حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 16:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان يقول في بداياته، حين كان أحد عناصر تنظيم القاعدة ثم داعش، إنه "يجاهد في سبيل الله"، بينما كان يمارس أبشع أشكال الإرهاب ضد الأبرياء في العراق وسوريا. تنقّل لاحقًا بين الفصائل المتطرفة، من جبهة النصرة إلى هيئة تحرير الشام، وأسهم في تأسيس ما يُعرف بـ حكومة الإنقاذ في إدلب، التي مثّلت الوجه السياسي لتلك التنظيمات.
كان يرفع شعارات “الكرامة” و”الاستقلال”، ويصف جميع الزعماء العرب بالخونة لأنهم كما كان يدّعي يزورون البيت الأبيض، “بيت الطاعة والإذلال”، ويعملون تحت إمرة واشنطن حفاظًا على مناصبهم وسلطتهم.
لكن ها هو اليوم، أحمد الشرع، يطأ عتبة البيت الأبيض بنفسه، ليقول فور وصوله إنه فخور بماضيه وبكل “المراحل” التي مرّ بها، مضيفًا بلا خجل:
“لست نادمًا على ما فعلته، بل فخور بأنني اليوم في البيت الأبيض.”
والمفارقة أن المصفّقين والمطبّلين له ما زالوا عاجزين عن فهم ما يقول “معلمهم”، بل وصفوه بـ “الشجاع والبراغماتي”، واعتبروا زيارته “انتصارًا سياسيًا”. بل وصل الأمر ببعضهم إلى الاحتفاء بإزالة اسمه من “القائمة السوداء”، في حين ما زال معظمهم مدرجين عليها حتى اللحظة!
أيُّ عبثٍ هذا؟ وكيف يمكن لهؤلاء أن يعيشوا هذا القدر من الجهل والانفصام في عصرٍ يُفترض أنه زمن الوعي والمعرفة؟ إنهم لا يفكرون بأنفسهم، ولا بمستقبلهم، قبل أن ينشغلوا بمستقبل أسيادهم.
والأدهى من ذلك أن الشرع يستعد لتوقيع اتفاقية لانضمام ما يُسمّى بـ “الحكومة السورية المؤقتة” إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ما يعني ببساطة أنه، بعد عودته، سيجد نفسه مضطرًا لمحاربة من كانوا بالأمس حلفاءه، لا كما يروّج أتباعه بأن الاتفاقية موجّهة ضد قوات سوريا الديمقراطية.
وإذا أخلف أحمد الشرع بوعده، فسيجد نفسه مشمولًا ببنود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الصادر عن مجلس الأمن الدولي، لمكافحة الجماعات المتطرفة والإرهابية. وعندها، لن يكون مصيره سوى مزبلة التاريخ، ومعه أولئك الذين ما زالوا يعيشون على أوهام الماضي وشعارات الخداع الديني والسياسي.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟