أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حجي قادو - من بندقية الصيد إلى هزيمة داعش: كيف تشكّلت قوة لا يُستهان بها في كوباني














المزيد.....

من بندقية الصيد إلى هزيمة داعش: كيف تشكّلت قوة لا يُستهان بها في كوباني


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8529 - 2025 / 11 / 17 - 14:49
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


لم يبدأ المشهد العسكري في كوباني بجيشٍ منظم أو قوة متكاملة، بل انطلق من أبسط الإمكانات. فالذين حملوا في البداية بنادق الصيد “بنوكتش” انتقلوا تدريجيًا إلى الكلاشنيكوف، ثم تطور تسليحهم حتى امتلكوا قاذفة 23 مدفعية واحدة موزعة على ثلاث جبهات قتالية في آنٍ واحد: جبهة شيوخ، جبهة صريّن، جبهة جَرن وجلبية وبَغديك، وجميعها تتبع إداريًا لمنطقة كوباني.
ومع تغيّر الوقائع على الأرض، ولا سيما بعد انسحاب السلطة السورية من المناطق الكردية عام 2012 من دون أدنى مقاومة ولا إراقة قطرة دم واحدة، تولّت قوات حماية الشعب إدارة المنطقة تحت قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي. ويُسجَّل في الذاكرة السياسية من تلك المرحلة تصريحٌ شهير لرئيس الحزب خلال عزاء المرحوم حميدي الدهام، حين رحّب به أحد وجهاء العرب بوصفه “قائدًا لحزب كردي”، فجاء رده: “يُفضَّل عدم إلصاق كلمة الكردي باسم الحزب، فالاتحاد الديمقراطي بقيت حزب عابر للحدود.”
ورغم أهمية هذا الموقف سياسيًا، إلا أنه ليس محور هذا المقال؛ فما يعنينا هو كيف تطوّرت الأحداث في مناطقنا وكيف تحولت تلك المجموعة من المقاتلين إلى قوة عسكرية لا يُستهان بها.

مفترق التحول: معركة كوباني 2014

بعد سيطرة داعش على مدينة الموصل وصحراء الأنبار وارتكابه المجازر بحق إخوتنا الكرد الإيزيديين في سنجار، توجّه التنظيم الإرهابي نحو اجتياح كوباني عام 2014، مستهدفًا المدينة لكون غالبية سكانها من الكرد.

في حينه، لم يكن عدد المقاتلين في صفوف قوات حماية الشعب يتجاوز بضع مئات، وكانوا أقل عُدّة وعتادًا من التنظيم الذي هاجم بكامل ثقله وبتجهيزات تفوق قدراتهم أضعافًا، ما اضطر القوات الكردية إلى التراجع داخل حدود المدينة بهدف الدفاع عنها ومنع سقوطها.
وتزايدت في تلك المرحلة موجات نزوح المدنيين نحو شمال كردستان (تركيا) عبر الحدود التي فُرضت يومًا باتفاقية سايكس بيكو بين أجزاء كردستان.
ورغم المأزق العسكري والإنساني، أظهر المقاتلون الكرد مقاومة شرسة وصمودًا أسطوريًا، إلا أنّ ميزان القوى كان يتطلّب تدخّلًا نوعيًا.

دخول البيشمركة والتحالف الدولي

في هذه المرحلة المفصلية، تدخّلت قيادة إقليم كردستان على خط المواجهة، وتمكّن الرئيس مسعود بارزاني من استقدام التحالف الدولي إلى داخل سوريا، وبالتحديد إلى كوباني، في الوقت الذي كان فيه الإقليم ذاته يتعرض لهجمات داعش على امتداد حدوده.
وعبر الأراضي التركية دخلت قوات البيشمركة إلى كوباني، لتقاتل جنبًا إلى جنب مع إخوتهم في قوات حماية الشعب الكردية، وذلك تحت غطاء جوي كثيف من التحالف الدولي. وفي تلك اللحظات التاريخية هبّ مئات الشباب الكرد من كل أجزاء كردستان نصرة للمدينة، وقدموا تضحيات عظيمة.

تشكُّل قوة جديدة: قوات سوريا الديمقراطية

بعد تحرير كوباني وريفها من براثن داعش، اكتسب المشهد العسكري والسياسي في شمال وشرق سوريا ملامح جديدة. فقد أفرزت معركة كوباني وما تلاها تعاونًا عسكريًا واجتماعيًا واسعًا مهّد لتشكيل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي انضمت رسميًا إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وضمت ضمن صفوفها:
الشباب الكرد
أبناء العشائر العربية
السريان والآشوريين
ومختلف المكوّنات الدينية والقومية في شرق الفرات
وتوسّعت هذه القوات تدريجيًا، إلى أن بلغت معركة الرقة عاصمة ما تُسمّى بدولة الخلافة، حيث جرى تحرير المدينة بفضل الإرادة الصلبة، والشجاعة، والتضحيات الجسيمة.
ثم اتجهت القوات نحو مدينة منبج، التي تحررت بدورها بدماء الشهداء الذين رووا ترابها دفاعًا عن أهلها ومستقبلها.

ختامًا
هكذا تحولت القوة التي بدأت ببنادق الصيد إلى قوة عسكرية منظمة استطاعت دحر التنظيم الإرهابي الأكثر دموية في العصر الحديث، وحماية المنطقة والعالم من خطره.
إن قصة كوباني ليست مجرد فصل عسكري، بل تجربة مقاومة وصمود وإرادة أعادت رسم معادلات القوة في المنطقة، وأسست لمرحلة جديدة في تاريخ شمال وشرق سوريا.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين هيمنة الفتوى وضياع الدولة
- احمد الشرع من معاداة “بيت الطاعة” إلى التباهي بزيارته
- عن الحوار والكرامة الوطنية
- نحو لحظة فارقة في التاريخ التركي: أوجلان والكلمة المنتظرة في ...
- نحو وحدة الهوية الكردستانية
- معركة كبرى تلوح في الأفق السوري
- من هو الإرهابي يا سيد مهند أوغلو؟ يا من لا تملك ذرة من الوطن ...
- لمحة تاريخية عن الكُرد
- زيارة احمد الشرع إلى البيت الابيض بين الواقعية السياسية ومخا ...
- مراجعة التاريخ بين الحقيقة والتزييف: من هم أصحاب الأرض والحض ...
- فاتن رمضان… بين التناقض والانتهازية السياسية
- ازدواجية المواقف التركية... بين بهتشلي وحماس وقسد
- كوباني بين البقاء والفناء… نحو صدى عالمي
- القضية الكردية بين التحريض الإعلامي والواقع السياسي
- أردوغان وخداع -السلام-: القضية الكردية بين الحقيقة والتضليل ...
- ردًّا على عبدالحكيم بشار في الذكرى الرابعة عشرة لتأسيس المجل ...
- الانسحاب ليس حلاً جذريًا للقضية الكُردية في تركيا
- هاكان فيدان: بين المنصب والشهادة المزوّرة... مستقبل يترنّح
- ثلاث خطوات تاريخية وخيارات تركيا: هل تلتزم أنقرة بحقوق الأكر ...
- الدور التركي في سوريا: بين الفوضى الممنهجة وتوسيع النفوذ


المزيد.....




- هل اتخذ ترامب قرارًا بشن هجوم بري على فنزويلا؟ مسؤولان يكشفا ...
- السعودية.. اصطدام شاحنة وقود بحافلة معتمرين من الهند قرب الم ...
- تعليق على رد تيتان: يجب أن ينعكس سعي تيتان نحو التحسّن في اح ...
- كونغو الديمقراطية.. لحظة انهيار جسر في منجم نحاس وكوبالت وسق ...
- الزواج.. عريس جزائري يترك قاعات الأفراح ويختار مشاركة فرحته ...
- جون برينان.. كيف تندّر المصريون على تصريح مدير الـ-سي آي إيه ...
- كيف تتوزع القوة البحرية بين الولايات المتحدة والصين وروسيا؟ ...
- بن سلمان في البيت الأبيض بعد 7 سنوات من مقتل خاشقجي.. ما الذ ...
- صفقة رافال التاريخية: 100 مقاتلة فرنسية تدعم أوكرانيا في موا ...
- منتجع تزلج فرنسي يبدأ مبكرا صنع الثلج الاصطناعي استعدادا للش ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حجي قادو - من بندقية الصيد إلى هزيمة داعش: كيف تشكّلت قوة لا يُستهان بها في كوباني