حجي قادو
الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 13:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تزال تركيا تُبدي قلقاً متزايداً حيال التطورات السياسية والإدارية في مناطق شمال وشرق سوريا (روج آفا)، حيث عبّر مصدر في وزارة الدفاع التركية لوكالة "رويترز"، قبل أيام ، عن موقف أنقرة الرافض للحكم الذاتي في سوريا، مشدداً على أن "قوات سوريا الديمقراطية يجب أن تبرهن بشكل ملموس التزامها باتفاق الاندماج مع حكومة دمشق"، مضيفاً أن "وحدة الأراضي السورية أمر ضروري لاستقرار المنطقة".
هذا التصريح يعكس استمرار الموقف التركي المتوجس من أي صيغة حكم لا مركزية أو ذاتية في سوريا، وخاصة تلك التي يقودها الكُرد، على الرغم من أن مشروع الإدارة الذاتية لا يدعو للانفصال، بل يطالب بحل ديمقراطي يضمن حقوق كافة المكونات السورية ضمن إطار الدولة السورية الموحدة.
تجاهل تركي لمطالب الكرد المشروعة
اللافت أن أنقرة لم تتطرق في تصريحاتها إلى أحد البنود الجوهرية في مسودة الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، والذي ينص على ضرورة الاعتراف بالكرد كشعب أصيل في سوريا، وعلى إدراج ذلك بوضوح في الإعلان الدستوري والدستور المستقبلي للبلاد.
كما تجاهلت تركيا الحديث عن أية ضمانات حقيقية تضمن حقوق الكرد في سوريا المستقبل، سوريا الخالية من الإرهاب والتطرف، سواء من تنظيم "داعش" أو من جماعات مدعومة تركياً، مثل "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً).
ازدواجية في المواقف
من المفارقات التي تثير تساؤلات جدية، أن أنقرة تبدو متسامحة أو صامتة تجاه تواجد جماعات متطرفة تضم عناصر من أوزبكستان، الشيشان، كازاخستان، وأفغانستان، بل وحتى بعض السوريين المنضوين ضمن صفوف "جبهة النصرة"، المصنفة دولياً كتنظيم إرهابي.
وفي المقابل، تواصل رفضها الاعتراف بالكرد، الذين أثبتوا التزامهم بالقيم الديمقراطية، ودافعوا بشجاعة عن أرضهم وكرامتهم، وقدّموا تضحيات جسيمة في مواجهة الإرهاب، نيابة عن العالم بأسره.
الكرد شركاء لا تهديد
إن الكرد في سوريا ليسوا خطراً على أحد، بل هم مكون وطني أصيل، لعب دوراً محورياً في حماية وحدة سوريا ومكافحة الإرهاب. وإن إقصاءهم من أية تسوية سياسية مستقبلية، أو تجاهل مطالبهم العادلة، لا يخدم استقرار سوريا ولا استقرار المنطقة.
إن الحل في سوريا يمرّ عبر الاعتراف بجميع المكونات، وضمان حقوقهم السياسية والثقافية، بما في ذلك حق الكرد في إدارة مناطقهم ضمن إطار الدولة السورية، واحترام تضحياتهم وتاريخهم، لا عبر المقاربات الأمنية أو الحسابات الجيوسياسية الضيقة.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟