أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - فاتن رمضان… بين التناقض والانتهازية السياسية














المزيد.....

فاتن رمضان… بين التناقض والانتهازية السياسية


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 02:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن السيدة فاتن رمضان اختارت أن تلعب دور "الناقدة" لكل ما لا يتوافق مع أهوائها أو يخالف توجهات الجهات التي ارتبطت بها سياسيًا، لا انطلاقًا من قناعة فكرية أو موقف وطني صادق، بل بحثًا عن مكاسب شخصية أو ظهورٍ إعلامي مؤقت، وربما محاولة لتبرير ماضٍ حافل بالتناقضات والنفاق السياسي، بل وحتى بالتواطؤ ضد الأصوات الحرة التي نادت بالكرامة والعدالة.

في الآونة الأخيرة، برزت تصريحاتها التي تنكر فيها وجود الشعب الكردي في سوريا، وتنفي حقيقة وجود أرضٍ كردستانية اقتُطعت بموجب اتفاقية سايكس بيكو التي جزّأت كردستان إلى أربعة أجزاء، أُلحق أحدها بسوريا، وهو ما يؤكده التاريخ الحديث لا البعيد. إن هذا الإنكار لا يمكن اعتباره "رأيًا سياسيًا"، بقدر ما هو موقف أيديولوجي موجه يخدم مصالح القوى الساعية إلى طمس الهوية القومية الكردية وتشويه مسارها التاريخي.

والمفارقة أن من تدّعي انتماءها إلى الهوية الكردية، تسعى في الوقت نفسه إلى تبرير سياسات جماعات متطرفة تنكر جميع القوميات والأديان، وتحاول أن تُقدّم نفسها بوصفها "صوتًا معارضًا حرًّا" لا في وجه إسرائيل أو أنظمة الاستبداد، بل ضد الشعب الكردي تحديدًا! في حين أن سجلها الأمني والسياسي خلال العقود الماضية يروي حكاية مختلفة تمامًا، يعرفها كثيرون ممن عاصروا تلك المرحلة.

فمن كانت حتى الأمس القريب جزءًا من منظومة النظام البعثي أو من محيطه الأمني، ثم تحولت بين ليلةٍ وضحاها إلى "معارضة" بعد سقوطه، لا يمكنها أن تُقنع أحدًا بصدق نواياها أو بصفاء توجهها الوطني. إنها انتهازية سياسية مكشوفة، تحاول من خلالها تبييض ماضيها عبر الهجوم على الكرد وقضيتهم العادلة، ظنًّا منها أن هذا النهج سيمنحها موقعًا أو دورًا جديدًا في مؤسسات إعلامية تخدم أجندات مشبوهة.

إن الدفاع عن الحقيقة لا يكون عبر إنكار وجود شعبٍ عريقٍ يمتد تاريخه لآلاف السنين، بل بالاعتراف بحقوقه القومية والسياسية التي حاولت الأنظمة الاستبدادية طمسها على مدى قرنٍ كامل. أما الذين يتاجرون بالمواقف، ويبدّلون ولاءاتهم مع تغيّر المصالح، فسيبقون في ذاكرة الناس عنوانًا للتناقض والانفصال عن القيم الوطنية والإنسانية، مهما حاولوا تجميل صورتهم بالشعارات والادعاءات الزائفة.

وأخيرًا، لا بد من التذكير بأن المرأة في مناطق الإدارة الذاتية ليست مهمّشة يا فاتن، بل شريكة فاعلة في صنع القرارين السياسي والأمني، من خلال نظام الرئاسة المشتركة (رجل وامرأة) المطبّق في جميع المؤسسات والهيئات. كما تُعد المرأة أحد الأعمدة الأساسية للمشروع السياسي والاجتماعي للإدارة الذاتية، التي جعلت من المساواة ركيزة أساسية في بنائها المجتمعي والسياسي.

وفي المقابل، فإن من تدافعين عنه وتعتبرينه "قائدًا" أبو محمد الجولاني لا يصافح النساء أصلًا، ناهيك عن إيمان جماعته بدور المرأة أو بحقوقها.

وهكذا تتجلى المفارقة بين مشروعٍ يرفع المرأة إلى موقع القرار، وآخرٍ يسعى إلى تغييبها خلف الجدران، وبين من يبني وطنًا تعدديًا قائمًا على المساواة والحرية، ومن يقتات على الكراهية والإنكار.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية المواقف التركية... بين بهتشلي وحماس وقسد
- كوباني بين البقاء والفناء… نحو صدى عالمي
- القضية الكردية بين التحريض الإعلامي والواقع السياسي
- أردوغان وخداع -السلام-: القضية الكردية بين الحقيقة والتضليل ...
- ردًّا على عبدالحكيم بشار في الذكرى الرابعة عشرة لتأسيس المجل ...
- الانسحاب ليس حلاً جذريًا للقضية الكُردية في تركيا
- هاكان فيدان: بين المنصب والشهادة المزوّرة... مستقبل يترنّح
- ثلاث خطوات تاريخية وخيارات تركيا: هل تلتزم أنقرة بحقوق الأكر ...
- الدور التركي في سوريا: بين الفوضى الممنهجة وتوسيع النفوذ
- الدولة السورية بين وهم السلطة وحقيقة الانهيار
- الحركة الكردية في سوريا بين إرث النضال وضياع اللحظة التاريخي ...
- هل تحوّل الأخطبوط التركي إلى حمامة سلام؟
- مبادرة السلام التركية مع الكُرد: بين الخداع السياسي وتصفية ا ...
- هاكان فيدان يتخلى عن الدبلوماسية... خطابٌ متعجرف يكشف نوايا ...
- تصاعد التمييز الطائفي في بعض أحياء دمشق... أين الدولة؟
- نحن وأحلامنا في وطنٍ ينهشه الألم
- زيارة أحمد الشرع إلى موسكو... مأزق جديد في المشهد السوري
- بين مأزق الطائفية واستحقاق الهوية الكُردية
- بدايات حكم البعث... مع بدايات الثورة السورية ،ماذا حصل الكور ...
- قراءة في المشهد السوري بعد دخول هيئة تحرير الشام إلى دمشق


المزيد.....




- مصور ينقل جانبًا مخفيًا من غابة الأمازون.. في رحلة ملحمية ام ...
- السعودية.. تركي الفيصل ينتقد وضع إيران في -صورة وردية- وبموق ...
- زلزال شمال أفغانستان يدفع السكان للهروب من المنازل وسط مخاوف ...
- ترامب يتهم روسيا والصين بإجراء تجارب نووية سرية تحت الأرض
- كيف يستغل الاحتلال وقف إطلاق النار لتجديد بنك أهدافه بغزة؟
- ترامب: بعض أفعال نتنياهو لا تعجبني.. واتفاق غزة -متين-
- وصفه بـ-الموهوب-.. ترامب يتحدث عن دوره في الضغط على نتنياهو ...
- اجتماع مرتقب لفصائل فلسطينية في القاهرة هذا الأسبوع لبحث ملا ...
- الرئيس الأمريكي لا يستبعد إرسال قوات برية أو شن غارات على ني ...
- ترامب: وقف إطلاق النار في غزة متين


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - فاتن رمضان… بين التناقض والانتهازية السياسية