حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 00:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهدت الأيام الأخيرة تطورًا لافتًا في الساحة السورية عقب الزيارة التي أجراها وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة أسعد الشيطاني إلى موسكو. فبحسب ما أوردته عدد من وسائل الإعلام، شهدت القاعدة الروسية في جبلة تحركات وتعزيزات عسكرية غير مسبوقة، إذ هبطت نحو تسع طائرات شحن عملاقة محمّلة بمعدات عسكرية ثقيلة وعتاد لوجستي متنوع.
وفي الوقت ذاته، تحركت أربعة أرتال عسكرية من قاعدة طرطوس البحرية باتجاه قاعدة حميميم الجوية، تضم ما يقارب مئة شاحنة محمّلة بالمعدات والأسلحة، في مشهد يعيد إلى الأذهان مرحلة التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا إبّان عهد نظام بشار الأسد.
تلك المرحلة التي امتدت لأكثر من تسع سنوات شهدت خلالها البلاد دمارًا واسعًا نتيجة القصف الجوي الروسي، الذي ساهم في إطالة أمد الحرب وتكريس مأساة الشعب السوري. واليوم، يبدو أن المشهد يعاد إنتاجه بوجوه جديدة، ولكن بالمنهجية ذاتها؛ إذ تشير التطورات الأخيرة إلى أن الحكومة السورية المؤقتة تسعى إلى إعادة تفعيل الدور الروسي بذريعة "التعاون الأمني والاستقرار"، غير مدركة أو متناسية عمدًا حجم الكوارث التي خلّفها الوجود الروسي سابقًا على الأرض السورية.
إنّ طلب الوزير أسعد الشيطاني ببقاء القواعد الروسية في مواقعها الحالية، يثير تساؤلات جدّية حول طبيعة العلاقة بين الحكومة المؤقتة وموسكو، وما إذا كانت هذه الخطوة تمثل عودة مقنّعة للوصاية الروسية تحت غطاء الشرعية المؤقتة. فهل يُعقل أن يعيد السوريون استدعاء القوة ذاتها التي ساهمت في معاناتهم وتشريدهم؟
إنّ التاريخ القريب لا يزال شاهدًا على حجم الدمار الذي لحق بالشعب السوري جراء الوجود العسكري الروسي، ولا سيما في جبلة وحميميم، حيث انطلقت الطائرات التي قصفت المدن والبلدات السورية بلا رحمة. واليوم، تتكرر الصورة ذاتها ولكن بلغة دبلوماسية جديدة، عنوانها "التعاون" وهدفها الحقيقي "تثبيت النفوذ".
إنّ ما يجري ليس سوى تدوير للأدوار وتغيير للأسماء، فيما تبقى المعاناة ذاتها والدم السوري هو الثمن الدائم لكل صفقات السلطة.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟