أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - زيارة احمد الشرع إلى البيت الابيض بين الواقعية السياسية ومخاطر الشرعنة














المزيد.....

زيارة احمد الشرع إلى البيت الابيض بين الواقعية السياسية ومخاطر الشرعنة


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زيارة أحمد الشرع إلى البيت الأبيض وخطوته نحو الانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب تثير تساؤلاتٍ جوهرية حول دلالات هذه الخطوة ومدى مسؤوليتها السياسية والأخلاقية تجاه الشعب السوري. فكيف يمكن لشخصٍ مارس العنف والإرهاب لعقدين من الزمن أن يتحوّل فجأةً إلى داعيةٍ لمحاربة رفاق الأمس؟ وهل تمثل هذه الزيارة اعترافًا أميركيًا بواقع السلطة الجديدة في سوريا، أم هي اعتراف ضمني بـ"الحكومة المؤقتة" التي لم تنجُ من تهم التطرف منذ نشأتها حتى وصولها إلى دمشق؟
من خلال قراءةٍ متأنية للمشهد، يمكن تناول عدد من الفرضيات والتداعيات المترتبة على هذه الزيارة:

أولًا: الاعتراف بواقعٍ جديد
زيارة شخصية سياسية ذات خلفية مسلّحة ومتطرفة إلى البيت الأبيض يمكن قراءتها كاعترافٍ عمليٍّ من واشنطن بوجود فاعلٍ محليٍّ يمثل قوى الأمر الواقع في الساحة السورية. هذا لا يعني بالضرورة اعترافًا رسميًا بالحكومة المؤقتة، لكنه قد يعكس استعدادًا أميركيًا للتعامل مع من يُظهر قدرة على إدارة ملفاتٍ حساسة كالإرهاب أو ضبط الأمن في مناطق محددة، ولو مرحليًا.
ثانيًا: التحوّل الشخصي أم الحسابات السياسية؟
التحول المعلن للشرع يفتح الباب أمام احتمالين متناقضين: إما أنه تحولٌ حقيقي نابع من مراجعة ذاتية ورغبة وطنية لإنهاء دوامة العنف والتطرف، أو أنه مناورة تكتيكية تهدف إلى تحسين موقعه السياسي والحصول على مكاسب شخصية أو إقليمية.
والتاريخ السياسي حافلٌ بأمثلة مماثلة؛ لذا لا بد من تقييم الأفعال لا الأقوال، والبرامج لا الشعارات.
ثالثًا: مصالح واشنطن بين القيم والمكاسب الإدارة الأميركية اليوم أمام مفترق طرق: فإما أن تنحاز إلى مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وتدعم انتقالًا سياسيًا حقيقيًا نحو دولة القانون والمواطنة، أو أن تواصل نهجها البراغماتي القائم على مصالح آنية ضيقة تخدم أولويات اقتصادية وأمنية محدودة الأفق.
يبقى السؤال: هل ستغامر واشنطن بدعم شخصية مثيرة للجدل ومتهمة بالإرهاب سابقًا من أجل تحقيق استقرارٍ مؤقت، أم ستربط تعاونها بإصلاحٍ حقيقي يضمن استدامة السلام؟
رابعًا: التطبيع والتنازلات الإقليمية المحتملة
تتزايد المخاوف من أن تكون زيارة الشرع مقدمةً لتطبيعٍ سياسي يرافقه ترتيب ملفات حساسة تتعلق بجنوب سوريا، مثل اتفاقات أمنية مع إسرائيل، أو تسوياتٍ تخص السويداء وجبل الشيخ، أو عمليات نزعٍ للسلاح الثقيل في مناطق محددة.
إن حدث ذلك دون وجود ضماناتٍ سياسية ودستورية واضحة، فسيكون الأمر انتكاسةً كبرى لآمال السوريين في بناء دولةٍ ديمقراطيةٍ عادلة.
خامسًا: مصير “الرفاق” المصنّفين إرهابيين .
تصريحات الشرع التي أعلن فيها استعداده لمحاربة رفاق الأمس تطرح إشكالًا أخلاقيًا وقانونيًا. إذ لا يمكن معالجة هذا الملف عبر تصفياتٍ سياسية أو انتقائية، بل ضمن إطارٍ قانوني دولي ووطني يضمن العدالة والمساءلة.
فاستبعاد فئاتٍ واسعة تحت شعار "مكافحة الإرهاب" دون تمييزٍ دقيق بين الفكر والممارسة سيخلق فراغًا سياسيًا وأمنيًا خطيرًا قد يعيد إنتاج التطرف نفسه.

الخلاصة والتوصيات:
1. ينبغي على المجتمع الدولي، وخصوصًا الولايات المتحدة، أن يربط أي تعاون مع أحمد الشرع أو غيره من الشخصيات المثيرة للجدل بضوابطٍ شفافة ومكتوبة، وآلياتٍ رقابيةٍ تضمن تحوّلًا فعليًا نحو العمل السياسي السلمي.
2. لا يمكن تحقيق سلامٍ دائم دون مساءلةٍ حقيقية لكل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين؛ فالتسامح دون عدالة هو وصفةٌ لتكرار المأساة.
3. الحل السياسي في سوريا يجب أن يكون وطنيًا جامعًا، يضمن تمثيل جميع المكونات السورية ويحمي الحريات والحقوق المدنية والدستورية.
4. على الإعلام ومنظمات المجتمع المدني متابعة التطورات بدقة، والتحذير من أي محاولات لتبييض الوجوه المتورطة بالإرهاب تحت لافتة "التحالف الدولي".
ختامًا
قد تشكل زيارة أحمد الشرع إلى البيت الأبيض فرصةً لإعادة صياغة الملف السوري على أسسٍ جديدة إذا ارتبطت بإصلاحاتٍ حقيقية ومحاسبةٍ واضحة، لكنها قد تتحول أيضًا إلى محطةٍ أخرى من محطات تزييف الوعي وتدوير الوجوه ذاتها التي تسببت في مآسي السوريين.
يبقى الحكم للتاريخ، ولوعي السوريين الذين يدركون أن طريق الخلاص لا يمر عبر التسويات الملتبسة، بل عبر بناء دولةٍ حرةٍ عادلةٍ تستند إلى دستورٍ ديمقراطي ومواطنةٍ متساوية.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعة التاريخ بين الحقيقة والتزييف: من هم أصحاب الأرض والحض ...
- فاتن رمضان… بين التناقض والانتهازية السياسية
- ازدواجية المواقف التركية... بين بهتشلي وحماس وقسد
- كوباني بين البقاء والفناء… نحو صدى عالمي
- القضية الكردية بين التحريض الإعلامي والواقع السياسي
- أردوغان وخداع -السلام-: القضية الكردية بين الحقيقة والتضليل ...
- ردًّا على عبدالحكيم بشار في الذكرى الرابعة عشرة لتأسيس المجل ...
- الانسحاب ليس حلاً جذريًا للقضية الكُردية في تركيا
- هاكان فيدان: بين المنصب والشهادة المزوّرة... مستقبل يترنّح
- ثلاث خطوات تاريخية وخيارات تركيا: هل تلتزم أنقرة بحقوق الأكر ...
- الدور التركي في سوريا: بين الفوضى الممنهجة وتوسيع النفوذ
- الدولة السورية بين وهم السلطة وحقيقة الانهيار
- الحركة الكردية في سوريا بين إرث النضال وضياع اللحظة التاريخي ...
- هل تحوّل الأخطبوط التركي إلى حمامة سلام؟
- مبادرة السلام التركية مع الكُرد: بين الخداع السياسي وتصفية ا ...
- هاكان فيدان يتخلى عن الدبلوماسية... خطابٌ متعجرف يكشف نوايا ...
- تصاعد التمييز الطائفي في بعض أحياء دمشق... أين الدولة؟
- نحن وأحلامنا في وطنٍ ينهشه الألم
- زيارة أحمد الشرع إلى موسكو... مأزق جديد في المشهد السوري
- بين مأزق الطائفية واستحقاق الهوية الكُردية


المزيد.....




- أول تعليق من ترامب على نتائج الانتخابات وتوقع فوز ممداني ليك ...
- الكشف عن هوية -بطل- أنقذ ركاب قطار في لندن من طعن جماعي
- من هو قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة في البلاد؟
- هل تنجح الوساطة المصرية في حل الأزمة بين لبنان وإسرائيل؟
- المحكمة العليا في إسبانيا تأمر بمحاكمة وزير النقل السابق بته ...
- الجزيرة نت تنقل مشاهد الدمار والمعاناة في شمال غزة
- -إعلان الدوحة-.. دستور يؤسس للتنمية الاجتماعية حول العالم
- الكتابة الاستقصائية.. حين تمتزج الصحافة بالبحث العلمي
- تحطم طائرة في ولاية كنتاكي الأميركية.. وسقوط قتلى وجرحى
- مشروع أميركي لرفع اسم الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - زيارة احمد الشرع إلى البيت الابيض بين الواقعية السياسية ومخاطر الشرعنة