حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 02:33
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
تشهد بعض الأحياء الدمشقية في الآونة الأخيرة ممارسات مقلقة تنذر بخطر حقيقي على النسيج الوطني السوري، حيث يتمّ طرد أبناء المكوّن العلوي من منازلهم بحجّة عدم امتلاكهم لإثباتات الملكية، في مشهد يعكس تمييزًا واضحًا على أساس طائفي ومذهبي.
كما وردت شكاوى متزايدة حول قيام بعض مديري المدارس، بالتعاون مع مشايخ دين يقدّمون أنفسهم كموجّهين شرعيين داخل المؤسسات التعليمية، بممارسة ضغوط على الطلاب المنتمين للطائفة العلوية، وصلت في بعض الحالات إلى حدّ الطرد أو الإهانة، بذريعة اختلافهم المذهبي. هذه الممارسات لا تمتّ بأي صلة إلى مبادئ التربية والتعليم، ولا إلى القيم الوطنية والإنسانية التي يفترض أن تشكّل أساس بناء الدولة السورية.
وهنا يُطرح السؤال الجوهري:
هل تدرك الدولة السورية حجم ما يجري بحق المكوّنات غير السنية في بعض المناطق؟
فاليوم الاستهداف يطال أبناء الطائفة العلوية، وغدًا قد يمتدّ إلى أبناء الشعب الكردي والطائفة الدرزية وسائر المكوّنات الأخرى.
وهل هذا هو النموذج الذي يسعى إليه السيد أحمد الشرع في رؤيته لبناء الدولة الجديدة؟
الدولة التي يُفترض أن تقوم على أسس العدالة والمواطنة المتساوية، لا على منطق الإقصاء والتمييز، ولا على قانون الغاب الذي لا يُبقي للوطن مناعة ولا للمجتمع تماسكًا.
إنّ ما يحدث اليوم يستوجب موقفًا واضحًا وصريحًا من وزارة التربية والتعليم في محافظة دمشق، مع ضرورة إصدار تعميم رسمي يشمل جميع المحافظات السورية، يجرّم أي سلوك أو تصرف يهدف إلى التمييز الطائفي أو المذهبي في المؤسسات التعليمية أو المجتمعية.
فالوطن لا يُبنى بالإقصاء ولا بالتحريض، بل بالاعتراف بجميع مكوّناته واحترام تنوّعها ضمن إطار القانون والمواطنة المتساوية.
إنّ استمرار مثل هذه الممارسات غير المسؤولة سيقود البلاد لا محالة نحو مزيد من الانقسام والتشرذم، وهو ما يجب أن يُدركه كل من يحرص على وحدة سوريا ومستقبلها.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟