأت كبريات الشركات التركية تنهار، إلى أن وصل الأمر بتركيا إلى بيع أو تأجير مطارات كبرى في إسطنبول، ومرافئ وطرق سريعة وجسور، بل وربما مستشفيات، لمستثمرين أجانب أو للقطاع الخاص.

في موازاة هذا الانهيار الاقتصادي، تدور حرب خفية في كواليس حزب العدالة والتنمية بين كبار المسؤولين، وهي حرب تنعكس مباشرة على سلطة أردوغان وسياساته. وقد برز هذا الصراع بشكل أوضح عقب زيارة أردوغان الأخيرة إلى البيت الأبيض، والتي وصفها الإعلام التركي الرسمي بأنها "ناجحة وإيجابية"، فيما اعتبرها وزير الخارجية هاكان فيدان "فاشلة بكل المقاييس".

كشف فيدان المستور حين أشار إلى أنّ العقوبات الأمريكية على تركيا ما زالت قائمة، وأن واشنطن رفضت بيع محركات طائرات "نافاسا"، ما فضح هشاشة الادعاءات التركية حول "الصناعة المحلية" في مجال الطيران العسكري. توقفت الشركة المعنية عن العمل، واندلع خلاف حاد بين هاكان فيدان وبين بيرقدار، صهر أردوغان والمتربع على عرش الصناعات العسكرية. وبات واضحًا أن الخلاف يتمحور حول من سيخلف أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

هذا الصراع تعمّق أكثر مع اختفاء رئيس كبرى شركات تصنيع الصواريخ في تركيا، في ظل اتهامات بعلاقته الوطيدة بهاكان فيدان، الذي يُعتقد أنه يعوّل على هذه الشركة لتأمين دعم مالي لحملته المحتملة للرئاسة. ومع ذلك، فإن أردوغان عاجز عن إقصاء فيدان من منصبه، كما فعل سابقًا مع أحمد داوود أوغلو، لأن فيدان يمتلك أسرارًا خطيرة عن الدولة، بحكم توليه رئاسة جهاز الاستخبارات لأكثر من عقد. وهو مطلع على تفاصيل "المسرحية الانقلابية" عام 2016 التي استغلها أردوغان لترسيخ حكمه.

من جهة أخرى، فجّرت المعارضة مفاجأة بكشفها عن زيارة سرية قام بها نجل دونالد ترامب إلى تركيا، وإبرامه صفقة غاز ونفط مع أردوغان قبيل زيارة الأخير إلى واشنطن. وقد أصيب أردوغان بصدمة من تسريب هكذا معلومات حساسة إلى الإعلام، ووجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى هاكان فيدان، وسط شكوك بأنه ربما يتواصل مع المعارضة ضد أردوغان وصهره بيرقدار.

هذا المشهد المعقّد استدعى دخول رئيس جهاز الاستخبارات الحالي على الخط، حيث أكد أن فيدان بات يشكل عقبة أمام حل العديد من القضايا الداخلية، وعلى رأسها القضية الكردية في تركيا. فبينما يدفع فيدان نحو الحل العسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية، يرى رئيس الاستخبارات أنّ الأفضل هو تجنّب الحرب والسعي إلى تسوية سياسية عبر الحوار.

هكذا تبدو تركيا اليوم: صراع داخلي بين أجنحة السلطة، أزمة اقتصادية تتفاقم، خلافات حول الملفات الإقليمية، وتآكل في ثقة الحلفاء. وإذا كانت القطط تأكل أبناءها بدافع غريزي غامض، فإن أردوغان بدأ يأكل مشروعه السياسي بوعي أو بغير وعي، ليدخل هو وحزبه مرحلة صراع داخلي قد تكون أخطر من كل ما واجهته تركيا في العقدين الأخيرين.



#حجي_قادو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يهدّد وحدة سوريا؟
- التحولات الجغرافية... وانعكاسات الانفصال على مسار الدول الحد ...
- سورية الجديدة بين غياب القانون وفوضى السلاح
- الكورد بين حق تقرير المصير ومعضلة الشوفينية الإقليمية
- الكورد في سوريا بين سياسات البعث وجريمة الحزام العربي
- سورية بين فتات التبرعات وحكومات التسوّل
- الكورد بين قرنٍ من المعاناة وتحديات الحاضر
- عن -الشرعية- التي يمنحها ترامب لأردوغان .
- إلى من يهمّه الأمر في الشأن السياسي السوري
- اتفاق العاشر من آذار... بين السقوط السياسي وتكريس الإقصاء
- فلسطين وكردستان ... قراءة في مفارقة العلاقات والتحالفات
- احمد الشرع : من سردٍ فاشل إلى خطاب كاذب الأمم المتحدة
- قتل على الهوية والانتماء: تقارير حقوقية تكشف الجرائم المغيبة
- تفاهمات جنوب سوريا .... بين ضرورات الأمن ومخاطر التنازلات
- قراءة في خطاب الجولاني الأخير في نيويورك حول القضية الكردية ...
- قراءة في خطاب الجولاني الأخير حول القضية الكردية في سوريا
- ازدواجية المواقف وحق الشعوب في تقرير مصيرها
- نحو الحل الوطني الشامل للأزمة السورية
- تشكيل مرجعية كردية في سوريا
- مشاريع تحالفات جديدة


المزيد.....




- اصطدام طائرتين إقليميتين لشركة -دلتا- بمطار في نيويورك.. إلي ...
- إيلون ماسك يصبح أول شخص في العالم تتجاوز ثروته 500 مليار دول ...
- مقتل جمال خاشقجي: مسار القضية من تركيا إلى السعودية
- حماس ومقترح ترامب حول غزة.. هل من خيار؟
- المغرب: قتيلان وجرحى جراء احتجاجات تلتها أعمال شغب في البلاد ...
- تحديات لوجستية وأمنية أمام الانتخابات السورية
- قتيلان ومصابون على خلفية الاحتجاجات بالمغرب
- إسبانيا تعتزم التحقيق مع أي شركة تتعامل مع إسرائيل
- عاجل | وزارة الصحة اللبنانية: شهيدان ومصاب في حصيلة أولية لغ ...
- بعد عرض -فيها إيه يعني-.. ماجد الكدواني يستعد لمسلسل في رمضا ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - تركيا بين صراع الأجنحة وتآكل الداخل