حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 11:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فلِمَ لا؟
أن يصبح كُرد روج آفا جيرانًا لتركيا، بدلاً من أن تكون هيئة تحرير الشام (HTŞ) هي الجارة المباشرة لها، وتُقام بين الجانبين علاقات حسن الجوار والمصالح المشتركة.
فهل ستقوم القيامة حينها؟
يبدو أن الخطاب المفاجئ الذي ألقاه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، السيد مظلوم عبدي، في الذكرى العاشرة لتأسيس قوات سوريا الديمقراطية وذراعها "قوات مكافحة الإرهاب"، يحمل في طيّاته دلالاتٍ عميقة تتجاوز الاحتفال الرمزي. إذ أشار عبدي إلى إمكانية اندماج هذه القوات في الجيش السوري بهدف مكافحة الإرهاب على كامل الجغرافيا السورية.
ويأتي هذا التصريح في ظل الحديث عن لقاء مرتقب بين اللجان العسكرية التابعة للطرفين، لجنة من "قسد" ستتوجّه إلى دمشق قريبًا لمناقشة سبل التعاون والاندماج في إطار محاربة تنظيم داعش، بدعم ومساندة من التحالف الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.
غير أن هذه الخطوة، رغم ما تحمله من ملامح إيجابية في ظاهرها، تثير مخاوف جدّية في أوساط المجتمع في روج آفا، خشية أن تكون فخًّا سياسيًا وعسكريًا منصوبًا لـ"قسد"، من قبل كلٍّ من التحالف الدولي وسلطة دمشق، عبر تكليفها بمهمة محاربة الإرهاب في عموم الأراضي السورية، بما في ذلك المناطق البعيدة عن مناطق نفوذها التقليدية.
ذلك أن توزيع قوات "قسد" على كامل التراب السوري سيُضعف من حضورها في مناطقها الأساسية، ويترك فراغًا أمنيًا خطيرًا في روج آفا، وهو ما قد تستغله أطراف إقليمية أو محلية أخرى.
وبحسب مؤشرات عدة، قد تكون هذه الخطوة بدايةً فعلية لانضمام قسد إلى الجيش السوري رسميًا، تبدأ بدمج وحدات "مكافحة الإرهاب" (YAT) ضمن التشكيلات العسكرية السورية، تنفيذًا للبند الأول من اتفاق 10 آذار، في حين لم يُنفَّذ البند الأهم في هذا الاتفاق، وهو الاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكردي سياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا.
ورغم أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتوسيع نطاق العمليات ضد الجماعات المتطرفة التي ما زالت تُشكّل تهديدًا للأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة، إلا أن المراقبين يرون أن التحالف الدولي يسعى من خلالها إلى تكليف قسد بمهمة رسمية موسَّعة تتجاوز حدود مناطق الإدارة الذاتية، وهو ما يعكس من جهةٍ ثقةً متزايدة بقدراتها العسكرية والتنظيمية، لكنه من جهة أخرى قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الغموض السياسي حول مستقبلها ودورها في سوريا المقبلة.
ويبقى الأمل الأكبر أن تُمهّد هذه التطورات الطريق أمام عودة المهجّرين إلى ديارهم في مدن مثل رأس العين، وتل أبيض، وعفرين، وأن تُفتح صفحة جديدة تُعيد التوازن والعدالة إلى المشهد السوري، بدلًا من أن يُعاد إنتاج الصراعات ذاتها بلبوسٍ جديد.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟