أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشكل والمضمون في مجموعة -دوي الصوت فيهم-














المزيد.....

الشكل والمضمون في مجموعة -دوي الصوت فيهم-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 23:30
المحور: الادب والفن
    


عندما تأتي الكتابة من القلب، من داخل الأديب، بالتأكيد نشعر بالحميمية مع ما يكتبه، وعدما تأتي الكاتبة من خارج القلب، وتعتبر مجرد (وظيفية) يكلف بها أحدهم، بالتأكيد نحس بأننا أمام كتلة صماء لا روح فيها، في هذا المجموعة التي تضم ثمانية عشر قاصا سوفييتيا، نجد فيها ما هو جيد، وما هو حشو ليس أكثر، وهذا يعود إلى أن طريقة تجميع الكِتاب والكُتاب، فقد كانت بتكلف وغير نابغة من الكُتاب أنفسهم، ففي بعض القصص وجدنا أن القاص يهرب من تتمة القصة، حتى أنه يبدو وكأنه أنهى عدد الكلمات المطلوب كتابتها، فجعل بطلة القصة تغادر المكان، دون أن ينهي أحداثا في القصة ـ محاولة تقبيلها من أحد العمال ـ بينما وجدنا قصص صيغت باسلوب شيق وجميل، تنم على قدرة كاتبها على إقناع المتلقي بأحداثها وأفكارها.
وبما أن من ترجم المجموعة هو شخص واحد "نيقولا طويل" وهذا انعكس على المجموعة بحيث لا يشعر القارئ بفروقات لغوية فيها، لأن غالبية المجموعة تتحدث عن بناء الدولة الاشتراكية والعمل لرفع مكانتها، حتى أن القصة المتعلقة بالفنون (الرقص) جاءت ضمن فكرة الأممية.
لكن المميز في المجموعة ما كتبه "رسول حمزنوف" فهو لم يكتب قصة بل كتب شاهدة عن بلدة داغستان، بمعنى انه كتب ما طلب منه، لكنه لم يكتب قصة، وأراد تعريف القارئ ببلده من خلال شهادة أدبية حول الكتابة وطبيعتها، فبدى ما كتبه وكأنه رد على التكليف الرسمي الذي طلب منه: "طلب في اجتماع مجلس إدارة اتحاد الكتاب عما يريد الكتابة بالتحديد وما هو الموضوع الذي اختاره، فاغتاظ الشاعر العجوز وقال:
"ـ عجبا وهل يعرف الصياد ماذا سيصادف في طريقه ـ أرنبا أم وزة، ذئبا أم ثعلبا أحمر؟" ص224، في المقابل أكد أن الوطن يجب أن يكون حاضرا في الأدب: "وهكذا الكاتب فلا وجود له دون الوطن" ص225، ثم تحدث عن طبيعة الشعب الداغستاني وكيف يتعامل مع الآخرين: "عندما يعاقبون طفلا لطيش جناه فإن العادات الجبلية تسمح بضربه على كل أطراف جسمه، بيد أنها لا تقبل بضربه على ودهه، فوجه الإنسان مصون، وهذا قانون بالنسبة لكل جبلي.
وأنت يا داغستان ـ وجهي، وأنا لا أقبل بمسك. يتحلى الجبليون بالصبر الكبير في أثناء الخلافات، فهم يتبادلون الكثير من الكلمات المسيئة ويصبر كل منهم على الآخر ويكتفي بالرد على الكلمات المهينة، بمثلها، وينتهي كل ذلك عند الحد الذي لا تمس فيه تلك الكلمات سوى المتخاصمين، ولكن الويل عندما تمس كلمة طائشة غير مقصودة شرف الأم أو الأخت، فحينها تتكلم الخناجر.
وأنت يا داغستان ـ أمي، وليذكر ذلك كل من يفكر بمخاصمتي، من الممكن الإساءة فأصبر، حذار أن تتعرضوا لوطني داغستان.
داغستان حبي وقسمي وابتهالي وصلاتي، أنت وحدك الموضوع الرئيسي لكل كتب، لكل حياتي" ص225و226، نلاحظ المكانة المقدسة للوطن عند الكاتب، فهو يعتبره مقدسا لا يجوز مسه بأي سوء، وهذا الأمر نحن ما نحتاجه في المنطقة العربية تحديدا، بعد أن أصبحنا نشتم أوطاننا عند كل صغيرة وكبيرة، وفي كل مكان وزمان، وعند أي حدث نسمعه أو نتعرض له، "فرسول حمزنوف" يقدمنا من قدسية الوطن الذي لا يحق لأيا كان مسمه أو التعرض له.
وإذا أضفنا أنه كتب ما أرادوه منه، لكنه (تحايل) على جنس الكتابة وكتب ما أراد هو كتابته وبالشكل الذي يريده، مقدما شهادة أدبية ينتقد فيها طريقة إصدار الأوامر للكتاب ليكتبوا، مشيرا إلى أنهم كتابا وليسوا ماكنات/ آلات تعمل بكبسة زر، وبهذا يكون "حمزنوف" قد أعطانا صورة على أن الكاتب يستطيع أن يثبت ذاته/ اسلوبه/ تمرده ويقدم ما هو جدير بالقراءة، إن كان متعلق بالمضمون أم بالشكل الأدبي الذي يقدم به الأدب.
المجموعة من إصدارات دار التقدم، فرع طشقند، 1981.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنجليز وفلسطين في رواية -قلادة ياسمين- عامر أنور سلطان
- إنجازات فخر الدين المعني في كتاب -الدولة الدرزية- بيجيه دوسا ...
- وقفة مع كتاب -نافذة على الرواية الفلسطينية وأدب الأسرى- للكا ...
- التجديد في الديوان الجديد أقمار افتراضية في ليل يطول - هاينك ...
- التمرد والعبث في كتاب -فرناندو بيسوا- كميل أبو حنيش
- رواية سعادة الأسرة ليو تولستوي، ترجمة مختار الوكيل
- الإقطاع والاشتراكية في -قصص الدون- ميخائيل شولوخوف، ترجمة عب ...
- الاجتماعي والسياسي في رواية -أنا يوسف يا أبي- باسم الزعبي
- الأيديولوجيا في رواية عبر الشريعة بسام أبو غزالة
- كتاب -غزة ليست فقط قصة حب أخرى- حسن يافا
- كتاب -النزعة الصوفية والتأملية في شعر منذر يحيى عيسى- عبير خ ...
- الحواس في -يسافر همسك- وفاء كامل
- القتامة في -ما الملجأ؟- شيماء عبده
- ديمقراطية النقد والناقد في كتاب -الأسوار والكلمات- فراس حج م ...
- الأردن في رواية -تايكي- يوسف الغزو
- رواية -أشياء تتداعى- نشنوا أتشيبي ترجمة سمير عزت نصار
- الفلسطيني في مجموعة -بيتزا من أجل ذكرى مريم- رشاد أبو شاور
- الحاجة إلى الحب في رواية -امرأة من بغداد- حمدي مخلف الحديثي
- النعومة في كتاب -ياسمينات باسمة- زياد جيوسي
- الأجناس الأدبية في كتاب -أطياف- محمد حافظ


المزيد.....




- قناطر: لا أحبُّ الغناء العراقي .. لكن
- القضاء المصري يحكم بعرض فيلم -الملحد-
- النسيان على الشاشة.. كيف صوّرت السينما مرض ألزهايمر؟
- وفاة فنان عراقي في أستراليا
- رحيل الفنانة بيونة.. الجزائر تودع -ملكة الكوميديا- عن 73 عام ...
- معجم الدوحة التاريخي.. لحظة القبض على عقل العربية
- الرئيس تبون يعزي بوفاة الفنانة الجزائرية باية بوزار المعروفة ...
- رحيل الفنانة الجزائرية باية بوزار المعروفة باسم -بيونة- عن ع ...
- وفاة أسطورة السينما الهندية.. دارمندرا
- موسيقى وشخصيات كرتونية.. محاولات لمداواة جراح أطفال السودان ...


المزيد.....

- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشكل والمضمون في مجموعة -دوي الصوت فيهم-