أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - زيارة أحمد الشرع إلى موسكو... مأزق جديد في المشهد السوري














المزيد.....

زيارة أحمد الشرع إلى موسكو... مأزق جديد في المشهد السوري


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 22:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشكل زيارة أحمد الشرع إلى موسكو بحد ذاتها مأزقًا سياسيًا جديدًا يتزامن مع المأزق الداخلي الذي تعيشه السلطة في سوريا. فهذه الزيارة لا يمكن قراءتها بمعزل عن حالة الارتباك في بنية الحكم السوري، وهي مؤشر واضح على احتمالات حدوث تغييرات جوهرية في تركيبة السلطة مع نهاية العام الحالي.

اللافت في المشهد، أن الدور الروسي يعود ليظهر مجددًا على الساحة السورية، وكأن شيئًا لم يتغير منذ عهد بشار الأسد. فالصورة العامة توحي بأن رأس النظام قد تغيّر، لكن النهج ذاته مستمر، بل وربما بشخصية أكثر تشددًا ودموية.

وما يثير الاستغراب حقًا هو التحول المفاجئ في مواقف الأبواق الإعلامية والسياسية، التي كانت في الأمس القريب تهاجم روسيا وتتهمها بالهيمنة والغطرسة، ثم سرعان ما انقلبت لتصفّق لها وتكيل لها المديح بعد زيارة أحمد الشرع إلى موسكو، وكأنها تحتفل بانتصار سياسي مزعوم حقّقه الشرع على روسيا!

لكن السؤال الأهم: ما الذي تغيّر فعليًا في المعادلة السياسية والأمنية على الأرض؟
ولماذا هذا الترحيب المفاجئ بعودة الوجود الروسي إلى قواعده في حميميم وميناء طرطوس وجبلة؟
وكيف قبل أحمد الشرع بكل الاتفاقيات التي وقّعها بشار الأسد سابقًا مع موسكو، بل وتعهد بدفع كافة المستحقات المالية التي ترتبت على دعم روسيا للنظام السابق خلال سنوات الحرب؟

إن تصريحات أحمد الشرع الأخيرة، بكل ما تحمله من تناقضات، تُظهر أنه يحاول اللعب على الحبلين، غير أن حبال الكذب قصيرة، كما يُقال. فحين يبرر بقاء القوات الروسية في سوريا بذريعة "محاربة الإرهاب"، نتساءل: عن أي إرهاب يتحدث؟
هل نسي أن القوى التي يمثلها اليوم لم تولد من رحم الديمقراطية أو الليبرالية، بل كانت شريكة في جرائم وانتهاكات جسيمة ضد الإنسانية؟

والأكثر تناقضًا، أن روسيا اليوم هي المموّل والمسلّح والمدرّب للجيش السوري الجديد الذي يعمل تحت قيادة الشرع، فيما كانت تركيا حتى الأمس القريب هي الداعم الأول له.
فأين ذهبت تلك الزيارات المتكررة إلى أنقرة صباحًا ومساءً؟
وأين اختفت مظاهر التنسيق وتبادل الأوسمة والهدايا والتفاهمات العسكرية؟
وراء الكواليس، تشير المعلومات إلى أن أحمد الشرع بدأ بالتواصل مع ضباط سابقين كانوا يقاتلونه في إدلب حتى 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بهدف إعادتهم إلى صفوف جيشه للاستفادة من خبراتهم في استخدام الأسلحة الروسية، على أمل أن يدعمه الجيش الروسي جوًا كما فعل سابقًا مع نظام الأسد.

لكن يبقى السؤال الجوهري: هل تغيّر شيء فعلاً في الواقع السوري؟
طالما أن الأسلوب ذاته يتكرر قصف المدن بطائرات روسية، وحكم البلاد بالقوة فإن ما يحدث ليس إلا استنساخًا للنظام السابق بوجوه جديدة.

في الحقيقة، ما يقوم به أحمد الشرع ليس سوى مزيج من البراغماتية والبروباغندا السياسية، هدفه الأساس استعادة السيطرة على إدلب وحلب ومناطق "غصن الزيتون" و"درع الفرات"، وصولًا إلى السويداء والمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وهو يدرك تمامًا أن الخطر الأكبر اليوم يأتي من إدلب، حيث يتزايد النفوذ التركي والجهادي يومًا بعد يوم، ما يجعله يدق ناقوس الخطر من هناك.

وفي خضم ذلك، تجد إسرائيل نفسها الأكثر ارتياحًا من هذا المشهد، إذ ترى في التدخل الروسي فرصة لتصفية ما تسميه "الإرهاب" على مقربة من حدودها، دون أن تخسر شيئًا، بل بتنسيق غير مباشر يحمي أمنها القومي.

هكذا، يبدو أن ما يجري اليوم ليس تحوّلًا سياسيًا بقدر ما هو إعادة تدوير للسلطة ذاتها، بنفس الأدوات والولاءات، وتحت شعارات جديدة لا تخفي جوهرها القديم: حكمٌ قائم على القوة، ورهانٌ دائم على الخارج.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مأزق الطائفية واستحقاق الهوية الكُردية
- بدايات حكم البعث... مع بدايات الثورة السورية ،ماذا حصل الكور ...
- قراءة في المشهد السوري بعد دخول هيئة تحرير الشام إلى دمشق
- قبل اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري
- خيبة الأمل بعد سقوط النظام البعثي
- مناف طلاس بين حسابات القوى الإقليمية وتراجع نجم أحمد الشرع
- المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS)
- أين اختفوا تلك الأبواق التي تاجرت بدماء السوريين؟
- هيمنة التركية على قرارات الحكومة السورية المؤقتة
- لأول مرة أراه يحمل السلاح ويخطب، هل نفد صبر الجنرال مظلوم عب ...
- لماذا لا يكون كُرد روج آفا جيرانًا لتركيا بدلًا من -هيئة تحر ...
- الكُرد... من الهويّة إلى الانتماء الكُردستاني
- لماذا لا يكون كُرد روج آفا جيران تركيا بدلًا من -هيئة تحرير ...
- مركز أمريكي يكشف فضيحة مدوّية ل-أبو عمشة- وفرقته!
- بين موسكو ودمشق: عودة شبح الوصاية الروسية إلى المشهد السوري
- كردستان: حقّ الوجود والعودة إلى الجذور
- بين البروباغندا التركية وتغييب الوعي الكردي
- لمحة تاريخية عن الكُرد وعلاقتهم بالدول الإقليمية: بين التوظي ...
- حول ما تسرّب من لقاء الشرع وعبدي في دمشق على خلفية أحداث حيي ...
- بين مركزية الدولة السورية ولا مركزيتها: صراع على حساب الفقرا ...


المزيد.....




- -أمازون- تعلن عودة أنظمتها للعمل بعد عطل كبير
- -فتاة توجه انتقادات إلى ملك المغرب-.. ما صحة الفيديو المتداو ...
- ترامب يتوعد الصين بمهلة نهائية ورسوم جمركية قاسية... وشراكة ...
- لافروف وروبيو يبحثان ترتيبات قمة بوتين – ترامب وآليات تنفيذ ...
- ألمانيا وأيسلندا تتفقان على تعزيز التعاون العسكري لمواجهة -ا ...
- قمة MED9 تدعو إلى تنفيذ اتفاق غزة: حل الدولتين هو السبيل للا ...
- لا للملوك: هل يواجه ترامب معارضة حقيقية؟
- تراجع أسهم بنك -بي إن بي باريبا- بعد حكم قضائي أمريكي دانه ب ...
- المغرب: هل فقدت حركة -جيل زد 212- زخمها؟
- إيران تعلن إلغاء اتفاق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - زيارة أحمد الشرع إلى موسكو... مأزق جديد في المشهد السوري