أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبتك يا ابن عدوان !















المزيد.....

ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبتك يا ابن عدوان !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبسط المؤلف شهادات شهود عيان ووثائق، تتعلق بما ختمنا به الحلقة السابقة.
ففي رواية علي بركات العدوان نقلًا عن والده، وكان أحد مرافقي الشيخ ماجد العدوان في رحلته المذكورة قال: ذهب الشيخ ماجد لمقابلة المندوب السامي البريطاني في القدس واصطحب معه عددًا من رجاله. قبل الاجتماع قابل الشيخ ماجد كامل الحسيني مفتي فلسطين، الذي أخبر الشيخ ماجد بأن البريطانيين قصدوا من وراء هذا العرض أن يقيموا وطنًا يهوديًّا في فلسطين، وقال الحسيني للشيخ ماجد: "خطية الناس برقبتك يا ابن عدوان". ويضيف الراوي: "هذا ما حصل فعلًا أثناء المقابلة، فقد عرض المندوب السامي بأن يكون ماجد العدوان أميرًا على شرق الأردن شريطة عدم معارضته لإقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين. فاعتذر الشيخ ماجد للمندوب السامي، الذي طلب إليه أن يفكر في الأمر قبل التسرع في إعطاء الجواب. فرد عليه الشيخ ماجد بأنه سوف يشاور والده. وعند عودته ذكر الشيخ ماجد لوالده الشيخ سلطان أن الإنجليز يعتزمون إقامة وطن لليهود في فلسطين، وأنهم سيأتون بالأمير عبدالله ويجعلوه أميرًا على البلاد إذا لم يوافق الشيخ ماجد على عرضهم.
أما عفاش سلطان العدوان شقيق الشيخ ماجد فيقول إن عددًا من الضباط الإنجليز بعضهم يتكلم العربية جاؤوا إلى بيت والده الشيخ سلطان العدوان، وبعد مقدمات مختصرة قال أحدهم موجهًا الكلام للشيخ سلطان: "نرغب منك يا شيخ سلطان أن تقيم حكومة لشرق الأردن. فاعتذر الشيخ سلطان بسبب تقدمه في السن، وقال: "أنا كبير في السن، وأقدم ابني ماجد". فرتب الضابط الانجليزي مع ماجد موعدًا لمقابلة المندوب السامي البريطاني في فلسطين، وبالفعل ذهب ماجد وقابل المندوب السامي. وفي نهاية اللقاء طلب المندوب السامي من ماجد التوقيع على شروط إقامة الحكومة، وكانت مكتوبة باللغة العربية. وعندما قرأها ماجد، وجد أنها تشترط على أي حكومة تقام في شرق الأردن ألا تعارض إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين حسب وعد بلفور. عندها رفض ماجد التوقيع على وثيقة الاتفاق، مما حدا بالمندوب السامي إلى الاعتذار عن إقامة حكومة في شرق الأردن بمساعدة الإنجليز.
بناء على هذه الشهادات وغيرها، يخلص المؤلف إلى أن الذي أقام الحكومة المركزية في شرق الأردن آنذاك قد اجتمع بالبريطانيين وتفاوض معهم، ومن ثم اتفق معهم شفويًّا أو خطيًّا على عدم ممانعته إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
يقول المؤلف، لا يتسع المجال في هذا الفصل (الثاني) لإجراء مقارنة بين الاجتماع الذي جرى بين الشيخ ماجد العدوان والمندوب السامي البريطاني في القدس، والاجتماع الذي عُقد في القدس بين الأمير عبدالله بن الحسين والمستر ونستون تشرشل، وزير المستعمرات البريطانية، بحضور المندوب السامي هربرت صموئيل ولورنس وديرز والسكرتير الخاص للأمير عوني عبدالهادي. فالمباحثات بين الطرفين كانت سرية للغاية إضافة إلى كونها شفوية. ومع ان الوثائق البريطانية لم تكشف ما جرى في هذه المحادثات، إلا أن الكولونيل مايز، أحد كوادر وزارة المستعمرات البريطانية سنة 1921 أكد أن اجتماع الأمير عبدالله مع تشرشل تمخض عنه سلخ شرق الأردن عن فلسطين. وتفاهمت الحكومة البريطانية مع الأمير عبدالله حول حصوله على شرق الأردن وإخراجه من وعد بلفور بخصوص "الوطن القومي لليهود".
الصحف في تلك الآونة تناولت الموضوع، ومنها صحيفة الكرمل. ففي مقال نشرته تحت عنوان "الحالة السياسية في شرق الأردن" جاء فيه:"أما مقابلة الأمير بالقدس مع المستر تشرشل فقد بقيت سرية، ومع اليهود فقد أُشيع أنها دارت حول الاتفاق على الوطن القومي لليهود في فلسطين".
ويقبس المؤلف من الماضي والموسى في مؤلفهما "تاريخ الأردن في القرن العشرين" (ص 148) القول أن السلطة البريطانية تتوقع من حاكم شرق الأردن أن يتفادى القيام بأية أنشطة معادية لليهود. ويضمن في الوقت نفسه عدم السماح لأحد بالقيام بمثل هذا النوع من النشاطات. ويقبل أيضًا بالسياسة البريطانية المتبعة في فلسطين غرب النهر.
بعد مفاوضات في لندن بين الملك فيصل ووزارة المستعمرات البريطانية، اتُّفِق على تعيين فيصل ملكًا على العراق، وتقليد الأمير عبدالله إمارة شرق الأردن. وأصدر ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطانية تعليماته للمباشرة بتنفيذ هذين الإتفاقين. وصل تشرشل القاهرة في التاسع من آذار 1921، وفي يوم 27 من الشهر ذاته التقاه الأمير عبدالله في القدس، وحصل الإتفاق على تأسيس إمارة شرق الأردن.
يستند المؤلف إلى وثائق مؤسسة آل البيت، ملف رقم 4، مرفق 12 وغيرها، فيذكر أن تشرشل أوضح للأمير عبدالله أن خطة بريطانيا بشأن الأسرة الهاشمية تتضمن: تخلي فيصل نهائيًّا عن المطالبة بعرش سوريا، وترشيحه لعرش العراق، وبقاء الأمير عبدالله في الأردن شريطة أن يمتثل لرغبة بريطانيا في اتباع سياسة معتدلة تجاه الفرنسيين. بعد ذلك زار المندوب السامي البريطاني في فلسطين عمان، لوضع أسس الإدارة الجديدة في شرق الأردن، بالتنسيق مع الأمير. وبالفعل جرى الاتفاق على إنشاء قوة عسكرية لتوطيد الأمن والنظام. وتعهدت الحكومة البريطانية بتقديم المساعدة لتنظيم هذه القوة، وتزويدها بالسلاح، والعتاد، والتجهيزات وتغطية نفقاتها. ومنحت بريطانيا راتبًا شهريًّا للأمير عبدالله بلغ 1500 جنيه من إيرادات شرق الأردن وصندوق الإمبراطورية البريطانية.
بالعودة إلى موقف شيخ مشايخ البلقاء سلطان العدوان، بعد هذه التطورات، يشير المؤلف إلى أنه لم يستقبل الأمير عبدالله في عمان في بادئ الأمر، ولم ياتِ للسلام عليه. وعندما أراد الأمير أن يتخذ السلط عاصمة لإمارته ومقرًّا له، ذهب إليه الشيخ سلطان العدوان وسلَّمَ عليه ودعاه لتناول طعام الغداء عنده. ويرجح المؤلف أن هذه الحادثة ربما كانت مبايعة من الشيخ سلطان للأمير بالحكم.
وكان الأمير قد قرر بالفعل اتخاذ السلط عاصمة لإمارته الجديدة، كونها كانت أكبر مدينة عامرة آنذاك ومزدهرة، بالإضافة إلى موقعها المتوسط في البلاد. وقد خيَّمَ الأمير هو وحاشيته على رأس التل(مكان مدرسة السلط الثانوية حاليًّا)، ثم سكن أحد منازلها، ريثما يُبنى قصره في المكان الذي خيَّمَ فيه. لكن إقامته في السلط لم تدُم طويلًا، فسرعان ما اضطر لمغادرتها مُرغمًا هو وحاشيته في الأول من كانون الأول 1923، بعد ثلاثة أشهر فقط على مكوثه فيها. أما السبب فيعود إلى تحرش عُتْبانه (رجاله ومرافقوه) بنساء السلط اللائي كن يذهبن إلى عين الماء. أظهر أهل السلط تذمرهم من هذه السلوكات المرفوضة بمعايير عاداتهم وتقاليدهم. وقد ولَّدت هذه الواقعة لدى أهالي شرق الأردن شعورًا بأن الحاشية المحيطة بالأمير تتسم بسوء الأخلاق وقلة الأدب ورذالة السلوك. (يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!
- الغنيمة
- المرأة العربية قبل الإسلام
- الأردنيون مسؤولون عن انحباس المطر !
- الرافد الرئيس للتكفير في ثقافتنا
- شيء من اللامعقول تحت المجهر
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (3) قدوم الأمير عبدالله ...
- الشِّيْخَة
- أنموذج بئيس لتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان !!!
- القلق الرسمي الأردني والاحتمالات المفتوحة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (2) لقاءٌ مع الأمير فيصل ...
- مذكرات تشرشل
- العلم والدين *
- ماذا وراء الأكَمَة؟!
- دولة المزرعة العربية !
- أين تجار الوطنية؟!


المزيد.....




- لقاء الفساتين الفيكتورية بقوة الخيول.. قصة نساء مكسيكيات يُع ...
- السعودية.. عادل الجبير يشعل تفاعلا بجملة ردا على سؤال -أنت ص ...
- -لا أقصد أردوغان أو تركيا-.. مزحة ترامب تشعل تفاعلا بحضور مح ...
- ثوران جبل سيميرو في إندونيسيا: رماد ساخن يتدفّق وعمليات إجلا ...
- وسائل إعلام أمريكية.. واشنطن ترفض خطة مادورو للتنحي عن السلط ...
- بعد ضغوط هائلة.. ترامب يوقع قانونا للإفراج عن ملفات إبستين
- بعد تونبرغ وملالا يوسف... الناشطة السورية بانا العبد تتوج ب ...
- تركيا تستضيف -كوب 31- وأستراليا تتولى المفاوضات الحكومية
- 3 محاور جوهرية في ختام أول منتدى لمحافظي بحر قزوين بإيران
- الأسلحة المتفجرة قتلت عددا قياسيا من الأطفال عام 2024


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبتك يا ابن عدوان !