أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حجي قادو - الحركة الكردية في سوريا بين إرث النضال وضياع اللحظة التاريخية














المزيد.....

الحركة الكردية في سوريا بين إرث النضال وضياع اللحظة التاريخية


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8506 - 2025 / 10 / 25 - 00:15
المحور: القضية الكردية
    


حين يتحدث إبراهيم برو عن ضياع اللحظة التاريخية للحركة الكردية في سوريا، يبدو وكأنه يتحدث بلسان الضحية، لا بلسان من كان جزءًا أصيلًا من هذا الفشل. يتحدث وكأنه بريء من التهمة، في حين أنه أحد أبرز من ساهم في تبديد تلك الفرصة الذهبية التي جاءت على طبقٍ من ذهب، حاملةً معها إمكاناتٍ غير مسبوقة لتجسيد الحلم الكردي في سوريا.
لقد أضعتم الفرصة التاريخية بغرورٍ لا يُطاق، وبأنانيةٍ مفرطة، وبارتباطاتٍ مشبوهة خدمت أجنداتٍ خارجية على حساب القضية الكردية، حتى باتت مصالحكم الشخصية تتقدّم على كل اعتبار قومي أو وطني أو إنساني.
هل سيحاسبنا التاريخ على التفريط بسبعين عامًا من نضال الحركة السياسية الكردية في سوريا؟
عليه أن يحاسبكم أنتم ، أنت يا إبراهيم برو، وعبدالحكيم بشار، وكل من مثّلكم من القيادات التي مُنحت فرصة نادرة في لحظةٍ حساسة من التاريخ، لتكونوا على قدر طموحات الشعب الكردي الذي عانى ويلات الحرمان والظلم والإقصاء. إلا أنكم لم تكونوا على مستوى المسؤولية، لأن مصالحكم الضيقة كانت أكبر من ضمائركم، وأقوى من التزامكم الأخلاقي تجاه شعبكم.
لقد كانت تلك مرحلة استثنائية في مسار القضية الكردية، مرحلةٌ كان بإمكان الحركة الكردية أن تتحول فيها من موقع المعارضة إلى موقع الشريك في صياغة مستقبل البلاد.
لكن من الذي حال دون تحقيق ذلك؟
أليس أنتم؟ أنتم ومن معكم من الكوادر السياسية والاجتماعية والثقافية؟
من أمثال عبد الحميد درويش، وأحمد سليمان، وشيخ آلي، وعبدالحكيم بشار، وفيصل يوسف، وسعود ملا، وفؤاد عليكو،ونعمت داوود وغيرهم من الأسماء التي لا تعد ولا تحصى ،تحوّلت إلى عوائق أمام صعود جيلٍ جديد من الكفاءات القادرة على حمل راية القضية الكردية بصدقٍ وشجاعة.
لقد تخلّت الحركة الكردية عن دورها التاريخي، وارتبطت بجهاتٍ لا تعترف أصلًا بكرديتها، ولا تمتلك مشروعًا قوميًا أو وطنيًا واضحًا، بل ساهمت بسياساتها في خلق بيئةٍ عدائية تجاه الكرد. وهذا تمامًا ما فعلته أنت يا إبراهيم برو ورفيقك عبدالحكيم بشار، حين كنتم في أعلى المناصب داخل “الائتلاف الوطني المعارض”، تاركين “المجلس الوطني الكردي” يئنّ تحت وطأة الضغوط والمعاناة، بين أطرافٍ إقليمية ومحلية متنازعة.
كنتَ، يا إبراهيم، عضوًا في هيئة التفاوض، ولم تعد تذكر اسم القضية الكردية إلا نادرًا، وقد غلب عليك الغرور والتعالي، رغم إدراكك العميق لموقف أعضاء الائتلاف الإخواني من القضية الكردية وعدائهم المسبق لها.
أما عبدالحكيم بشار، فكان نائبًا لرئيس الائتلاف، يتصرف وكأنه رئيس دولةٍ عظمى، غير آبهٍ بمعاناة شعبه، منشغلًا بعقد الصفقات المشبوهة، وجلب الأموال، وتكديسها في البنوك.
واليوم، بعد إفلاسكم الأخلاقي والسياسي، تتباكون على القضية الكردية، وتدّعون الخوف على مستقبلها، في وقتٍ بات فيه الشعب الكردي يعاني من احتقانٍ سياسي واجتماعي لا يُطاق، ويدفع الأبرياء ثمن سياساتكم الخاطئة والمتغطرسة.
إن التاريخ لا يرحم، ولن يغفر لمن ضيّع فرصةً تاريخية حين كانت كل الظروف مؤاتية للتحول إلى قوةٍ فاعلة، تمثّل تطلعات شعبٍ قدّم التضحيات في سبيل الحرية والكرامة.
فلتصمتوا أنتم، وكل من انضمّ تحت جناح “المجلس الوطني الكردي”، وحتى أولئك الذين حلقوا خارج السرب من أمثال عبد الحميد درويش وشيخ آلي، وبعض “الآغوات الجدد” الذين أنشأوا أحزابًا كرتونية بعد عام 2011، وجعلوا منها مصدر ارتزاقٍ ومنافسةٍ على المناصب، وسبيلاً لجمع الامتيازات من إقليم كردستان من جهة، ومن تركيا من جهةٍ أخرى.
إن الشعب الكردي في سوريا لم يعد بحاجةٍ إلى خطاباتكم الجوفاء ولا إلى بياناتكم المكرّرة. ما يحتاجه اليوم هو جيلٌ جديد من القادة المؤمنين بقضيتهم، المخلصين لشعبهم، القادرين على تجاوز أخطاء الماضي، وبناء مشروعٍ وطنيٍّ جامعٍ يليق بتاريخٍ طويلٍ من النضال والتضحيات.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحوّل الأخطبوط التركي إلى حمامة سلام؟
- مبادرة السلام التركية مع الكُرد: بين الخداع السياسي وتصفية ا ...
- هاكان فيدان يتخلى عن الدبلوماسية... خطابٌ متعجرف يكشف نوايا ...
- تصاعد التمييز الطائفي في بعض أحياء دمشق... أين الدولة؟
- نحن وأحلامنا في وطنٍ ينهشه الألم
- زيارة أحمد الشرع إلى موسكو... مأزق جديد في المشهد السوري
- بين مأزق الطائفية واستحقاق الهوية الكُردية
- بدايات حكم البعث... مع بدايات الثورة السورية ،ماذا حصل الكور ...
- قراءة في المشهد السوري بعد دخول هيئة تحرير الشام إلى دمشق
- قبل اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري
- خيبة الأمل بعد سقوط النظام البعثي
- مناف طلاس بين حسابات القوى الإقليمية وتراجع نجم أحمد الشرع
- المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS)
- أين اختفوا تلك الأبواق التي تاجرت بدماء السوريين؟
- هيمنة التركية على قرارات الحكومة السورية المؤقتة
- لأول مرة أراه يحمل السلاح ويخطب، هل نفد صبر الجنرال مظلوم عب ...
- لماذا لا يكون كُرد روج آفا جيرانًا لتركيا بدلًا من -هيئة تحر ...
- الكُرد... من الهويّة إلى الانتماء الكُردستاني
- لماذا لا يكون كُرد روج آفا جيران تركيا بدلًا من -هيئة تحرير ...
- مركز أمريكي يكشف فضيحة مدوّية ل-أبو عمشة- وفرقته!


المزيد.....




- مركز حقوقي يبدأ حملة لملاحقة بريطانيين قاتلوا مع جيش الاحتلا ...
- حقوقيون مغاربة: اعتقالات محتجي حركة -الجيل زد 212- شابتها -ا ...
- -العدل الدولية- تحكم بإلزام -إسرائيل- تسهيل المساعدات وجهود ...
- اعتقال 7 موظفين يمنيين بصنعاء بتهمة التجسس لإسرائيل
- جيل بلا مدارس.. اليونيسف تدق ناقوس الخطر في غزة
- وزير الخارجية الأمريكي: قوة حفظ السلام في غزة ستضم دولاً تشع ...
- العودة الموجعة.. اللاجئون الأفغان بين مطرقة باكستان وسندان ط ...
- الأونروا تطالب الاحتلال بإيقاف ضم الأراضي في الضفة الغربية
- في بارقة أمل وسط الدمار.. -الأغذية العالمي- يعلن عودة عمل ال ...
- رغم تدمير المدارس.. -الأونروا- تطلق خطة طارئة لإنقاذ تعليم 3 ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حجي قادو - الحركة الكردية في سوريا بين إرث النضال وضياع اللحظة التاريخية