أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - بين خطاب التهدئة وواقع الإقصاء… قراءة في رسالة الشرع إلى أبناء الساحل السوري














المزيد.....

بين خطاب التهدئة وواقع الإقصاء… قراءة في رسالة الشرع إلى أبناء الساحل السوري


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو من الخطاب الذي وجّهه الشرع إلى أبناء الساحل أنّه يسعى لإظهار تفهّمٍ لما يشهده الساحل السوري من احتجاجات ومطالبات محقّة تخصّ المكوّن العلوي، وللأسباب التي دفعت الناس للنزول إلى الشارع. وقد حاول الشرع الإيحاء بأنّ الساحل يحظى بأولوية لدى منظومته السياسية، لكنّ هذه الأولوية لم تُقدَّم بوصفها استجابة لمظالم الناس وحقوقهم، بل بدت مرتبطة بما يمثّله الساحل من منفذٍ بحري ومحورٍ تجاري عالمي، بما يعني عمليًا أن الميناء أهم من الإنسان، وأن الجغرافيا التجارية أولى من المعاناة الاجتماعية.

هذا التناقض بين خطاب «طمأنة الناس» والواقع الأمني الصارخ على الأرض يطرح تساؤلات مشروعة: كيف يمكن الحديث عن الاستقرار وأجهزة الترهيب لا تزال تمارس تجاوزاتها في كل قرية وبلدة ومدينة ذات غالبية علوية؟ وكيف يمكن الادعاء باحترام مطالب الناس بينما يتم اختزال المنطقة كلّها إلى مجرّد ورقة اقتصادية في مشروع سياسي مركزي؟

إن نظرة الشرع إلى الساحل، كما إلى بقية المكوّنات ،تقوم على اعتبار المناطق السورية ثرواتٍ وصفقاتٍ يمكن الاستفادة منها، وليس مجتمعاتٍ بشرية لها حقوق طبيعية في العيش بحرية وكرامة. ومن هنا يظهر التناقض الصارخ في خطابه، وكأنّ كلّ من ليس من العرب السنّة مجرّد تفصيل هامشي في حساباته السياسية.

والمفارقة أنّ مطالب الدروز والكورد والعلويين، ونداءاتهم اليومية من أجل اللامركزية الإدارية، لا تواجه سوى إصرار متواصل من جانب الشرع على مركزية الحكم في دمشق وعلى إدارة البلاد بـ«النار والحديد». فالعقيدة السياسية لم تتغيّر، وإن تغيّرت ربطات العنق وألوان البزّات الرسمية.

ومن جهة أخرى، وبينما يعلن الشرع أمام الإعلام أنّ المظاهرات «محقة»، يعمد في الواقع إلى التقليل من شأنها والاستخفاف بها بوصفها «فقاعات إعلامية». وبين الخطاب المنمّق والممارسة الفعلية على الأرض يتكشف الفارق الكبير بين ما يُقال وما يُطبّق.

أما بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية، فقد جاء تأكيد الشرع على احتفاظ حكومته بالوزارات السيادية الدفاع، والداخلية، والخارجية، والاقتصاد بمثابة رسالة واضحة مفادها رفض أيّ مشاركة حقيقية أو تفكير في نموذج لا مركزي. كما تضمّن هذا الطرح إشارة غير مباشرة إلى ضرورة «انحلال» قسد أو «انصهارها» داخل جيش مركزي فصائلي يخضع لشرط الطاعة المطلقة، وهو ما يتناقض جذريًا مع أي مشروع للحكم التشاركي أو الديمقراطي.

بذلك، يتضح أنّ الشرع لا يزال متمسكًا بمنطق الدولة المركزية الشمولية، ورافضًا لأي صيغة تعترف بتعدّد المكوّنات أو بحقها في التمثيل والمشاركة والقرار. يريد الجميع خاضعين، لا شركاء؛ تابعين، لا متساوين؛ ومنفّذين، لا مؤثّرين.

ويبقى السؤال الأهم:
هل يمكن بناء استقرار حقيقي في سوريا بينما يستمر تجاهل أصوات المكوّنات ورفض الاعتراف بوجودها وبحقها المشروع في إدارة شؤونها؟
أم أننا ما زلنا ضمن الحلقة ذاتها… حيث يتغيّر الخطاب ولا تتغيّر المنظومة؟



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إمرالي… بين الواقع السياسي وكرامة التضحيات
- سوريا بين التفكّك والإنقاذ… لا حلّ دون 2254
- حين تتحول الثورة إلى نقيض شعاراتها… قراءة نقدية في التجربة ا ...
- بيان لجنة إيمرالي… ومفارقات اتفاق 10 آذار في سوريا
- تصريح محمد إسماعيل رئيس المجلس الوطني الكوردي… تساؤلات مفتوح ...
- قبل توجيه الاتهامات… فلننظر في المرآة أولًا
- رسالة عبد الله أوجلان… سلامٌ بلا هوية أم سياسةٌ بلا وضوح؟
- لقاء غير مُفهوم… بين الجلاد والضحية
- اتفاق 10 آذار بين الشرع والجنرال مظلوم… إنقاذ للبلاد أم مجام ...
- من الاحتلال التركي إلى التوغل الإسرائيلي، وتغييب القضية الكر ...
- ظهور مظلوم عبدي في ملتقى ميبس في دهوك… رسالة سياسية تتجاوز ح ...
- تبرئة المجرمين بالذكاء الاصطناعي في سوريا ،وتمهيد الطريق للف ...
- محاكمة على الورق… وإفلاتٌ من العقاب: مسرحية “التحقيق” في جرا ...
- من بندقية الصيد إلى هزيمة داعش: كيف تشكّلت قوة لا يُستهان به ...
- سوريا بين هيمنة الفتوى وضياع الدولة
- احمد الشرع من معاداة “بيت الطاعة” إلى التباهي بزيارته
- عن الحوار والكرامة الوطنية
- نحو لحظة فارقة في التاريخ التركي: أوجلان والكلمة المنتظرة في ...
- نحو وحدة الهوية الكردستانية
- معركة كبرى تلوح في الأفق السوري


المزيد.....




- إيداع الصحافي الجزائري سعد بوعقبة الحبس الإحتياطي بعد شكوى م ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيين اثنين بعد استسلامهما وفق م ...
- -سيناريوهات- يستعرض جهود واشنطن لإحلال السلام بين موسكو وكيي ...
- مصر: توقيع مشروع تجاري فندقي في القاهرة الجديدة.. وخبراء يعل ...
- إحباط بين جماهير ليفربول بعد سلسلة هزائم، وتساؤلات حول مستقب ...
- فيديو يظهر مقتل فلسطينيين في وضعية الاستسلام على ما يبدو وال ...
- غزة مباشر.. غارات في القطاع وإعدامات بالضفة
- شاهد.. جيش الاحتلال يعدم شابين من جنين بعد استسلامهما
- إدارة ترامب تعلن إعادة النظر في بطاقات -غرين كارد- الممنوحة ...
- دول أوروبية تدين تصاعد عنف المستوطنين ضدّ الفلسطينيين في الض ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - بين خطاب التهدئة وواقع الإقصاء… قراءة في رسالة الشرع إلى أبناء الساحل السوري