أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - محاكمة على الورق… وإفلاتٌ من العقاب: مسرحية “التحقيق” في جرائم الساحل والسويداء














المزيد.....

محاكمة على الورق… وإفلاتٌ من العقاب: مسرحية “التحقيق” في جرائم الساحل والسويداء


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عودة الشرع من واشنطن ولقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، تسرّبت معلومات تفيد بأن المباحثات تناولت إمكانية انضمام "الحكومة السورية المؤقتة" إلى التحالف الدولي ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا، وفي مقدمتها حزب الله وحركة حماس والفصائل الموالية لإيران، إضافة إلى العناصر الأجنبية المنتشرة داخل الأراضي السورية. كما تناولت المداولات ضرورة فتح تحقيق قضائي نزيه في الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في كلٍّ من الساحل السوري والسويداء.
غير أنّ المشهد سرعان ما انحرف عن مساره المعلن؛ إذ شرعت "السلطة السورية المؤقتة"، كما ورد في تقرير لجنة تقصّي الحقائق حول تلك الأحداث الدامية، في تبنّي خطابٍ يقترب من سيناريوهات الأفلام الهندية والتركية، محوّلة الملف إلى مسرحية مكشوفة لا تنطلي إلّا على جمهور الجماعات الموالية لأبي محمد الجولاني، التي اعتادت ترويج روايات مفبركة للرأي العام وكأنها حقائق، متناسية الشعار الداعشي الذي يحمله كثير من مرتكبي الجرائم الذين تحوّلوا بقدرة إعلام إلى “شهود عدالة” و”أبطال نزاهة”.
والأكثر صدمة أنّ محمد الجاسم الملقّب بـ"أبو عمشة" الذي وثّقت تسجيلات صوتية أوامره المباشرة لعناصره خلال الهجوم على الساحل بقتل كل من يصادفونه من العلويين، طفلًا أو شيخًا أو امرأة، دون الإبقاء على أي إنسان حي، فضلًا عن السلب والنهب والاغتصاب وخطف النساء ،ما يزال حتى اللحظة على رأس عمله في صفوف التشكيلات العسكرية. والأسوأ أنّ لجنة التحقيق لم تقترب منه أصلًا، في ظل الحماية المباشرة التي يتلقاها من الاستخبارات التركية. فكيف يمكن الحديث عن “تحقيق نزيه” بينما كبار المجرمين ما يزالون في مواقع التأثير والقيادة داخل المؤسسة العسكرية والسياسية؟
وينطبق السيناريو ذاته على شخصيات أخرى مثل حاتم أبو شقرا، وسيف أبو بكر، وحتى وزير الدفاع المعروف بلقب “أبو قصرة”، الذي أصدر الأوامر لـ"الأمن العام" بالهجوم على السويداء بذريعة “إنهاء ملف ميليشيات الهجري” بحجة محابة خارجين عن القانون. هؤلاء جميعًا ما يزالون مدرَجين على قوائم الإرهاب الدولية، ومع ذلك فهم بمنأى كامل عن المساءلة والمحاسبة. فعمّن تتحدث "لجنة التحقيق المحلية" حين تصف ما يحدث بأنه أول “محاكمة علنية أمام وسائل الإعلام المحلية والأجنبية”؟ ومن الذي تتخيل أنها قادرة على تضليله؟ هل تظنّ الشعب والرأي العام الإقليمي والدولي إلى هذا الحد من السذاجة؟
وفوق ذلك، تناست تلك السلطة خطاب لرئيس الشرع نفسه ليلة الهجوم على السويداء، عندما توجّه عبر البثّ المباشر برسائل شكر “لكل من فزعت لإبادة الدروز”، من عشائر البدو و"الأمن العام" والفصائل الأجنبية المتطرفة العاملة داخل سوريا.
في المقابل، تستمر لجان الأمم المتحدة في إصدار تقارير موثّقة حول الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها "الأمن العام" وبعض عشائر البدو، بما في ذلك عمليات القتل والتعذيب على أساس الهوية الدينية والمذهبية، أمام عدسات الكاميرات وبشكل علني، ومن دون خوف أو مساءلة أو خجل.
فأيّ عدالة يمكن أن تولد في بيئةٍ لا يزال فيها القتلة أبطالًا، والمجرمون قادةً، ولجان العلاقات العامة بديلًا عن المحاكم الحقيقية؟
وأيّ مصداقية يمكن أن يتمسّك بها نظامٌ يصرّ على محاكمة الضحية إعلاميًا، وحماية الجلّاد سياسيًا وعسكريًا؟



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بندقية الصيد إلى هزيمة داعش: كيف تشكّلت قوة لا يُستهان به ...
- سوريا بين هيمنة الفتوى وضياع الدولة
- احمد الشرع من معاداة “بيت الطاعة” إلى التباهي بزيارته
- عن الحوار والكرامة الوطنية
- نحو لحظة فارقة في التاريخ التركي: أوجلان والكلمة المنتظرة في ...
- نحو وحدة الهوية الكردستانية
- معركة كبرى تلوح في الأفق السوري
- من هو الإرهابي يا سيد مهند أوغلو؟ يا من لا تملك ذرة من الوطن ...
- لمحة تاريخية عن الكُرد
- زيارة احمد الشرع إلى البيت الابيض بين الواقعية السياسية ومخا ...
- مراجعة التاريخ بين الحقيقة والتزييف: من هم أصحاب الأرض والحض ...
- فاتن رمضان… بين التناقض والانتهازية السياسية
- ازدواجية المواقف التركية... بين بهتشلي وحماس وقسد
- كوباني بين البقاء والفناء… نحو صدى عالمي
- القضية الكردية بين التحريض الإعلامي والواقع السياسي
- أردوغان وخداع -السلام-: القضية الكردية بين الحقيقة والتضليل ...
- ردًّا على عبدالحكيم بشار في الذكرى الرابعة عشرة لتأسيس المجل ...
- الانسحاب ليس حلاً جذريًا للقضية الكُردية في تركيا
- هاكان فيدان: بين المنصب والشهادة المزوّرة... مستقبل يترنّح
- ثلاث خطوات تاريخية وخيارات تركيا: هل تلتزم أنقرة بحقوق الأكر ...


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المعتدى على أريانا غراندي في عرض -Wicked- ب ...
- مصر.. تامر حسني يخضع لعمل جراحي استأصل جزءًا من كليته
- الكويت.. الداخلية تعلن ضبط شبكة متورطة بستهيل استقدام عاملات ...
- الرئيس اللبناني: حزب الله بشقه العسكري انتهى.. ولاريجاني -اه ...
- مقاتلات تحلق وعزف موسيقي.. شاهد كيف استقبل ترامب ولي العهد ا ...
- لقاء ابن سلمان وترامب.. هل ستبيع أمريكا طائرات إف 35 للسعودي ...
- بعد دعوة السيسي.. مصر تبطل نتائج 19 دائرة انتخابية
- أحمد أبوزيد.. نصائح صانع المحتوى المصري للمبتدئين وما تعلمه ...
- ماذا يعني إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن الآن؟
- قائد الجيش اللبناني يلغي زيارة كانت مقررة للولايات المتحدة.. ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - محاكمة على الورق… وإفلاتٌ من العقاب: مسرحية “التحقيق” في جرائم الساحل والسويداء