سوريا بين التفكّك والإنقاذ… لا حلّ دون 2254

حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)

الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 16:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

بات من شبه المستحيل اليوم تحقيق تعايشٍ سلمي أو عيشٍ مشترك بين المكوّنات السورية لا بين طائفةٍ وأخرى، ولا بين مكوّنٍ عرقي وآخر في ظلّ استمرار غياب الحل السياسي واحتكار السلطة من قبل منظومةٍ أحادية اللون والعقيدة والتوجّه، ترفض مبدأ الدين لله والوطن للجميع. فكلّ محاولة لفرض “وحدة وطنية شكلية” دون معالجة جذور الأزمة، ليست سوى تأجيلٍ للانفجار وليس منعه.

إنّ المخرج الوحيد للحفاظ على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا يبدأ بتطبيق القرار الدولي 2254 الذي ينصّ على تشكيل هيئة انتقال سياسي كاملة الصلاحيات، باعتباره الإطار الوحيد المعترف به دوليًا والقادر على ضمان انتقال سياسي حقيقي وإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة. ولا بدّ من تطبيقه فورًا على الأرض وبإشراف أممي كامل، بما يضمن حصول كلّ ذي حق على حقّه، وحماية جميع المكوّنات الدينية والقومية والسياسية دون استثناء، بالتوازي مع اعتماد نظام اللامركزية في إدارة الدولة السورية.

وعبر هذا المسار فقط يمكن:

*بناء دولة على أساس العدالة الانتقالية، وكشف الحقيقة وطيّ صفحة الماضي دون إلغائها أو تبريرها.
*عقد مؤتمر حوار وطني شامل يضم جميع الشرائح المجتمعية والسياسية والمدنية .
*نقل السلطة بصورة سلمية بعيدًا عن الإقصاء والانتقام.
*إجراء انتخابات نزيهة وشفافة تعبّر عن الإرادة الحرة للشعب السوري.
*صياغة دستور عصري يلبّي تطلعات السوريين، ويضمن حقوق الأقليات وصون كرامة المواطن.
*ترسيخ مبدأ المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون، ليكون القانون فوق الجميع، بعيدًا عن المحسوبيات والفساد الإداري والمالي.

إنّ كلّ سوري حريص على بقاء سوريا دولةً واحدة موحّدة، ينبغي أن يدرك أنّ السكوت عن التطرف الديني، وعن النظام الإقصائي، وعن الدولة ذات اللون والعقيدة الواحدة، يعني القبول بتقسيم البلاد واقعًا لا مستقبلًا. لذلك بات من الضروري اتخاذ موقف شعبي واضح وصريح، وتفعيل احتجاجات سلمية في كل أنحاء سوريا تعبّر عن إرادة السوريين في إسقاط الاستبداد والطائفية والتطرف بكل أشكاله.

إنّ الإبقاء على رأس الهرم السياسي في السلطة المؤقتة بالصيغته الحالية لن يؤدي إلا إلى انزلاق سوريا نحو التقسيم لا محالة. أمّا رحيله ضمن عملية انتقال سياسي عادلة فهو الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد والحفاظ على وحدتها وسيادتها ومستقبل أجيالها.

#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل