أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حجي قادو - رسالة عبد الله أوجلان… سلامٌ بلا هوية أم سياسةٌ بلا وضوح؟














المزيد.....

رسالة عبد الله أوجلان… سلامٌ بلا هوية أم سياسةٌ بلا وضوح؟


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 18:51
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


وجّه زعيم حزب العمال الكردستاني، السيد عبد الله أوجلان، رسالة إلى مؤتمر “تشكيل العيش معًا: عملية السلام والآفاق المستقبلية في تركيا” الذي نظمته جمعية QAD لأبحاث السلام.
ورغم أن الرسالة بدت وكأنها محاولة لبثّ أجواء التفاؤل، إلا أنها أثارت أسئلة أكثر ممّا قدّمت إجابات، وخاصة فيما يخصّ القضية الكردية.
استهلّ أوجلان رسالته بالقول:
“أحيّي بصدق هذا اللقاء الهادف، الذي يجتمع فيه كل من يؤمن بأن السلام عملية بناء اجتماعي تتطلب جهداً مستمراً وعزيمة.”
غير أنّ ما جاء بعد ذلك لم يتضمّن لا تصريحًا ،ولا تلميحًا، أي ذكر واضح لحقوق الشعب الكردي.
فالرسالة اكتفت بالتأكيد على “إرساء السلام في تركيا، ولا سيما في سياق القضية الكردية”، مستخدمةً مصطلحات إنشائية واسعة من قبيل “ترسيخ التعايش الكريم” و “تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب”. وهي عبارات تحمل دلالات أخلاقية عامة، لكنّها تبقى بعيدة كلّ البعد عن لغة الحقوق القومية والمطالب السياسية المحددة.
وفي موضع آخر قال أوجلان:
“ينبغي أن تُرسي هذه الجهود أسسًا متينة تلتقي فيها الهويات المختلفة، والآلام المختلفة، والأحلام المستقبلية المتنوعة، في أفقٍ مشتركٍ من السلام.”
ثم تابع:
“إن المرحلة التاريخية التي نمر بها اليوم ستؤثر على مصير تركيا والشرق الأوسط والمجتمع الكوردي. إن المرحلة التي نمر بها تتيح لنا فرصة الانتقال من مسار ثوري سلبي إلى مرحلة تحول إيجابية، مرحلة يمكن فيها التغلب على الصراع والإقصاء والفوضى.”

من الواضح أن الرسالة صيغت بلغة فلسفية رمزية، تتعمّد الابتعاد عن أي طرح سياسي مباشر. فلا حديث عن حكمٍ ذاتي، أو فيدرالية، أو حتى اعترافٍ صريح بالحقوق الثقافية للشعب الكردي. بل إنّ مصطلح “الشعب الكردي” لم يُطرح بوصفه شريكًا كامل الأهلية في الوطن، ولم ترد أي إشارة إلى مبدأ بسيط وواضح: “على الكرد ما على الأتراك، ولهم ما للأتراك”.
ويتواصل المسار الإنشائي نفسه في الفقرة المتعلقة بسيادة القانون، حيث يقول أوجلان:
“لتحقيق سلام دائم وحلّ حقيقي، لا غنى عن استعادة سيادة القانون… وإنهاء الممارسات التعسفية والتنفيذ السريع للمبادئ القانونية العالمية وقرارات المؤسسات الدولية.”

ويختتم رسالته بالتمنّي بأن يشكّل المؤتمر خطوة تفتح “أبوابًا جديدة للمستقبل المشترك للشعوب” من دون تحديد من هي هذه الشعوب، ولا ما هو شكل المستقبل الذي يُفترض أن يجمعها.

سؤال لا يمكن تجاهله
* هل فهم أحدٌ، حقًا، ما الذي أراده أوجلان من هذه الرسالة؟
* وعن أي حلول أو رؤى يتحدث في النهاية؟

المؤكّد أن الرسالة لم تحمل أي طرح سياسي واضح بشأن القضية الكردية، ولم تقدّم خارطة طريق للسلام أو العدالة أو الشراكة المتوازنة بين الكرد والأتراك. وفي وقت لا تزال فيه الدولة التركية بجميع أطرافها السياسية المشاركة في الحكم تنكر الهوية القومية الكردية، يبقى الحديث الفضفاض عن “السلام والديمقراطية” بلا مضمون حقيقي ما لم يُقترن باعتراف دستوري واضح بالحقوق القومية للكرد.
* فهل يُراد لسلامٍ بلا اعتراف وبلا حقوق أن يُسوَّق كحلٍّ تاريخي؟
* أم أنّ الرسالة جاءت لتلميع مفهوم “السلام” بمنطق أخلاقي عام، فيما تبقى المسألة الجوهرية إنكار الوجود الكردي خارج دائرة النقاش؟

ذلك هو السؤال الذي لم تجب عنه رسالة عبد الله أوجلان… وتركته معلّقًا في الهواء.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء غير مُفهوم… بين الجلاد والضحية
- اتفاق 10 آذار بين الشرع والجنرال مظلوم… إنقاذ للبلاد أم مجام ...
- من الاحتلال التركي إلى التوغل الإسرائيلي، وتغييب القضية الكر ...
- ظهور مظلوم عبدي في ملتقى ميبس في دهوك… رسالة سياسية تتجاوز ح ...
- تبرئة المجرمين بالذكاء الاصطناعي في سوريا ،وتمهيد الطريق للف ...
- محاكمة على الورق… وإفلاتٌ من العقاب: مسرحية “التحقيق” في جرا ...
- من بندقية الصيد إلى هزيمة داعش: كيف تشكّلت قوة لا يُستهان به ...
- سوريا بين هيمنة الفتوى وضياع الدولة
- احمد الشرع من معاداة “بيت الطاعة” إلى التباهي بزيارته
- عن الحوار والكرامة الوطنية
- نحو لحظة فارقة في التاريخ التركي: أوجلان والكلمة المنتظرة في ...
- نحو وحدة الهوية الكردستانية
- معركة كبرى تلوح في الأفق السوري
- من هو الإرهابي يا سيد مهند أوغلو؟ يا من لا تملك ذرة من الوطن ...
- لمحة تاريخية عن الكُرد
- زيارة احمد الشرع إلى البيت الابيض بين الواقعية السياسية ومخا ...
- مراجعة التاريخ بين الحقيقة والتزييف: من هم أصحاب الأرض والحض ...
- فاتن رمضان… بين التناقض والانتهازية السياسية
- ازدواجية المواقف التركية... بين بهتشلي وحماس وقسد
- كوباني بين البقاء والفناء… نحو صدى عالمي


المزيد.....




- إعلام عبري يزعم اعتقال عناصر من المقاومة غادروا أحد الأنفاق ...
- مكتب الأسرى يحذر من تصفية سعدات داخل المعتقل
- منسقية مخيمات النازحين.. ثلثا سكان السودان بحاجة لمساعدات عا ...
- بالصور.. صُنّاع محتوى يطلقون مبادرة لجمع التبرعات لذوي الاحت ...
- البرازيل: إيداع الرئيس السابق جايير بولسونارو رهن الاعتقال ا ...
- انتهاكات مخيفة تجاه الأسير أحمد سعدات.. مكتب إعلام الأسرى يو ...
- مصر: على -اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان- حماية الحقوق
- الصين تصعد لهجتها ضد اليابان وتحيل نزاعها معها إلى الأمم الم ...
- الصين تصعد لهجتها ضد اليابان وتحيل نزاعها معها إلى الأمم الم ...
- ترامب ينهي الحماية المؤقتة من الترحيل للمهاجرين الصوماليين


المزيد.....

- رهائن عاصفة الصحراء / ملهم الملائكة
- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - حجي قادو - رسالة عبد الله أوجلان… سلامٌ بلا هوية أم سياسةٌ بلا وضوح؟