أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حجي قادو - عيد نوروز بلا عطلة... والهوية الكردية بلا اعتراف!














المزيد.....

عيد نوروز بلا عطلة... والهوية الكردية بلا اعتراف!


حجي قادو

الحوار المتمدن-العدد: 8486 - 2025 / 10 / 5 - 23:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


صدر اليوم في دمشق مرسومٌ رئاسي جديد حدد المناسبات الرسمية المعتمدة في سوريا، حيث تم إقرار يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عيداً للتحرير، واعتبار يوم 18 آذار/مارس 2011 عيداً للثورة السورية.

وفي المقابل، ألغى المرسوم عدداً من المراسيم الجمهورية السابقة، منها ما يتعلق بـ حرب تشرين عام 1973 ويوم الشهيد في 6 أيار، وهو إجراءٌ لقي ترحيباً نسبياً في الأوساط السورية، بوصفه خطوة رمزية نحو إعادة صياغة الذاكرة الوطنية.
غير أنّ المفارقة المؤلمة تمثلت في الإبقاء على المرسوم الجمهوري السابق الذي يرفض الاعتراف بعيد نوروز الكردي (21 آذار)، ويعتبره بدلاً من ذلك عيد الأم.

عيد نوروز... فرحٌ مؤجل وهوية مُغَيَّبة

مرَّ المرسوم مرور الكرام على واحدة من أهم المناسبات القومية والاجتماعية في البلاد، دون الإشارة إلى عيد نوروز الذي يحتفل به ملايين الكُرد، ومعهم طيف واسع من السوريين من مختلف المكونات، منذ مئات السنين.
وهكذا، بقي نوروز بلا عطلة... وبلا اعتراف، في تجاهلٍ فاضحٍ لمشاعر وانتماء شريحةٍ كردية أصيلةٍ من المجتمع السوري.
هذا القرار أثار استياءً عميقاً في الشارع الكردي، إذ شعر كثيرون بأنّ وطنيتهم تعرّضت للاختبار قبل أن تُمسَّ مشاعرهم القومية.
فهل يُعقل أن تتحدث الدولة عن “المواطنة المتساوية” بينما تُنكر في الوقت ذاته رموز ثقافةٍ وهويةٍ ضاربةٍ في عمق التاريخ السوري؟

الإحصاء الاستثنائي... جرح لم يُغلق بعد

الأغرب من ذلك أنّ المرسوم تجاهل تماماً الإشارة إلى نتائج الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة، الذي أُجري في مثل هذا اليوم قبل ثلاثةٍ وستين عاماً، وجرّد مئات الآلاف من الكُرد من جنسيتهم وحقوقهم المدنية.
ذلك الإحصاء الذي يُعدّ واحداً من أكثر القرارات تمييزاً وإجحافاً في تاريخ الدولة السورية الحديثة، ظلّ دون مراجعة أو اعتذار رسمي حتى اليوم ،
استمرارية الإقصاء... من الحكومات السابقة إلى المؤقتة .
للأسف، لم تختلف المراسيم الصادرة عن الحكومة المؤقتة اليوم عن تلك التي صدرت في عهد النظام السابق، سواء في نظرتها إلى الكُرد أو في تعاملها مع قضيتهم القومية العادلة.
فالكُرد السوريون ما زالوا يعيشون في دوائر الإهمال والتهميش والنسيان، وكأنّ تاريخهم وثقافتهم لا يشكّلان جزءاً من الهوية الوطنية الجامعة.
كيف يمكن لحكومةٍ تتحدث عن “دولة المواطنة” أن تتجاهل في الوقت ذاته عيداً يحتفي به ملايين المواطنين من الكُرد والعرب معاً، في روج آفا وسائر مناطق سوريا؟
حتى في عهد النظام البعثي، على ما فيه من عنصرية وشوفينية، لم يُمحَ نوروز من ذاكرة الكورد ولا من وجدانهم .

الحقوق القومية تُنتزع ولا تُمنح

إنّ الحقوق القومية لا تُكرَّس بالبيانات ولا بالإدانات، بل تُصان بإرادة الشعوب وإصرارها على نيل الاعتراف والعدالة.
فإذا كان عيد نوروز، بكل رمزيته الحضارية والإنسانية، لا يستحق يوماً واحداً في السنة، فكيف يمكن لحكومةٍ مؤقتةٍ أن تخاطب السوريين بشعارات المساواة والشراكة الوطنية؟
إنّ تجاهل نوروز ليس مجرد إسقاط لعيد، بل إسقاط لجزء من هوية وطنٍ متنوعٍ بتاريخه وثقافاته.
فالوطنية الحقيقية لا تُقاس بعدد الشعارات، بل بمدى احترام التنوع والاعتراف بالآخر.



#حجي_قادو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات السورية بين -منزلتين-: شرعية مفقودة ومسرحية مكشوف ...
- من يهدّد وحدة الأراضي السورية اليوم؟
- لا تسلموا السلاح... لا تسلموا القضية الكوردية
- قسد… صمام الأمان في وجه الفوضى السورية
- المشروع الاستراتيجي للشرق الأوسط الجديد: خارطة طريق لتحقيق أ ...
- الكورد بين التاريخ والحق: رؤية حقوقية وسياسية
- تركيا بين صراع الأجنحة وتآكل الداخل
- من يهدّد وحدة سوريا؟
- التحولات الجغرافية... وانعكاسات الانفصال على مسار الدول الحد ...
- سورية الجديدة بين غياب القانون وفوضى السلاح
- الكورد بين حق تقرير المصير ومعضلة الشوفينية الإقليمية
- الكورد في سوريا بين سياسات البعث وجريمة الحزام العربي
- سورية بين فتات التبرعات وحكومات التسوّل
- الكورد بين قرنٍ من المعاناة وتحديات الحاضر
- عن -الشرعية- التي يمنحها ترامب لأردوغان .
- إلى من يهمّه الأمر في الشأن السياسي السوري
- اتفاق العاشر من آذار... بين السقوط السياسي وتكريس الإقصاء
- فلسطين وكردستان ... قراءة في مفارقة العلاقات والتحالفات
- احمد الشرع : من سردٍ فاشل إلى خطاب كاذب الأمم المتحدة
- قتل على الهوية والانتماء: تقارير حقوقية تكشف الجرائم المغيبة


المزيد.....




- وسط حزن على مقتل طالب.. القضاء يلاحق 60 متظاهرا بالمغرب
- فرنسا : الإعلان عن تشكيلة حكومية تندرج في إطار-الاستمرارية- ...
- فرنسا: ماكرون يعلن عن تشكيلة حكومة لوكورنو الجديدة وسط أزمة ...
- الجيش الإسرائيلي: نفذنا عشرات العمليات جنوبي سوريا في الشهري ...
- أكثر من 60 قتيلا في النيبال والهند بسبب الفيضانات
- زامير يهدد بالعودة للحرب على غزة
- تفويض الجيش الأميركي استهداف سفن يشتبه نقلها مخدرات بالكاريب ...
- وقفات التضامن.. سبيل ذوي أسرى الضفة لمؤازرة أبنائهم
- أخطر مناطق أوروبا.. تعرف إلى ممر قد يشعل فتيل حرب روسيا والن ...
- صاحب مبادرة لسنا أرقاما: الغرب يرى الفلسطيني إرهابيا ومشروعن ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حجي قادو - عيد نوروز بلا عطلة... والهوية الكردية بلا اعتراف!