حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 15:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أنّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قد خلع عن نفسه ثوب الدبلوماسية، بعد تصريحاته الأخيرة التي اتّسمت بلهجة حادة وعدائية تجاه قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، متجاوزًا كل الأعراف السياسية واللغوية التي تليق بموقعه كوزير خارجية.
فبحسب ما ورد في تقارير أرسلها أسعد الشيباني المقرّب من الدوائر التركية إلى الوزير فيدان، أشار الأخير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية لم تنفّذ اتفاق آذار/مارس حتى الآن، وأنّ نتائج الاجتماعات المتتالية بين دمشق و«قسد» ما زالت "صفرًا" على حدّ وصفه.
وفي خضم هذا الخطاب المتوتر، شدّد فيدان على أن الانسحاب الكامل للوحدات الكردية من المدن ذات الغالبية العربية هو أمرٌ "حتمي"، في إشارة واضحة إلى نوايا تركيا بفرض وصايتها الميدانية والسياسية على المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام.
غير أنّ ما أثار الاستغراب بل الاستهجان هو استخدام فيدان لوصف خصوم بلاده بأنهم "حشرات"، في سابقةٍ تُظهر انحدارًا في مستوى الخطاب الرسمي التركي، وتحولًا نحو لغة التحقير والاستعلاء التي لا تليق بسياسي يُفترض أنه يمثل دولة تسعى إلى لعب دور إقليمي متوازن.
إنّ من يصف الآخرين بالحشرات، لا يرى العالم إلا من موقعٍ دونيٍّ مشبعٍ بالغرور السياسي.
فالسياسي الذي لا يحترم خصومه، يعجز عن احترام نفسه قبل أن يحترم شعبه.
وإذا كان الوزير فيدان قد نسي قواعد الدبلوماسية، فإنّ الشعوب التي ناضلت من أجل كرامتها وفي مقدمتها الشعب الكردي، لم ولن تنسَ من وصفها بهذا الشكل المهين.
إنّ هذه التصريحات لا تعبّر عن قوة تركيا، بقدر ما تعبّر عن أزمةٍ أخلاقية في خطابها السياسي، وعن تخبّطٍ واضح في سياستها الخارجية تجاه الملف السوري.
ومن الواضح أنّ لغة الغطرسة التي يعتمدها فيدان لن تبني احترامًا، ولن تغيّر من حقيقة أن إرادة الشعوب هي الأقوى، مهما تعالت أصوات التهديد أو الإساءة.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟