حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8508 - 2025 / 10 / 27 - 10:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن مستقبل هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي الحالي، يسير نحو منعطفٍ خطير بعد عقودٍ من خدمته الطويلة في سبيل الدولة التركية، إذ بات يترنّح اليوم بين منصبه الرفيع وقضية شهادته المزوّرة التي تهدّد تاريخه السياسي والأمني.
ولعلّ المفارقة المؤلمة أن من عاش عمره كلّه في خدمة السلطة، ورفع راية الولاء لأردوغان، يجد نفسه اليوم مهدّدًا من نفس الدائرة التي صنعته. فالتاريخ التركي السياسي حافلٌ بالأمثلة على أن من يتعالى كثيرًا على حساب طمس هوية الآخرين وحقوقهم، بغياب الضمير والعدالة، لا بدّ أن يسقط يومًا مهما طال الزمن.
ومن يحرس بيوت الجيران من اللصوص بينما يغفل عن بيته، سيكتشف في النهاية أن اللصوص قد سرقوا منزله هو.
وهكذا هو حال فيدان اليوم، الذي كان يوصف بأنه “عقل أردوغان الأمني”، فإذا به يتحوّل إلى ضحية لصراعات القصر الداخليّة.
ورغم أن هاكان فيدان كرديّ الأصل، إلا أنّه لم يعترف يومًا بانتمائه القومي، بل انخرط في الدفاع عن القومية التركية المتشددة أكثر من الأتراك أنفسهم، متنكّرًا لجذوره، وساهم في سياسات القمع والإقصاء ضد أبناء جلدته الكرد.
ولم يكن غريبًا أن يتكرر معه المشهد ذاته الذي عاشه إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول وخصم أردوغان السياسي، حين لُفّقت له التهم لإقصائه عن المشهد السياسي. واليوم، يبدو أن أردوغان يكرر السيناريو ذاته مع فيدان، عبر استخدام التهم ذاتها، لتمهيد الطريق أمام ابنه بلال أردوغان نحو مستقبلٍ سياسيٍّ ممهّدٍ خالٍ من المنافسين الأقوياء.
إنها لعبة السلطة في تركيا: من يخدم طويلاً يُستبدل سريعًا، ومن يرفع راية الولاء يُضحّى به عند أول فرصة.
فهاكان فيدان الذي صمت طويلًا أمام ظلم الآخرين، وشارك في طمس هوياتٍ كثيرة، يدفع اليوم ثمن صمته وتناقضه.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟